مصر.. وفيات بغرق حافلة في الجيزة    قادة عالميون يخططون لاتفاق جديد بشأن الذكاء الاصطناعي    صلاح ينهي الجدل حول مستقبله.. هل قرر البقاء مع ليفربول أم اختار الدوري السعودي؟    لماذا يهاجم الإعلام المصري وجودهم؟ السودانيون يشترون عقارات في مصر بأكثر من 20 مليار دولار والحكومة تدعوهم للمزيد    رئيس لجنة المنتخبات الوطنية يشيد بزيارة الرئيس لمعسكر صقور الجديان    إجتماعٌ مُهمٌ لمجلس إدارة الاتّحاد السوداني اليوم بجدة برئاسة معتصم جعفر    معتصم جعفر:الاتحاد السعودي وافق على مشاركته الحكام السودانيين في إدارة منافساته ابتداءً من الموسم الجديد    عائشة الماجدي: (أغضب يالفريق البرهان)    رأفةً بجيشكم وقيادته    احاديث الحرب والخيانة.. محمد صديق وعقدة أولو!!    حكم الترحم على من اشتهر بالتشبه بالنساء وجاهر بذلك    كباشي يزور جوبا ويلتقي بالرئيس سلفاكير    شاهد بالفيديو.. لاعب سوداني يستعرض مهاراته العالية في كرة القدم أمام إحدى إشارات المرور بالقاهرة ويجذب أنظار المارة وأصحاب السيارات    عبر تسجيل صوتي.. شاهد عيان بالدعم السريع يكشف التفاصيل الكاملة للحظة مقتل الشهيد محمد صديق بمصفاة الجيلي ويؤكد: (هذا ما حدث للشهيد بعد ضربه بالكف على يد أحد الجنود)    بالفيديو.. شاهد الفرحة العارمة لسكان حي الحاج يوسف بمدينة بحري بعودة التيار الكهربائي بعد فترة طويلة من الانقطاع    عضو مجلس السيادة مساعد القائد العام الفريق أول ركن ياسر العطا يستقبل الأستاذ أبو عركي البخيت    سعر الدولار في السودان اليوم الإثنين 20 مايو 2024 .. السوق الموازي    سعر الجنيه المصري مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    موعد تشييع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ومرافقيه    البرهان ينعي وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي    علي باقري يتولى مهام وزير الخارجية في إيران    الحقيقة تُحزن    شاهد بالفيديو هدف الزمالك المصري "بطل الكونفدرالية" في مرمى نهضة بركان المغربي    مانشستر سيتي يدخل التاريخ بإحرازه لقب البريميرليغ للمرة الرابعة تواليا    الجنرال في ورطة    إخضاع الملك سلمان ل"برنامج علاجي"    السودان ولبنان وسوريا.. صراعات وأزمات إنسانية مُهملة بسبب الحرب فى غزة    الطيب علي فرح يكتب: *كيف خاضت المليشيا حربها اسفيرياً*    كباشي يكشف تفاصيل بشأن ورقة الحكومة للتفاوض    متغيرات جديدة تهدد ب"موجة كورونا صيفية"    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عملية يوليو الكبرى (27) معلومات وأحداث اضافية (1) يوليو 1971م في المغرب والسودان
نشر في الراكوبة يوم 23 - 07 - 2017


عملية يوليو الكبرى (27)
معلومات وأحداث اضافية (1)
يوليو 1971م في المغرب والسودان
استمد "الحزب" نفوذه من ثقة الشعب, ومناصرة الأصدقاء, وتضحيات عضويته والقوى الديمقراطية من حوله بأثر الاستقلالية والوطنية وسياسة الحزب التي ارتبطت بمصالح العمال والمزارعين والكادحين, وعبرت عنها فروع الحزب وتشكيلاته في أماكن تواجدها.
والثابت في تاريخ الحزب القديم بشأن الممارسة أن العضوية لم تكن تتحرك باشارة من هيئة أو زعيم, ويقوم بناؤها على الجماعية والمبادرة, ولا تخطو نحو تنفيذ برامجها الخاصة في سياسة الحزب إلا بعد نقاشات مضنية. فسياسة الحزب واحدة لكنها في الممارسة لم تكن تعني نموذج التضييق الواحد وكل ذلك تحكمه استراتيجية وتكتيكات الحزب وخطه السياسي والتنظيمي المتفق عليها..
(ومن بعد منتصف ثمانينات القرن الماضي سادت مناهج المركزية المطلقة ومنها ما يطلقون عليه القبضة القيادية والتي هي تقييد النشاط العام والجماهيري للعضوية بما يصدر من أعلى – الاشارة أو قرار الهيئة أو الزعيم – ومن ثم الانتظار المميت "لرأي الحزب" والخضوع من بعد ذلك للإشراف والرقابة.. الى آخر. وتم قتل المبادرة!)
وبيان هذه المناهج ضروري خاصة في الرد على انتقاد الشعارات التي صاحبت عملية يوليو حيث يُنظر اليها وكأنها شعارات الحزب. ومن ذلك:
"سايرين.. سايرين في طريق لينين و"الخرطوم ليست مكة" و"لا تحفظ بل اعدام" فهي إما أنها صدرت من شباب شيوعي باجتهادات فردية وخاطئة, أو أنها عمل منظم دبره المخترقون والمايويون داخل الحزب والقوى الأخرى المعادية. وهذا هو المرجح.
وهدف عملية يوليو الكبرى:
فتح الطريق أمام زحف الاحتكارات الدولية والشركات متعددة الجنسيات والهجوم المنظم على مؤسسات القطاع العام والحركة التعاونية ووضع السودان تحت رحمة الرأسمالية الدولية (وتطبيق معظم نقاط هذا البرنامج من بعد 30 يونيو 1989م يشير الى العلاقة الوثيقة بين عملية يوليو وسلطة الحركة الاسلامية السودانية) ولذلك غضت قيادة الحزب الطرف عن عملية يونيو 1989م!!
وأول العقبات أمام فتح الطريق هي وجود الحزب الشيوعي القوي ضارب النفوذ. فكان على العملية: القضاء على نفوذ "الحزب وتقاليد عمله الراسخة وهزيمته سياسياً وعزله جماهيرياً, ثم تحويل ما يتبقى من القيادة للاتجاه يميناً.. باغتيال القيادات وتصفية الكوادر..
ونواصل ما انقطع من حديث حول موضوعنا (عملية يوليو الكبرى.. من قتل عبدالخالق) في*فصل جديد من مقدماته بيان أحداث ومعلومات اضافية لما تم نشره في الحلقات السابقة.
يوليو شهر الانقلابات العسكرية
يوليو هو شهر الانقلابات العسكرية, السلمية أو الدموية في العالم. شهد تمردات جنود وعصيان ضباط وأنهار من دماء. والانقلابات والانقلابات المضادة, والعمليات المخابراتية الكبرى كانت من سمات حقبة الحرب الباردة في الألفية الثانية ومن بينها عملية**يوليو الكبرى 1971م في السودان. ونذكر أنه خلال خمسة سنوات (1970-1975م) حدث حوالي أربعين انقلاباً عسكرياً في ثلاثين دولة في آسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية "الجيش: المجتمع والسياسة في البلدان النامية – غيورغي ميرسكي".
وقال يس عمر الامام "اشرف عبدالعزيز 31 مايو 2017م – الجريدة":
(كانت استراتجيتنا مبنية على "تأمين" السلطة من خلال الغموض والتعميه على من وراء الانقلاب قبل "التمكين" لبرنامج الحركة السياسي, بينما عكس الشيوعيون الآية فأعلنوا برامجهم على الملأ في الوقت الذي لا يزال انقلابهم يعاني مخاضاً عسيراً).
الحقيقة:
ان 19 يوليو لم تكن انقلاباً عسكرياً ولم يدبره الحزب الشيوعي. وان 30 يونيو 1989م لم تكن انقلاباً عسكرياً بل عملية لتطوير عملية 19 يوليو 1971م.
ان أحدث وأبرز عمليات الألفية الثالثة كانت في تركيا 15 يوليو 2016م والتي أطلق عليها المحاولة الانقلابية الفاشلة. لكن شهد الناس مدى استعدادات السلطة الحاكمة العالية لتصفية المختلفين معها في الجيش والأمن والشرطة والقضاء والخدمة المدنية وحتى أعضاء هيئات التدريس في الجامعات تحت تهمة "دعم الانقلاب الفاشل" قوائم بالآلاف من العاملين فصلوا من الخدمة, وقوائم الاعتقالات المعدة سلفاً! وتذكرت انقلاب 25 مايو 1969م أول حلقات العملية. والانقلاب العسكري الناجح في تركيا كان في 15 يوليو 1974م.
الانقلابات العسكرية وفنون المخابرات:
أكدت الأحداث ارتباط الانقلابات العسكرية في الألفية الثانية في دول العالم المختلفة وبالذات دول المستعمرات السابقة بفنون المخابرات وبالذات البريطانية والأمريكية ومن النماذج:
× انقلاب 23 يوليو 1952م في مصر "ثورة الضباط الأحرار" عندما تمت الاطاحة بالملك فاروق والغاء الملكية واعلان النظام الجمهوري بعلم بريطانيا التي كان من أهدافها في ذلك الزمان الاطاحة بالنظامين الملكيين في مصر والعراق.
× وفي 15 يوليو تدخل الجيش الأمريكي في الأزمة السياسية في لبنان خلال حقبة الرئيس الأمريكي ايزنهاور. والذي دعم الحكومة اللبنانية برئاسة كميل شمعون واستمر وجود الجنود الأمريكان ثلاثة شهور بناءاً على طلب حكومة لبنان.
وبانقلاب "ثورة" 14 يوليو 1958م خلف عبدالكريم قاسم "نوري السعيد" واعتبر السوفيت حركة قاسم العسكرية "حركة شعبية انخرطت فيها جماهير واسعة" واستندت على الحزب الشيوعي العراقي ومنظمات ديمقراطية. ورتبت المخابرات البريطانية في نهاية 1958م لانقلاب مضاد قاده رشيد علي كيلاني باسم "تجمع قدامى الوطنيين" وفي ابريل 1959م قاد العقيد الشواف انقلاباً عسكرياً في الموصل متخذاً طابعاً حاداً في عدائه للشيوعيين الذين لعبوا دوراً كبيراً في افشاله وتم اغتيال عدد كبير منهم "وافقت سلطة قاسم على مشاركة الشيوعيين العراقيين في السلطة".
وفي يوليو 1959م شكل الحزب الشيوعي العراقي "جبهة وطنية" مع الحزب الديمقراطي الكردي والمنظمات الجماهيرية والنقابات. ورفض قاسم دعم هذه الجبهة حتى تفجرت اضطرابات في كركوك وضعت حداً لتقدم الجبهة الوطنية بالمجازر والاعتقالات والتعذيب. وبأثر أزمة كركوك تم عزل الشيوعيين من مناصبهم وفقد الحزب عدداً كبيراً من قادته على رأسهم السكرتير العام "سلام عادل" ونفذت أحكام إعدام لعدد 112 شيوعي وسجن 770 "كان ذلك في العام 1960م وانتقل الحزب الى العمل السري".
وظهرت مجموعة من الشيوعيين قريبة من السلطة وأصدرت في 1961م صحيفة الحزب المركزية "اتحاد الشعب" لمنع الحزب الشيوعي من إعادة تنظيم نفسه سراً وحتى سقوط قاسم بانقلاب 18 يوليو 1963م. وفي ذات يوم 18 يوليو 1963م فشل الانقلاب العسكري ضد لؤي الأتاسي في سوريا ولكن نجح انقلاب يوليو 1964م.
وفي 17 يوليو نفذ أحمد حسن البكر وصدام حسين انقلاباً عسكرياً في العراق أطاح بحكم عبدالسلام عارف. وفي يوليو 1979م تم إجبار احمد حسن البكر على الاستقالة فيما يعرف بالانقلاب الأبيض.
"وفي السودان بعد انقلاب مايو 1969م كانت هناك مجموعة من الشيوعيين قريبة من السلطة واستمرت بعد انقسامها في نشاطها باسم الحزب الشيوعي السوداني, وأصدرت بيانات جماهيرية تدعم موقف السلطة الحاكمة لمنع الحزب الشيوعي من إعادة تنظيم نفسه سراً وحتى عملية 19 يوليو ورحلة بحث عبدالخالق عن منزل يأوي اليه يوم 22 يوليو".
وبأثر السوفيت بدل الحزب الشيوعي العراقي موقفه من حكومة قاسم بالدعوة الى الوحدة ودعم الكتلة الحاكمة "انتقاد السوفيت للشيوعيين العراقيين ان حزبهم لم يأخذ في الاعتبار الحقيقة الاجتماعية التي تفرض الحذر وضرورة دعم البرجوازية الوطنية التي لم تنته بعد مهمتها التاريخية, ولهذا السبب شددت اللجنة المركزية للحزب السوفيتي وفي حضور خالد بكداش على الطابع غير الناضج بطلب الشيوعيين الاشتراك في السلطة بعد أحداث الموصل.
× وفي 17 يوليو 1973م قضى الانقلاب العسكري بقيادة محمد داؤد خان على النظام الملكي في افغانستان "محمد طاهر شاه" واعلان قيام الجمهورية.
× وفي 15 يوليو 1973م أطاح الانقلاب العسكري بقيادة الجنرال محمد ضياء الحق بحكومة ذو الفقار علي بوتو..
وهكذا.. وغير ذلك من الانقلابات والانقلابات المضادة والمحاولات والعمليات المخابراتية في شهر يوليو..
عملية 10 يوليو 1971م في المغرب
أطلق على ما حدث يوم 10 يوليو 1971م في المغرب "المحاولة الانقلابية الفاشلة" وهي العملية التي كان قوامها "طلاب المدرسة الحربية الملكية" وعددهم ألف وأربعمائة تمت قسمتهم الى مجموعتين للهجوم على القصرين الملكيين في الصخيرات والرباط وكان هدف العملية الملك!
وتاريخ عملية يوليو في السودان كان مقرراً له يوم 11 يوليو 1971م كما أوضحنا قبل ذلك وتمسك ابوشيبة وعبدالمنعم بشهر يوليو على الرغم من الأسباب الموضوعية التي طرحها ضباط اللواء الأول مدرعات, واستحالة الحركة في يوليو 1971م وأن "تأمين" السلطة يتطلب أن تكون الحركة في أكتوبر أو نوفمبر 1971م "عبدالرحمن مصطفى خليل من الضباط المنفذين".
وأفاد الملازم "م" عمر وقيع الله بأن توقيت التحرك تم تغييره مرتين 11 و15 يوليو وأكد ضابط منفذ باللواء الأول مدرعات "في يوم 11 يوليو ونحن في الاستعداد للتنفيذ فوجئنا بحضور عبدالمنعم محمد أحمد الذي أخبرنا أن الحركة تأجلت وبلغ عديدون بالتحرك منهم المساعد/ صالح محمد محمود "راجع مقال عملية يوليو 3".
ومن الوقائع المثبتة لما حدث يوم 10 يوليو 1971م في المغرب:
1-كانت العملية تحت قيادة الجنرال المدبوح وشريكه الكولونيل أعبابو. واختيار التاريخ كان بسبب انه تاريخ احتفال الملك بعيد ميلاده وكان اليوم مخصصاً لاحتفال الرجال بعيد ميلاد الملك في قصر الصخيرات.
2-تم الهجوم على القصر الملكي في الصخيرات الساعة الثانية وثمانية دقائق من بعد الظهر. وكان السفير البلجيكي في المغرب أول الضحايا مع بداية اطلاق الرصاص.
3-تم استلام محطة الاذاعة.
4-تم احتلال القصر مكان الاحتفال الذي بدأ حضوره يتوافدون منذ العاشرة صباحاً. واستمر الاحتلال لثلاث ساعات. وتوارى الملك داخل القصر حيث تم الهجوم أثناء تناول وجبة الغداء.
10 يوليو الوثائق البرطانية
عند الاطلاع على "قراءة في وثائق 1971م البريطانية – انقلاب الصخيرات الفاشل في المغرب – حسن ساتي" نرصد الملاحظات التالية:
1-الضباط المنفذين لم يكونوا على علم بهدف التحرك. وكان التنوير "التوجه للقيام بمناورة بالرصاص الحي".
2-الطلاب تحت التدريب والجنود الذين شاركوا كان لديهم انطباع أنهم جاءوا لانقاذ الملك.
3-كان الانقلاب سيء التنظيم.
4-كان اتجاه القذافي تحريك أثني عشر ألف من القوات المسلحة الليبية الى المغرب لمساعدة الثوار ولم تسمح الجزائر وموريتانيا بعبور طائرات ليبية عبر أجوائهما واتصل القذافي بالسادات الذي نصحه بالتريث والهدوء. وأحاطت القوات المغربية بالسفارة الليبية في الرباط وتم وضع السفير وأعضاء سفارته تحت الاقامة الجبرية وقطعت عنهم خطوط الهاتف.
"في يوم 21 يوليو قابلت الملازم أول هاشم المبارك "من الضباط المنفذين" في القيادة العامة. سألته عن سبب حضوره للقيادة العامة فذكر لي أنه مسئول عن تأمين القيادة العامة بوحدة المدرعة وكذلك الاذاعة والتلفزيون فسألته عن برنامج الثورة التصحيحية فرد لي بأنه لا يعرف شيئاً خلاف صلة القرابة مع الرائد محمد أحمد الريح"
"العميد منير حمد – عمر السنين أيام"
وقائع وملاحظات أخرى
× قام الجنرال المدبوح باتخاذ عدد من الاجراءات استعداداً للعملية ومن ذلك ترقية الأخوين محمد وأمحمد أعبابو في 3 مارس 1971م.
× قتل المدبوح قائد العملية, اثناء الهجوم على القصر وتمت تصفيته عن طريق نفس قيادات العملية, بعد أن انقلب عليه شريكه أعبابو بسبب الاختلاف حول مصير الملك قتله أم القاء القبض عليه؟! وعثر جنود اعبابو على الملك بعد ذلك وأبلغوه أنهم يعملون على حمايته بحسب توجيهات أعبابو لهم.
× حامت شكوك قوية حول موقف الجنرال أوفقير وعلمه ودعمه ما حدث, وهذا تأكد فيما بعد, عندما رتب أوفقير لانقلابه بعد عام واحد في يوليو 1972م, عندما عين الكولونيل "امقران" قائد قاعدة القنيطرة الجوية قائداً ثاني في القوات الجوية الملكية والرائد "قويرة" قائداً للقاعدة.
ثلاثة رجال كانوا قادة الخطة في اغسطس 1972م باداه سلاح الجو المغربي بهدف اغتيال الملك الحسن الثاني بالهجوم على طائرة البوينغ الملكية القادمة من برشلونة.
تدبير المخابرات للانقلابات
كتب كثيرون عن معرفة الموساد بتخطيط ما حدث يوم 10 يوليو 1971م في المغرب وكذلك جهات استخبارية أخرى. وهناك من دلل على علم الموساد بأنه على الرغم من حضور شخصيات يهودية كثيرة لمكان الاحتفال فانه لم يكن من بينهم غير ضحية واحدة "ماكس مانيان" مدير شركة السكر بالدار البيضاء وأصيب يهوديان بجروح طفيفة.
وفي توثيق الأستاذ محمد سليمان "اليسار السوداني في عشرة أعوام 1954-1963م" ونقلاً عن صحيفة الميدان العدد 386 بتاريخ الاثنين 3 نوفمبر 1958م أصدر الحزب الشيوعي السوداني بياناً جماهيرياً بعنوان: افتحوا عيونكم جيداً.. الأمريكان يستعدون لتدبير الانقلاب المقبل في السودان. له علاقة قوية بموضوع العرض. ومما جاء فيه:
"في الأشهر القليلة الماضية وقعت ثلاثة انقلابات واحد في بورما وآخر في سيلان وثالث في باكستان. وجميع هذه الانقلابات تتميز بطابع اختلف عن طابع الانقلابات العسكرية التي اعتدنا عليها وعرفناها.
لقد اعتدنا أن نسمع ونقرأ عن انقلابات رجعية يديرها الاستعمار الأمريكي ضد حكومات وطنية. وقعت هذه الانقلابات في جواتيمالا والارجنتين وعدد كبير من دول أمريكا اللاتينية, كما وقعت في ايران ضد حكومة مصدق وجرت محاولات في سوريا. كما اعتدنا أيضاً أن نسمع ونقرأ عن انقلابات عسكرية من نوع آخر تقوم بها جيوش متشبعة بالروح الوطنية ضد نظم الحكم الموالية للاستعمار حدثت مثل هذه الانقلابات في سوريا ومصر والعراق.
ولكن الانقلابات التي وقعت أخيراً في سيام والباكستان وبورما دبرتها أمريكا ضد حكومات رجعية موالية لها. وهذا هو وجه الاختلاف. رأت أمريكا أن الحكومات في سيام وبورما والباكستان أصبحت ضعيفة أمام هجوم القوات الوطنية عليها ولم يعد في امكانها أن تنفذ السياسة الاستعمارية المرسومة فسارعت أمريكا ووجهت ضربات قاصمة لهذه الحكومات وأسقطتها قبل أن يسقطها الشعب وجاءت بعناصر أقوى وأقدر على تنفيذ سياساتها وسلمتها أنظمة الحكم عن طريق الانقلابات العسكرية.
هذه الظاهرة الجديدة وهذا الاسلوب الذي تلجأ اليه أمريكا دليل قوي على أن الحكومات الرجعية ومن خلفها الاستعمار لم تعد تقوى على احتمال أي قدر من الحكم الديمقراطي حتى ولو كان هذا القدر مليئاً بالعيوب كما كان الوضع في الباكستان قبل الانقلاب وحتى لو كان للحكومات الرجعية أغلبية برلمانية كما هو الحال في السودان".
ونختم العرض بالحقيقة:
فيما بين 10 و13 يوليو 1971م فقدت المغرب أكثر من 50% من قياداتها العسكرية قتلاً, اغتيالاً أو اعداماً وبلغ ضحايا المدرسة الحربية 158 وقتل المتمردون 28 شخصاً وأصيب أكثر من مئتين بجروح.
وكتب عبدالخالق:
"ان الذي يجهل تاريخ الحزب من العضوية يضعف وعيه ويقعد به دون المساهمة الجادة في تطور الحزب من الناحية الفكرية لحرب التيارات الانتهازية التي يتعرض لها الحزب خلال نضاله..".
محمد علي خوجلي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.