يا من تدعي ان لا بعث ولا نشور ولا حساب بعد الموت* دعنا اولا نتفق علي ان كل انسان مصيره بعد الموت الي الفناء والعدم فمثلا بعد الف عام من الان. لن يبقي من اجسادنا شئ، سنصبح كاننا لم نكن أحياء ولاموجودين و ستفني اجسادنا وستؤول الي العدم اذن السؤال هو هل يمكن بعث هذه الاجساد مرة اخري الي الحياة في الآخرة ؟ الاجابة علي هذا السؤال يحتاج منا الي قليل من الخيال والتامل دعنا نعود بالتاريخ الي الف عام من الان وتخيل نفسك انك كنت معاصر ذلك العهد الغابر اين كنا؟ أنا وانت وصاحبك ومعارفك واهلك وكل من تري امامك الان من البشر؟ الاجابة اننا لم نكن موجودين* اليس كذلك؟ كنا انا وانت وجميع البشر الموجودون الان في العدم هذا العدم واحد وهو نفس العدم الذي سنوؤل اليه بعد الموت فهل تخيلت هذا ؟ فنحن قد اتينا من عدم الي الحياة* اوجدتنا قوة قادرة عالية نجهلها يمكنك ان تسمي هذه القوة العظيمة ما تشاء من اسماء والتي نسميها نحن المؤمنون (الله) فليست هذه قضيتنا المهم ان تؤمن ان ثمة قوة قادرة اوجدتنا من العدم الذي كنا فيه الي الحياة* ثم سنعود مرة اخري الي هذا العدم بعد الموت نفس العدم الذي كنا فيه قبل ولادتنا وقبل وجودنا اذن طالما ان هناك قوة استطاعت ان توجدنا من العدم الذي كنا فيه فلماذا نستبعد ان توجدنا هذه القوة مرة اخري من العدم الذي سنكون فيه بعد الموت ؟؟ فمن المنطق والعقل ادراك ان الذي قد حدث في الماضي ليس مستحيلا ان يحدث مرة اخري اليس كذلك؟؟ نحن نعلم الطريقة التي اوجدتنا بها هذه القوة القادرة من العدم اﻻول والتي كانت عن طريق التناسل* اما الطريقة التي يمكنها ان توجدنا بها مرة اخري من عدمنا بعد الموت فنجهلها لان هذا الطريقة الاولي ايضا كنا نجهلها قبل وجودنا فلا نستطيع ان نجزم ان لا سبيل لوجودنا مرة اخري الا عن طريق التناسل والتزاوج. لان هذه القوة التي اثبتت قدرتها في ايجادنا الاول من العدم، لن يعجزها ان توجدنا مرة اخري بالطريقة التي تختارها هي وليس بالطرق التي نتوهمها او نختارها نحن اذن فوجودنا الان الذي اتينا اليه من العدم الاول دليل علي امكانية وجودنا مرة اخري بعد ان نعود الي العدم بعد الموت ولكن الاهم من ذلك ان وجودنا المرحلي الذي نعيشه في هذه الحياة الدنيا دليل قاطع علي حتمية بعثنا مرة اخري لوجود ابدي لان الامر ان لم يكن كذلك يكون ايجادنا الان محض عبث لا معني له وهذا مستحيل اذ ان القوة القادرة التي اوجدتنا من العدم لا يمكن ان تفعل فعلا عبثيا فتاتي بنا من العدم ثم ترجعنا اليه دون هدف اذن فمن السذاجة الاعتقاد اننا قد وجدنا من العدم عبثا لنعود اليه ثم تنتهي الحكاية ومن الغباء الاعتقاد ان الافواج من البشر تاتي من العدم ثم تعود اليه عبثا ودون هدف* لانه لا شك ان هذه القوة القادرة التي اوجدتنا قد اوجدتنا لهدف عظيم* وهو ان نبقي بقاءا ازليا هذه القوة قد رحمتنا اذ اخرجتنا من العدم الاول فكيف تسلب رحمتها منا وتتركنا نغيب في ذلك العدم مرة اخري ؟؟ اذن فالذي اخبرتنا به الديانات السماوية اقرب للعقل واقرب للمنطق اذ ان الابد الموعودين به منقسم الي نعيم وعذاب فجعل الله هذه الحياة الاولي اختبارا وامتحانا من عبرها كما يريد الموجد يؤول الي السعادة الابدية بعد البعث الثاني ومن خالف وطغي وتكبر يؤول الي الشقاء الابدي والعياذ بالله.* م. خالد الطيب أحمد