سرني مثل الكثيرين من أحباب الرجل الودود زميلنا الأستاذ حسن وراق خبر تماثله للشفاء بعد العملية الجراحية التي كللت بالنجاح في قاهرة المعز .. فلله الحمدونقول له ..المجد عوفي إذا عوفيت والكرمُ . حسن رجل جمعتني به جغرافيا منطقتنا محلية الحصاحيصا وتاريخ طويل ومشترك في حب السودان الكبير والجزيرة بشرا ومشروعاً سكبنا خلاله معا عصارة حبرنا منافحة و صراعا ليبقى هذا المشروع كبيرا والكتف القوي الذي حمل السودان طويلا وكان جزاؤه مثل سنمار في القصة المشهورة ! كان حسن أكثرنا صلابة في عوده و أشرس الأقلام في صدامه من أجل الحق دون أن يخشى في ذلك لومة لائم .. بل أكثر من عانى في بداية نظام الإنقاذ الذي أحاله الى الصالح العام وهو المؤهل من كل الجوانب العلمية والأخلاقية والإبداعية للإستمرار في عمله ..! ولكنه رغم كل تلك الإمكانات الشخصية .. لم يأنف حينها من العودة بتواضع الكبار الى مسقط راسه ليعمل نادلا في مطعم شقيقه الراحل الأستاذ فاروق وراق طيب الله ثراه ! تقول الطرفة أن أهلنا في الشمالية حينما مات الفقيه المادح الورع حاج الماحي وكعادة أهل المنطقة أن أوفدوا عددا من الشباب على ظهور الدواب لنشر النعي في القرى والنجوع .. وعندما سمع أحد الظرفاء بالخبر علق قائلاً ( يا داب إبليس إمكن يضوق الراحة ) كناية على أن الشيخ الماحي كان يلعنه في كل مدائحه ! وهوتعليق قريب من الذي كتبه أحد ظرفاء الراكوبة أسفل خبر نجاح عملية وراق .. فقال ..أهو الوالي إيلا .. استجم قليلا من طعنات قلم حسن باعتباره أكثر المثابرين كتابة لاذعة في تتبع خطوات والي الجزيرة..بل وقد بدأ بالأمر في أول مقال له بعد تعافيه الذي نرجوله الدوام بلا سقم ولا هم ! وطبعا في مثل هذه المواقف الإنسانية التي قد تقعد قلما صادقاً وتبعده عن الكتابة الناقدة سعيا وراء تحقيق الصالح العام وليس لأغراض ذاتية كما نحسب ذلك الظن الحسن في حرص الأخ وراق على ذات الهدف بتجرد خالص ..فبالطبع لن ينطبق عليها المثل القائل مصائب قومٍ عند قومٍ فوائد ! فالعود أحمد يا أبا علي ..وحمداً لله على سلامتك وما تشوف شر ياغالي . محمد عبد الله برقاوي..