:=نادراً ما يقبل عطاءً من أحد.قَبِلَ منِّي ذات مرَّة ,قال :[تقبَّلْنا منك هذا المال قُبُول النفس السامية الرفيعة التى لا تجد من العسير عليها أن تأتى مثل هذا الفعل.لذا يُعاملُنا غيرُنا نفس المعاملة.].وقبل أن أبرح مكانه كان وزَّعهُ على بعض المُتسوِّلين.!! *** -كان سائراً فى الطريق.فركب حافلة.طقطق له الكمساري,,, ما عندي . -- الزي ده البقفلنا معاك ذاتو من الصباح.عليك الله يا حاج انت ما عندك ركبتً ليه . = وانت وَقفْتَ ليه . *** **** -هُوَ بعيد عن الحسرة على الماضى.ومُتحرِّر من هواجس المُستقبل.لذا فالشعور الغالب عليه هو الإستمتاع بالحاضر.وبطبعه أُوتِيَ قدراً ضئيلاً من الشهوة والميْل إلى أشياء الدنيا.الذي لا يُدرك هذا يعتبره دروبشاً مجنوناً.وفى الواقع يحسده على بهجة الملاذ البريئة ,على الحُرية التى فقد هُو طعمها. ;-بالقُرب من مسجد السيد على الميرغني يقضى نهاره تحت ظلال الأشجار فى الشارع.وفى الليل ينام فى مقابر حلَّة حَمَد.أعرف أنّه كان موظفاً كبيراً فى الوزارة ومنزل أُسرته فى شمبات.سألتُه :ليه ما تقيِّل جُوّة فى المسجد ياعم الماحى.?! قال :إنَّ الجُدران والأشياء من صُنْع الإنسان تحُولُ بينه وبين الله.ولا تساعد على تحسين العلاقة مع الله.وإنّ خير وسيلة للحصول على النِعَم من واهب النِعَم هي العمل على أن نستحقَّها أكثر مما هي فى طلبها منه. -ذات يوم نزلْتُ إلى المرْسى فى شمبات لبعض شأني.كان ثمَّة مطر تساقط منذ فترة قريبة فلا أثر للغبار.وكان هناك جداول جارية ونسيم يُداعب الشجر وكان الهواءُ نقِيَّاّ والأُفْقُ خالياً من السحاب وعمّ الماحى جلس على الجدول والسماءُ كقلبه يسُودُهُ الصفاء.!! كان فى شُحُوب الموْتَى وهزال الهيكل العظمي.ضربات عُرُوقه ظاهرة وفظيعة , ونبضات قلبه زائدة يُعانى عُسْراً فى التنفُّس .هستيري يذرف كثيراً من الدموع دونما سبب أستطيع فهمه.فجأةً فَرِحَ وافتتن بحغيف ورقة من أوراق الشجر وتغريد طائرٍ طَرُوب.فبدا فى ذروة الهناء.كان حسَّاساً حساسيةً مُفرطة لم أرَ مثلها.إقتربْتُ منهُ بهُدُوء وسلَّمْتُ عليه من صميم الفُؤاد.وسألْتُهُ الدُعاءَ لأجْلِي .قال :أنا لمْ أدْعُ اللهَ إلا مرَّةً واحدة فى حياتي.دعوْتُهُ حياةً خالية من الرذيلة وموْتَ الإستقامة.!!! أصْرَرْتُ عليه بإلحاح فدعا لي دعَوَاتٍ لمْ تُسْتَجَبْ . "شُكْرِى "