نمريات كوليرا ومشروع ومائدة دسمة .. ** بينما ترتفع حدة الاسهال وتدخل مدن وقرى جديدة في دوامة الوجع والحزن لفقدها الاعزاء من افراد الاسرة والاصدقاء والجيران ، نجد والي ولاية النيل الابيض دكتور كاشا يحمل 70 مليونا من الجنيهات ، ليحفر بيارة في مشروع الملاحة الزراعي ، والتي ستروي المحصول العام القادم ليقطف ثمارها النيل الابيض وربما كل الولايات ، تمد يدها وتتغذى من ولاية النيل الابيض ، نرحب بالمشروع الزراعي الرعوي الذي اقسم كاشا عند لقائه الاول مع المواطنين في ربك عام 2015 ، ان المشروع سيدخل الانتاج العام القادم أي 2016، ولم يدخل الانتاج ، ودخل مواطن الولاية في اسهالات مائية ... ** لمزيد من استفزاز مشاعر المواطن في الولاية ،التي اتشح بالسواد جل منازلها ، دفق كاشا تصريحه المستوحى من اغنية (الشريف مبسوط مني )، مؤكدا ان المركز (مبسوط منو) !!!! وبما ان مايحدث الان في الولاية ، ليس فيه مايبسط او يفرح ،بل يرفرف طائر المنايا على الرؤوس ، الا ان كاشا سار على جثث الموتى بعد ان اسدل عليها الستار ، وغادر لاحياء مشروع الملاحة الزراعي ... ** ما لايعرفه كاشا عن ولاية النيل الابيض ، وهو القادم اليها ضمن مشروع الترضيات الذي ابتدعته حكومة الانقاذ ، ان الولاية يسكن اهلها الحب والمودة ، يعرفون الواجب ،ويتسابقون اليه ، يغيثون الملهوف ،ويشدون عرى الاخاء اوتارا يعزف عليها ،كل فرد في الولاية نغمته المحببة ، فالملاحة والجزيرة ابا والمرابيع على سبيل المثال ،وكل قرى ومدن الولاية ،هي موطن ومسكن لكل من يطرق بابها ، ونحن مع احياء المشروعات المجمدة ، في الولاية والنهوض بها حتى تشارف الثريا ، وتصبح موطن التميز والتفرد ،لكن كاشا لم يلامس اوتار استثمار علاقة مميزة مع مواطني الولاية ، تأبط بطانته ويمم وجهه صوب مشروع الملاحة ، في هذا الظرف العصيب جدا ، ودخول قرى جديدة في منظومة الاصابات ، كالهشابة البحر وقرية الدقجة بغرب كوستي ،التي التي ترحمت على 15 شخصا امس الاول ،اضافة للمرابيع وعسلاية . ** الملايين المرصودة لاحياء مشروع الملاحة ،فضحت مفاهيم كاشا في في وزن الامور الصحية بميزان عالي الحساسية والاستشعار الصادق والجاد تجاه الكوليرا ،التي تعاني منها الولاية ، مع غياب الامصال ،وقلة الكادر الطبي ، فالولاية الان ليست في حلبة سباق ومنافسة حادة وفوريه لانتاج محاصيل زراعية ، وتركيب طلمبات لريها ، انها الان أي الولاية ،تسعى وتصارع من اجل قطرة ماء تنزل الى جوفها نظيفة تغسل عنه الاذى والتلوث لتلبس ثوب عافية ،يثبت على رأسها... تاجا .. ** في الخرطوم ،العاصمة الحضارية للمشروع الاسلاموي ، ينعم وزير الصحة الاتحادي ب )اطايب )الموائد التي مدت امام منزله ، بينما يتقيأ المواطن المسكين في مستشفياتها في كل ثانية وكسرها ، بضع لقيمات ، لفظتها بطنه المهترئة ... *** الحكومة لم ولن ترحم المواطن، ففي كل يوم تنزل سياط العقاب القاسي على جسده المنهك بالكوليرا ، فهاهي تمد قيدها وتلفه حول معاصم شباب التوعية بالحاج يوسف ، الذين تبرعوا لاسداء النصائح والارشادات للوقاية من المرض خوفا من وقوع المزيد من الاصابات ، فبرهنت الانقاذ بالقاء القبض عليهم ، على جهلها بالتوعية ،وانها احدى مفاتيح الامان الصحي في المجتمع ... وهي التي عجزت عن بث قطرة منها في شاشاتها التي فضلت الطرب على جثث الموتى .... **وطن،غرست الانقاذ في قلبه خنجرا حادا فتفتت ، واعقبت ذلك باخر وهو الصمت عن اعلان وباء الكوليرا ... ** ارحل ياكاشا وفي يدك كل اعضاء حكومة ولاية النيل الابيض .... اخلاص نمر