ذكرت في المقال السابق ان بني اسرائيل في رحلة خروجهم من مصر تاهوا عن وجهتهم المقصودة والتي كانت ارض اجدادهم. المقدسة والتي افترضت سابقا انها شرق السودان، فتوغلوا جنوبا في عمق السودان حتي تجاوزوا مدينة مريدي الجنوبية. و نتج عن ذلك ان طالت اقامتهم في هذه الارض (ارض المنفي) فاقاموا مملكتهم الجنوبية (يهوذا)، فاطلقوا قديما علي هذا الجزء من السودان المعاصر اسم (ارض يهوذا) _وحسب باحث جنوب سوداني_ ان. ( ارض يهوذا) بالعبرية القديمة كانت هكذا ( سو يودا ن) التي تحورت بمرور الزمان الي سودان . واعتقد حسب قراء،تي لتتابع الاحداث في ذلك العهد القديم ان القصة المشهورة والمذكورة في التوراة والقران _ والتي تم فيها ذكر لقاء النبي موسي بالعبد الصالح الخضر _ قد حدثت اثناء اقامة بنو اسرائيل في الارض الكائنة جنوبالخرطوم اثناء فترة التوهان . وصفة موقع لقاء النبي موسي بالخضر جوار الخرطوم تؤكد كذلك ان كل الاحداث المرتبطة ببني اسرائيل قد حدثت هنا في السودان المعاصر، فهناك شبه اجماع لكل من درس هذه القصة بعقلانية ان نقطة التقاء نهري النيل الازرق والنيل الابيض كانت هي موقع لقاء موسي بالخضر.حسب صفتها التي ذكرت في الكتب السماوية . وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّىٰ أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا*"" وقد اجمع اغلب من فسر هذه الاية ان موقع مجمع البحرين المشار اليه هو الخرطوم، فالبحر يطلق في لغة القران كذلك علي الانهار مثل قوله تعالي وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ*شَرَابُهُ*وَهَٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ ۖ. وظاهر ان البحر العذب الفرات هو النهر. ولابد من التذكير في هذا السياق ان كلمة او جملة خرطوم (كا ار تا م) تعني في اللغة الكوشية القديمة مكان سكن النبي الرباني. وهو الخضر لا شك في ذلك. اذن فحسب التتبع المنطقي لوطن بني اسرائيل بعد خروجهم من مصر وقد تابعنا خط سيرهم في المقال السابق كما تم سرده في نصوص التوراة نستطيع ان نصل الي حقيقة انهم قد اقاموا زمنا طويلا في جهات جنوبالخرطوم و الي اعماق جنوب السودان المعاصر . وتشمل هذه المنطقة التي سكنوها كل من ارض الجزيرة بين النيل الازرق (بحر سوف المذكور فى رحلة توهان بنى اسرائيل ) والنيل الابيض.. وكذلك اجزاء من كردفان وجنوب السودان. وكان بنو اسرائيل منتقلون فى هذه الارض ومقيمون فيها زمنا طويلا واثناء ذلك وقعت حادثة قصة النبي موسي مع الخضر، حيث اخبر الله عز وجل النبي موسى ان العبد الصالح الخضر فى مكان ما عند التقاء هذين النهرين ( النيل الابيض والنيل الازرق) .. اذن فمن الواضح ان رحلة النبي موسى الى الخرطوم حيث التقى الخضر كانت من جهة الجنوب حيث اخبره الله عز وجل ان نقطة التقاء هذين النهرين الذين يعرفهما هي مكان اقامة العبد الصالح .. واعتقد ان الامر كان هكذا وليس كما تعارف عليه الناس ان حركة النبي موسي للخرطوم كانت من جهة الشمال. واعتقد ان موقع لقاء موسي بالخضر كان في جبل الاولياء جنوبالخرطوم ، فالقرآن يحدثنا عن صخرة تم فيها اللقاء قبل مقرن النيلين. وقد كان خط.سير النبي موسى وفتاه يوشع بن نون من اتجاه الجنوب الي الشمال فى محازاة النيل الابيض حتى وصلا منطقة جبل الاولياء وجاوزاه الى نقطة التقاء النهرين عند الخرطوم .. ثم عادا الي مكان اللقاء الذي حدد لهما عند الصخرة (جبل الاولياء) جاء فى الحديث : فانطلقا بقية يومهما وليلتهما، فلما أصبح موسى عليه السلام قال لفتاه { آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا } قال: ولم ينصب حتى جاوز المكان الذي أمر به { قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبا } قال موسى { ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصا } اذن فاللقاء كان عند الصخرة التى اعتقد انها جبل الاولياء .. وربما يكون هذا هو سبب هجرة اولياء الله من قديم الزمان الى هذه الصخرة وتعبدهم فيها حتى اطلقوا عليها جبل الاولياء .. فهذه المنطقة كانت مسكن الخضر منذ القدم و الذي يعتقد انه لا يزال هناك حيا الي اليوم. . والله تعالي اعلم مهندس / خالد الطيب أحمد