الحاجة ( الشول ) ذهبت عند الشارع الذي اصبح جزء من بيتها بعد ان وقعت الحيطة المطلة عليه ، ذهبت لعلها تجد من الشباب من يبني لها الحيطة ، فالبيت اصبح كاشف ، والخريف يتربص بالطوب الاخضر المرصوص في الحوش . وجدت الشول مجموعة شباب بالشارع وصاحت مناديه لهم تعالوا ابنوا لي حيطتي الواقعة دي . الشباب لا علاقة لهم بالبناء ، ولكنهماعتبروا هذا رزق سيق اليهم فلماذا يرفضونه؟ . اتفق الشباب مع الحاجة الشول على السعر ، وحاجة الشول رات ان السعر مغري بالنسبة لها فوافقت عليه دون اي جدال . مع اذان العصر انتهى الشباب من بناء الحيطة ولكن لا حظوا ان الحيطة بدات تميل وتتجه للسقوط فصاح كبيرهم في رفاقه (امسكوا الحيطة خلوني احاسب الشول واجيكم ) . تذكرت حيطة الشول وانا اشاهد وزير الخارجية ابراهيم غندور وفي اقل من 24 ساعة ينفي ما قاله الرئيس البشير بحل لجنة التفاوض المشتركة بين السودان وامريكا عقب تاجيل امريكا رفع العقوبات الامريكية لثلاثة اشهر أٌخر ى. لتسقط تصريحات البشير بسرعة تفوق فيها سقوط حيطة الشول . كان على غندور ان يسند تصريحات الرئيس حتى نسمع ردة فعل امريكا تجاه هذه التصريحات كما سند الشباب حيطة الشول لحين استلام مبلغ بناء الحيطة . ان نفي غندور لحل لجنة التفاوض جعل تصريحات الرئيس سريعة الذوبان تنافس في ذلك (لبن نيدو ) . ان وجود تصريحات وضدها حول كثير من القضايا يعكس بوضوح ان هنالك خلل كبير في التعامل مع كثير من القضايا ويبين الارتجالية في اتخاذ القرارات ، ويفضح غياب الرؤية والثوابت نحو كثير من القضايا . كما انه يؤكد على غياب الشورى والتشاور في الاتفاق على راي موحد . وان هنالك انفراد بالراي واعتزاز بالراي الشخصي دون الرجوع الى المؤسسية . ويعكس التضارب بين الجهات الوزارية ، وان هنالك خلال في تحديد الصلاحيات والمهام . والاخطر من ذلك ان هذا التضارب كشف ان السياسية عندنا تدار بنظام رزق اليوم باليوم وليس هنالك خطة مطروحة تجاة القضايا . ولم يكن هذا التضارب في التصريحات حصريا على تصريح الرئيس الاخير فعلى سبيل المثال قد سبقه الكثيرون فالتصريحات السابقة لوزير الداخلية حول وجود اجانب بجبل عامر اعقبه تصريح للفريق حميدتي ينفي ذلك وهما جهتان تعملان في حقل واحد وهو الجانب الامني ولكن التصريحات تقول غير ذلك . ولم يمضي على تصريح الرئيس 48 ساعة الا وجاء وزير الاعلام الدكتور احمد بلال بتصريحات اضطر هو نفسه بالبحث لها عن مخرج . ليقول بلسان الهزيمة ان ما صدر منه هو رايه الشخصي ، فهلا جلست في بيت امك وابوك وانظر اتسال عن رايك الشخصي ام لا ؟. شترة وانا حيطة جالوص بترجف في خطر من وحم بنيات الفريق ومن غيمة ورزاز وحنبال مطر ومن اطفال بتلعب في ضلها المرح جواهم ما فتر