عند قدوم شهر رمضان تتذكر الاسر الاعزاء الذين فقدتهم في هذا الشهر العظيم مما يجعلهم يفكرون في الذهاب اليهم في مثواهم الاخير لاعتقادهم ان الدعوة في هذا الشهر مستجابة حيث يقومون بالدعوة لهم بالرضاء والقبول والرحمة والمغفرة من الله تعالى، وما ان تنظر الى المقابر إلا وتجدها مكتظة بالاشخاص واغلبهم من النساء يرفعون اكفهم الى السماء ليتقبل الله ميتهم ويحشره في زمرة الاخيار مع الصديقين والشهداء ، وايضا تجد الحزن والحسرة في قلوبهم والدموع تملأ اعينهم واجفانهم لفقدهم عزيزا عليهم في هذا الشهر او قبله مثل رب الأسرة أو الزوج أو الأخ. (الرأي العام) تحدثت مع الاشخاص الذين يقومون بزيارة الاموات في قبورهم، تقول الحاجة عائشة انها اتت الى المقابر من اجل الترحم على زوجها الذي فقدته قبل رمضان بخمسة اشهر من اجل الدعوة بالقبول والرحمة واضافت ان الدعاء في هذا الشهر المبارك مقبول، و ان زيارة الاموات فيها خير كثير للشخص المتوفى ومن يقوم بزيارته. اما الشابة تنزيل عبد الغفار فتقول ان هذه الزيارة تعتبر عادةً بالنسبة لها مع قدوم رمضان تأتي لزيارة والدها الذي تركها قبل عامين وهي في المرحلة الثانوية حتى تتذكره في كل شهر، وقالت انها تقوم بالدعاء لوالدها وتطلب من الله الرحمة والمغفرة له، واضافت أن زيارة القبور مباركة كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم وانها تذكر المؤمن. من جانبها، ذكرت سوسن محمد انها تأتي الى المقابر للترحم على اخيها الذي توفي قبل شهر رمضان بأسابيع قليله وأضافت ان هذه الزيارة مثل صلة الرحم لابد للشخص ان يقوم بها ويدعو فيها الى الميت بالمغفرة والرحمة. اما العم خالد حسن فيقول انه يذهب الى المقابر من اجل الدعاء لزوجته بالرحمة والقبول، واضاف ان المصيبة تحتاج إلى الصبر، والمسلم يتحلى بالصبر إذا أصابه شئ يكرهه، وقد زار النبي صلى الله عليه وسلم قبر أمه وانا احي سنة الرسول صلى الله عليه وسلم. وفي السياق، يقول الشيخ اسامة سليمان: يجب ألاّ تكون هنالك خصوصية لزيارة القبور في رمضان بأي حال من الأحوال وان الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها تذكر الآخرة) .. إن زيارة القبور أمر مستحسن بين الفينة والأخرى في أي يوم أو شهر كان مع الأدب، ولا يجوز ان نخصص يوما في رمضان حتى لا نقع في مخالفة من المخالفات التي تخالف ما دعا إليه النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن اذا كان من أجل الإتعاظ والتذكير بالموت فلا بأس به، ومن السنة عند الزيارة أن يبدأ الزائر بالسلام عليهم، ثم قراءة ما تيسر من القرآن الكريم سراً، ثم الدعاء لهم، وكان النبي صلى الله تعالى عليه وسلم يزور القبور ويقول عند دخوله إلى المقبرة: (السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون) رواه النسائي. ولا يجوز النواح عند القبور، ولا الجلوس على القبور أو المرور بها. الراي العام