من اكثر المسائل التي اتخذها اعداء الدين الاسلامي منفذا للإساءة للاسلام هي قضية المرأة وتومهم مظلوميتها من قبل الشرع الإسلامي. والذي لا خلاف عليه ان ظاهر الاحكام الشرعية مسيئة للمراة، بل ان هناك احاديث صحيحة ومتواترة ظاهرها مسئ للغاية للمراة مثل حديث المرأة ناقصة عقل ودين، فهل حقا ان الشرع الاسلامي قد ظلم المراة كما يدعي اعداء الإسلام ؟ الحقيقة التي لا نستطيع انكارها هي ان ظاهر معاني الايات القرانية والاحاديث النبوية يفهم منها ان هناك ثمة ظلم مبين للمراة، فهي من وجهة نظر الشرع ناقصة عقل ودين. والأحاديث النبوية والقرآن الكريم بظاهريهما يقولون بوضوح ان ثمة نقص في عقل المرأة ودينها، وثمة تفضيل ظاهر للرجل علي المرأة في الحقوق والواجبات حتي ان ظاهر الايات يعادل الرجل بامراتين* وهنا ثمة اشكال متعاظم استغله اعداء الدين الاسلامي لتشويه صورة الاسلام في نظر المرأة بوجه خاص وفي نظر جميع الناس بوجه عام وحتي لتشكيك المسلمين أنفسهم في عدالة دينهم وتصوير الاسلام لغير المسلمين علي أنه دين ظالم.* لذلك حاول المجتهدون والمفكرون والمؤمنون عبر الحقب البحث عن مخرج منطقي ومقبول لحل هذه الاشكالية . ولكن للأسف مال معظمهم الي تكذيب الأحاديث النبوية التي تقلل من قدر المرأة وادعوا أنها موضوعة من جانب أعداء الاسلام لاغراض شريرة في نفوسهم. ولكنهم توقفوا امام معضلة أن بعض آيات القران الكريم كذلك تعلي في ظاهرها من قدر الرجل وتميزه علي المرأة في الميراث وفي الشهادة وفي المسألتين. يقوم الرجل مقام امرأتين .* وليس في وسعهم انكار ذلك. فكيف المخرج وأين الحقيقة وكيف نثبت عدالة الدين الاسلامي _ التي نؤمن بها _ وانصافه للمرأة وللرجل في نفس الوقت؟؟؟* والذي اود ان اشير اليه في هذا السياق هو خطا محاولة تجميل صورة الاسلام بتكذيب الاحاديث مثل الحديث النبوي الشريف الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم أن المرأة ناقصة عقل ودين لمجرد أن ظاهر معناه لا يتوافق مع عواطفنا تجاه النساء أو لغرض تحميل صورة الاسلام في نظر غير المسامين ، فالصحيح هو التأمل في مغزى ومعاني كلام النبي صلى الله عليه وسلم والبحث بتفكر لفهمها على الوجه الذي يتوافق مع توجه الدين الإسلامي العادل ، ومع توجه النبي صلى الله عليه وسلم نفسه وهو المكرم والمعظم والمحب للمرأة . ولا خلاف في ان الكثير من الأحاديث في الكتب _ خلي كتب الصحاح _ مكذوبة وموضوعة ، ولكن السؤال ما هو المقياس والميزان الذي توزن به الأحاديث موضع الخلاف ، وكيف نميز بين الصحيح والمكذوب؟* الإجابة البديهية ان القرآن الكريم وعصمة الرسول صلى الله عليه وسلم هما الميزان ولذلك يجب علينا ان نعرض الاحاديث اولا على هذا الميزان قبل الطعن فيها و حتى لا نقع في كبيرة تكذيب النبي صلى الله عليه وسلم . ولذلك.فالحديث الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم بنقص عقل المرأة ودينها مؤيد بالقرآن الكريم وهناك آيات كثيرة تؤيده وتقول بصحته لذلك لا يصح انكاره والطعن في صحته من باب استدرار العطف على النساء دون حجة دامغة ، ل ولكن اذا تأملنا وتفكرنا في مغزى الحديث فسنجد أن النقص في الدين والعقل الذي قصده النبي صلى الله عليه وسلم كان في حقيقته مدح وثناء وتكريم بما يشبه الذم فالدين الاسلامي كرم المرأة حين أنقص عنها الواجبات الدينية. وهذا النقص مكافئة لها علي المسؤليات الجسام التي تقوم بها في المجتمع الانساني ولدورها في استمراريته ووجوده اذ انها تتحمل العبء الاكبر في عملية التكاثر، فالمراة تحمل الجنين في احشائها ثم تعاني في ولادته ورعايته و تربيته، وما تكابده جراء كل ذلك بالاضافة لرعايتها للاسرة واهتمامها بالرجل رب الاسرة وبالمنزل. . ولهذا قضت العدالة الاسلامية والحكمة الالهية بتخفيف جزء من العبادات مقابل ذلك المجهود الذي تبذله المرأة في دور الأمومة فصارت كما ذكر الرسول الله صلى الله عليه وسلم انها ناقصة في اداء الشعائر الدينية فالزكاة مثلا غير واجبة علي المراة وكذلك الحج لانهما متعلقان بكسب المال وليس من مسؤليات االمرأة التكسب. وعفاها الشرع من الجهاد في سبيل الله الا ان تتطوع. وايضا تعفي المراة من الصلاة والصيام اثناء فترة الحيض والولادة ومن.الصيام اثناء الرضاع وكل ذلك يعتبر نقص في الدين مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم . ولكنه وكما وضحت هو من باب العطف والرحمة للمرأة والتخفيف عنها. اما عن عقل المرأة فهو مكتمل من الناحية التكوينية التشريحية ولا اختلاف بينه وبين عقل الرجل بل ربما ان بعض النساء اكمل عقلا من الكثير من الرجال . ولكن الاشارة في الحديث النبوي بنقصان عقل المراة يمكن قراءته من وجهين الاول هو ان الاشارة النبوية موجهة للرجل بغرض استدرار عطفه علي المرأة والعفو عنها عندما تخطئ اثناء مسؤليتها التناسلية الجسمية اما الوجه الثاني وهو الحقيقي ان نقصان عقل المرأة المشار اليه هو نقص طارئ بسبب المرض الذي يسببه الحيض والحمل والولادة والرضاع وليس نقصا خلقيا وكل انسان في حالة المرض ينقص عقله عن المقدار الذي كان عليه في حال صحته أليس كذلك ؟؟ والمرأة دائما في حالة مرض بسبب الحيض او معاناة بسبب الحمل والرضاع وتربية الاطفال وهذا هو السبب الطارئ لنقصان عقلها المقصود في الحديث النبوي الشريف ولا سبب خلقي لهذا النقص علي الاطلاق. اذن فحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه ان المراة ناقصة عقل ودين صحيح بشرحه ومعناه الذي وضحته و يصدقه كذلك واقع المراة الديني الموصوف بالنقص في اداء بعض التكاليف الدينية. و واقع معانتها االتناسلية الجسيمة التي ادت الي نقص طارئ في تعقلها للامور. والحديث بما يحتويه من جوامع الكلم دليل علي صحته اذ انه ومع قلة الفاظه محتوي علي معاني متعاظمة وتعاليم جمة. فهو يشير الي تكريم المراة والدعوة الي اكرامها والعطف عليها ويبين حال المراة الديني وضعفها ووهنها الذي يتوجب العفو عنها عند ما تخطئ ولكن هذا الكشف البسيط لمعاني الحديث لا يكفي اذا لم يؤيد بنصوص من القران. لان القرآن هو الميزان يشير الله عز وجل في كتابة الكريم بوضوح شديد الي نقصان قوة ذاكرة المراة عن الرجل ولذلك جعل شهادتها تعادل نصف شهادة الرجل في القضاء الشرعي والقوة الذاكرة جزء من قوة العقل ونقصانها يشير الي نقص في القوة العاقلة والسبب واضح وهو ماذكرته من اسباب المرض و الحيض الشهري وغيره من المعاناة التي تؤدي الي اضطراب وظائف جسم المراة ويؤدي ذلك الي ضمور طارئ في التعقل لانشغال الفكر والعقل عندها بمعاناة الجسم ولذلك فهذه اشارة قرانية واضحة علي نقص عقل المراة الطارئ وليس الخلقي كما اسهبت ووضحت وعدالة الدين الاسلامي لم تكرم المراة وحدها عندما أعفاها الله عن اداء بعض العبادات وعندما حث الرجل علي العطف عليها بسبب معاناتها الجسدية وعندما امر الرجل بالانفاق عليها عدالة الاسلام لم تترك الرجل بغير مكافاة فامر الله عز وجل ان يكون حظ الرجل كحظ امراتين في الميراث وهكذا تتجلي عدالة السماء فالسلامة الذهنية والعقلية التي منحها الله للرجل والحظ المضاعف في الميراث كان مقابله وجوب اداء الشعائر الدينية كاملة والانفاق والعطف علي النساء م. خالد الطيب أحمد