مملكة الإنسان : ميزك الله يا انسان عن بقية الخلق بالقوة المدركة محل التكليف .. بروح القدس , وهي في مقام القوة المدركة منك .. وهى النفخة الالهية التي امر الله الملائكة بالسجود لك بعدها لنفاستها وقدسيتها وهى الامانة التى عرضت على السماوات والارض فابين ان يحملنها .. وحملتها انت .. فانت مستخلف بهذه الامانة على جسدك .. وانت الحاكم بها فى مملكتك الانسانية ا , وانت الامير علي جوارجك تسيرها بهذا السر الالهي كيفما تشاء اما جسدك فالله هو الذى يسيره ويرعاه ويحييه ويميته من غير تحكم منك بقدرة الحياة الكونية الكلية .. فانت مسير من هذا الوجه وجعل الله هذا الجسد ارضا لملكك و محلا لظهور حكمك فيصلح بصلاحك او يفسد بالسادك وجعلك مستخلفا على جوارحك . فانت مخير من هذا الوجه فانت الحاكم علي هذه الجوارح فهى رعاياك تصرفها حيث شئت .كما تختار . فهل عرفت الان من انت يا انسان ؟؟ انت فقط الحاكم على مملكة جسدك ,فانت الروح محل التكليف ومناط الاختيار ومقرك فى هذه المملكة الانسانية هو قلبك .. و نفسك هي زوجتك و هى منك .. ووزيرك الامين هو عقلك .. والاختيار متروك لك ان تتبع اغواء زوجتك فتتردي او تسمع نصح وزيرك الامين فتسمو وترقي .. فان اتبعت نفسك التى هى زوجتك ومن خلفها الهوي والشيطان، اخرجوك من جنة تصالحك الكونى كما اخرجت ابيك زوجته من جنة الخلد فاحذرهم.. وجعل الله لك اعداء سوء هم الهوى والشياطين , يزينون لك الخبائث ومدخلهم اليك نفسك التي هي في مقام زوجتك، كما كان مدخل ابليس لابيك آدم زوجته .. وجعل الله لك وزراء خير (ملائكة ) ينصحونك ويزينون لك الخير ومدخلهم اليك عقلك ... فانت يا انسان .. متنازع بين اتباع زوجتك (نفسك) وصاحبها الهوى ورفيقهما الشيطان .. وبين وزيرك الامين (عقلك ) وجنوده الاوفياء ملائكة الرحمن . والنفس التي حدثتك عنها هي التي في مقام الامارة بالسوء. وقد اعطاك الله القدرة علي تهذيبها والسمو بها الي مقامات النفس اللوامة ثم المطمئنة والراضية والمرضية، وهكذا حتي تروضها وتسمو بها فتكون في مقام عقلك الامين بل اعظم قدرا. والنفس قد افلح من زكاها،.. بالرياضة والفطام وقد خاب من دساها.. بتركها علي فطرتها و رعونتها وباتباع رغباتها م. خالد الطيب احمد