في 2014م صدر ديوان قبر الخوّاض للشاعر و السارد أحياناً أسامة الخواض عن كرييت اسبيس و هي أحد شركات شركة الامازون المعروفة كشركة للتجارة عبر الانترنت. في الرابط أدناه تجدون فرصة مهمة لإقتناء الديوان أسامة الخوّاض يقع ديوان قبر الخوّاض في 44 صفحة من القطع الصغير و يشتمل علي 14 نص شعري معنونة وتوايخ تحريرها مثبته و كذلك اماكن كتابها. صورة الغلاف من إهرامات المدفن الملكي في البجراوية أي المدفن المعروف بمدافن ملوك كوش. لست في مقامٍ لتقييم القصائد جمالياً لكنني محبٌ لموسيقاها و بنياتها اللحنية الباذحة و لغتها الملهمة الجديدة و بالنصوص مفردات مترجمة و مفردات عامية تمّ توطينها في النصوص بأجمل ما يكون الإبداع و هذه أحد مكامن القوة في أشعار أسامة الخوّاض فهي نصوص لامعة و نجيبة و محفزّة للتفكير و متيحة لفرصة نادرة للتمتع باللغة العربية و جمالها هذا غير استدعاء النصوص للأفكار الإيجابية و المشاعر الإنسانية الرقيقة. وردت بالنصوص في صفحات عديدة إشارات و استخدامات لوسائط التواصل الإجتماعي و لهذا كتَبْت عن المجموعة الشعرية لأسامة الخوّاض. في صفحة 19 و بالقصيدة المعنونة ؛ سحابة ثلج ! مراثي بهنس الباسيفكية وردت العبارة : يقرأ معطف غوغول. و في صحفة 25 العبارة: هنيهة بوح الشقيقة – طلْق الصديقة في الفيسبوك. و في صفحة 28 العنوان: وحشة اسفيرية. وفي صحفة 29 العنوان: مشّاء الاسفير. و في صفحة 30 و هي بقية النص المعنون بمشاء الاسفير العبارات: طرحت عواطفها علي مرج الماسنجر. و البيت: سندلف حاملين شهيقنا في صرّة الرؤيا إلي البالتوك. و العبارة: في غرفة البالتوك، و البيت : أنا مشاءة الإسفير بصفحة 31 . هذا التواتر الغني بالإشارات لوسائط السوشيال له بلا شك دلالاته العديدة و المتنوعة و بالنسبة لي بعد قراءة الديوان لعدة مرات اتضح لي أن الكتابة جميعها نوع من التأمل الدارس و المتفكر في وحشة المهاجرين السودانيين بالمنافي جميعاً، تلك الحالات التي تواجهنا بمتطلبات مهنية و اجتماعية و أسرية مختلفةً . في هذه المهاجر تكون النوستالجيا داءٌ و دواء. عند أُسامة الخواض النوستالجيا المتوفرة نابهة و مستنيرة فهي تعود بنا للحنين لشخوص تاريخنا القديم منذ أيام كرمة و مروي الخالدتين بالترميز الشاعري الفنّان في الصروح الباقية التي كانت إشارة لعظمتها بالأساس اختيار لوحة الغلاف فهو إختيار موفق صادف الحسن و الجمال . من ذلك التاريخ العميق المتجذر ترد إيضاً إحالات مباشرة لشعر سلمان الطوالي الزغراد و حالات وجده لمنّانة. الأمر الثاني كما نعرف جميعاً فأيام المتعلمين السودانيين بالمهاجر و غيرها تبتدي بمراجعات رسائل الإيميل و متابعة صفحات وسائط التواصل الإجتماعي للقاء الأهل و الأصدقاء و رفاق الكار الإجتماعي و السياسي و المهني. في تواتر ذكري وسائط التواصل الإجتماعي معالجة للواقع بنظر الأديب، العارف و الإنسان المرهف فهي ليست مجرد إشارات واقعية في الشعر ليقول النقاد أنها دون الواقع أو فوقه فهي إشارات نابهة تستهدف الواقع بالتغيير نحو الحرية، الرخاء، التنمية و الإستنارة. بهذه المعالجة يضع أسامة الخوّاض نفسه كرائد سوداني أديب و شاعر يتناول مفردة السوشيال ميديا في افقها الإنساني و الإجتماعي. و لقد اخترت لكم هذا النص الدالّ " وحشة اسفيرية لا أحد غرّد و ما من واحدة أعادت التغريد علي صفحتي المهجورة. و ما من رسائل و لو لعابرين علي غابة الويب العظيمة، ملقاة بلطفٍ جمّ علي قارعة دغلي الفيسبوكي، و الدعوات المزركشة للهو في "المزرعة السعيدة"، انقطع وحيّها، و حتي النكات التي كان يرسلها صديقي العراقي كفّت فن السقسقة، و الهطول علي حقل إيميلي، نكات برونوغرافيةٌ، لكنها تحمل بصمات العِرَاق المُتهدم و تهاويم شعبه العظيم الملحمية بطعمٍ خاص: آشوري و سومري" شراء الكتاب من الأمازون دوت كوم سهلٌ و لا يحتاج إلا لبطاقة إئتمان و ربما بيي بال و غيرها من طرائق التسوق في الانترنت. لقد اشتريت الكتاب بهذه الطريقة و هي طريقة آمنة. أدعو جميع المهتمين بالشعر و الكتابة الإبداعية من المقيمين خارج السودان لشراء الديوان بطريقة بطاقة الإئتمان و من بالسودان يمكنهم مشاورة أحد العاملين بالمصارف لمعرفة كيفية شراء الكتاب من موقع الامازون فهو طريق ميّسر و لقد جرّبه الكثيرون و لقد تمّ دون مصاعب. بشرائنا للديوان يدخل بيتنا نور، شعور خلّاق و نباهة لغوية فريدة و كتابة حديثة بمعني الكلمة و كتابة سودانية صميمة و باذخة. فشكرأ يا خوّاض علي هذا الجمال. طه جعفر الخليفة تورنتو -اونتاريو- كندا 22 مايو 2017م [email protected]