;-أمام مدْخَل عمارة مُجاوِرة, تجْلِسُ طفْلةٌ فى عُمْر [ حنين].تلعبُ بعرُوستها.تُحادثُها.تغْضبُ منها أحياناً فتضْرِبُها أو تدفعُها بعيداً عنها.وترْضي عنها أحياناً فتعود تحادثُها تغْمُرُها سعادةٌ واطْمئنان.حزينة هادئة.كأنَّما أرْضعتْها أُمُّها قِطَعاً من الأناناس.,أو براءةً خالِصة,أو قصصاً فى شكْلِ حليب.أيُّ سائلٍ أضاءَ دواخِلَها.!.يا لِجمال الناقِلِ والمَنْقُولِ والمَنْقُولِ إليه.كمْ أوَدُّ عندما أراها لو أنَّني أعُودُ طِفْلاً لا أخافُ الغياب أظُنُّ أنَّ من ماتَ سَافَرَ وسَيَعُود .ولو أنِّي عُدْتُ طِفْلاً لما كَبِرْتُ أبداً.,ولتحايَلْتُ على الزمن بزمانٍ آخَر, وعلى التقدُّمِ فى العُمُر بالتقَدُّم في البراءة.. وأنا فى عُمُر [حنين], دخلْتُ في ديوان عمِّي.كان قدم من السعودية.وكان هناك أُناسٌ كثيرون.بعضهم على الأرض وبعضهم علي السراير وبعضهم علي الكراسي.كان هُو من يتحدَّث والقوْم يصْغُون بإهتمام.لقد كان رجُلاً غنِيَّاً,لذا وإنْ تكلَّمَ مُخْطِئاً قالُوا صَدَقْتَ وما نطَقْتَ مُحالاً.كان يُحِبُّ مساعدة الناس.,علي غُرُورٍ فيه.وكان بتأشيرةٍ واحدة يُدْخِل إلى المملكة الرهْطَ من الطبَّاخين والسُفْرَجِيَّة وغاسِلي الأطباق والصُحُون.ومن طبْع الإنسان أنَّ من مَلَكَ دِرْهِمَيْن تعلَّمَتْ شفتاهُ أنواع الكلام.ومن كان بكْراً يُصْبِح الحاج بكَّار بعد أن يتيسَّر الحال.,,,,, على طرف سرير في مجلس العمّ عبدون كان يجلسُ رجُلٌ سبعيني يُوحِي بالوقار مع لِحْية صغيرة بيضاء.كان أعْمى.فجلستُ بقُربه.فتحسس رأسي بيده وسألني عن إسمي.فأجبتُه.فقال لي; حين تكْبُر سترْتدي قميصاً جميلاً وقُبَّعةً على رأسِك.سرَّني هذا الوَعْد فجلستُ مُحْتَرَماً مكتوف اليديْن.لا أدري من هو كان ذاك الأعمي ولكن كلما أسمع النعام آدم أتذكَّرُه.النعام كان لهُ ابْن أصَم أبْكَم.فلا هُو قادر على رُؤية ابنه , ولا ابْنُه يستطيع أن يُكلِّمه أو يسْمعه.فصاغ لهُ الشاعر محمد سعيد دفع الله ,, لا شوفْتَنْ تَبِل الشوق ولا ردَّاً يِطَمِّنْ أرَيتَك تبْقَى طيِّب انْتَ أنا البَيْ كُلُّو هَيِّنْ "شُكْري" شكري عبد القيوم