جاء فى الاخبار : ان الشرطة اليابانية بدأت تبحث فى ابتكار انشطة تملا فراغ افرادها بعد ان تراجعت الجريمة كثيرا فى اليابان ! وجاء ايضا ان هولندا تغلق السجون لانتهاء الجرائم التى تنتهى الى السجن ! ومن السودان : وضع الخطط لبناء سجون جديدة لاستيعاب الاعداد المتزايدة ! على الرغم من علامات التعجب اعلاه الا انه ليس فى الامر مايدعو – حقيقة !- الى العجب . ففى اليابانوهولندا حكومات تبسط العدل للناس فى اكلهم وأمنهم ، وهما الشرطان اللذان ذكرهما القرآن كسبب لعبادته سبحانه وتعالى :( الذى أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ). فماذا يحدث فى السودان ؟ يمنع بيع السكر والدقيق فى مناطق سيطرة الحركة الشعبية فى جنوب كردفان ، حتى لاتتسرب للحركة . وشكوى من هم فى معسكرات دارفور من نقص الحصص الغذائية لان المؤسسات التى تطعم قد طردت من غير بديل . اسرة عوضية عجبنا التى قتلت اثناء انتفاضة سبتمبر ، هاجمت اسرتها ثلة من جنود الشرطة واوسعوا افرادها ضربا وشتما , ذلك بعد ان اطلق سراح قاتلها بعد فرض دفع الدية على الاسرة وهى لاتزال تطالب بالقصاص . اسرة الدكتور مضوى ابراهيم تفطر امام السجن احتجاجا على حجزه للشهر السادس دون اطلاق سراحه او تقديمه للمحاكمة . بل حدثت "دربكة " فى تصرفات المسئولين حيال قضية الدكتور تدل على ان الامر ليس له علاقة بالمؤسسات ،انما هى تصرفات فردية تمليها شخصية المتصرف أو مايراد منه من اصحاب الشأن. ومن عجائب النظام ايضا تصريحات والى شرق دارفور حيال المعارك الاخيرة مع الثوار الدارفوريين ، الذى قال انهم لايستحقون الطلقة التى تساوى 7 جنيهات وانهم لوجنحوا للسلم لكانوا تحت المكيفات فى القصر الجمهورى ، ولكن اى مكيفات واى قصر ؟! الحقيقة ان هذه التصريحات تعبر تماما عن اصل الجماعة واسلوبهم فى الحكم وفى النظر الى الآخرين . ملخص فكر الجماعة ، بناء على واقع التطبيق ،الذى لانزال نراه امام اعيننا فى ذهول ،، وهو انهم يمثلون المولى –سبحانه – فى الارض لمجرد انهم يدعون العمل باوامر الله وتطبيق شرعه، ولذلك فهم لايسألون عما يفعلون ، ليس فى الدنيا ولا فى الآخرة! ربما يقول قائلهم ان الامثلة التى وردت فى مقدمة الموضوع ، هى لمجتمعات غير مسلمة ، وبالتالى فهى لاتطبق شرع الله ولايمكن وضعها فى المقارنة مع المجتمع السودانى المسلم . ولكن لتأكيد ان المطلوب من الحاكم فى الدنيا هو مجرد بسط العدل وازالة الظلم ، وان علاقة حكمه بعلاقة المسلم مع ربه ، ليس الا خلق الظروف التى تمكن المسلم من احسان تلك العلاقة . هذا مافعله العمران ، وهو ماجعل حتى الذئاب لا تأكل الخراف فى عهد عمر بن عبدالعزيز ! عبدالمنعم عثمان