العالمية الإسلامية الاولي التي حدثت في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم وفي عهد الخلافة الراشدة من بعده. انطلقت من عهد قريب شبه من عصرنا الحالي. اذ كان قادة تلك العالمية الاولي وقومهم ضعفاء مقارنة بالعالم من حولهم الذي كانت تسيطر عليه قوي عظمي ممثلة في الامبراطورية الفارسية المجوسية والامبراطورية الرومانية المسيحية وكانوا ضعفاء ومتخلفين مقارنة حتي بالممالك المنتشرة حول العالم في ذلك العهد كالمملكة الحبشية والصينية وغيرهما. فكان الوضع العالمي الذي انطلقت منه عالمية الاسلام الاولي شديد الشبه بالوضع الماثل اليوم* فامة الاسلام اليوم هي الاضعف بين* الامم والمشهد العالمي تسيطر عليه قوتان هما الولاياتالمتحدةالأمريكية المسيحية والاتحاد الروسي*الملحد وقوي غير اسلامية موزعة حول الحالم كلها تقريبا اقوي من المسلمين* اذن فالسؤال هل يمكن اقامة عالمية اسلامية ثانية في هذا الوضع المعاصر شبيهة بالعالمية الاولي ؟* اعتقد ان ذلك ممكن. لانه قد حدث في العالمية الاولي للاسلام وفي وضع ربما كان اعقد واسوا من العصر الحالي فالعالمية الاولي للاسلام بدات برجل واحد هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم. بينما الان اعداد المسلمين تفوق المليار* ولكن كيف يمكن اقامة هذه العالمية الاسلامية الثانية؟* وكيف الطريق اليه؟ حاكمية السنن الكونية: عند اختلال موازين القوة المادية بين الامم المتنافسة , فان السنة الكونية هى ان ينتصر القوى على الضعيف , لاسيما اذا تساوي الطرفان المتنافسان في النواحي الروحية والعقائدية ولكن عندما ينتصر الضعيف علي القوي بعكس النواميس الكونية مثلما حدث في فتوحات وحروب العالمية الاسلامية الاولي فلابد ان يكون هنالك سر ما لدي الطرف الضعيف تفوق به علي القوي وخرق به عادة السنن الكونية , وهذا السر لابد وان يكون شئ غير مادي وغير محسوس وقد يلحقه البعض بالتوفيق او التأييد الالهى ..* وربما يكون غير ذلك او بالاضافة اليه* ولذلك لابد اذا اردنا بعث عالمية اسلامية جديدة ونصر اسلامي جديد ومعجز لابد من الكشف والبحث عن السر الذي انتصرت به العالمية الاولي ثم تطبيقه علي الشعوب المسلمة المعاصرة لتنطلق باسلامها الي عالمية جديدة تعم مشارق الارض ومغاربها كما عمها في العالمية الاولي ,* لانه اذا نظرنا لحال المسلمين اليوم وقارناه بحال الامم الاخري نجد ان الكفة ليست في صالح امة الاسلام وبالتالي فان النصر لصالح خصومهم بمقتضي السنن الكونية لان الكفتان متساويتان فى المعتقدات والطموحات الدنيوية , فالغلبة في هذا الحال للقوي على الضعيف . اى كان هذا القوى كما نلاحظ نصرة اليهود والنصاري الان على الدول الاسلامية بسبب تفوق قوتهم المادية على المسلمين وليس ثمة فارق روحي يمكن ان يقلب النواميس والسنن الكونية لصالح المسلمين الوضع الاسلامي الراهن:* المسلمون اليوم أبعد من اي وقت مضي عن النهج الذي انتهجه المسلمون الاوائل من جميع النواحي الفكرية والعقائدية لاسيما التهافت المشين لتحصيل الحياة الدنيا علي حساب الحياة الاخري.* فالانبهار بالرفاهية الغربية ومحاولة محاكاتها اصبحت السمة الشائعة والمنتشرة بين كل طوائف المسلمين* فاول ما اقصي من فضائل جيل العالمية الاسلامية الاولي هو فضيلة الزهد في الدنيا وملذاتها وهكذا تم اقصاء الفضائل الاسلامية كلها ولم يبقي من الدين الاسلامي الاول الا اسمه وظاهرة فقط. فالمسلم اليوم _الا من رحم ربي _ ليس له من حقيقة الاسلام وتعاليمه الا الاسم فقط. حتي ان احد الائمة المعاصرين عندما زار الغرب قال وجدت اسلاما ولم اجد مسلمين__ ويقصد حسن الخلق_. وفي بلاد المسلمين وجدت مسلمين _ ويقصد بالاسم _ ولم اجد اسلاما* اذن فالإسلام الذي كان مطبقا في زمن الرسالة الاول لم يعد له وجود الان وكانت نتيجة ذلك ضعف الامم الاسلامية وفقدان بوصلتها* قال عمر بن الخطاب: لقد كنا اذلاء فاعزنا الله بالاسلام. فاذا ابتتغينا العزة بغيره اذلنا الله.* والمتامل في قول الخليفة الراشد عمر بن الخطاب يدرك سر ذل المسلمين اليوم. اذ انهم تركوا الاسلام وراء ظهورهم وابتغوا العزة بالتحالف مع روسيا وامريكا فاذلهم الله*. يتبع ان شاء الله م.خالد الطيب أحمد