ما وراء الخبر أكياس .. الحسنين! هذا ليس لافتة محل لبيع الاكياس ، المقصود مشكلة الاكياس وطرفاها وزير البيئة حسن هلال ورئيس المجلس الاعلى للبيئة حسن اسماعيل ( الحسنين ) ، قرار اصدره حسن اسماعيل ( صديقنا السابق ) بمنع تصنيع اكياس البلاستيك نهائياً ابتداء من السبت الماضي وحصر الكمية المصنعة حالياً وتسجيلها على ان يتم وقف التداول بالكمية الموجودة حتى نهاية العام الحالي لتوفيق اوضاع التجار والمصانع والمؤسسات .. وبينما انتقد ملاك مصانع وتجار البلاستيك بولاية الخرطوم القرار ، اتهم بعضهم ( حسب جريدة الجريدة ) بعض المسئولين باتخاذ قرارات لتأليب الشعب السوداني على الحكومة ، لغبائن سابقة .. وقال مامون عبد العزيز احد ملاك المصانع ( هل يريد الوزير زيادة عدد العاطلين في السودان اكثر مما هم عليه ) ؟ وهل توجد حلول لاستيعاب العمال الذين سيتم تشريدهم ؟، وهل يملك ان يعطيهم حقوقهم بعد اغلاق المصانع ؟ وهل سيعوض الدولة عن الايرادات التي ستفقدها من قطاع البلاستيك ؟ موضحاً ان هذا القرار سيتسبب في تشريد ( 10,000 ) عامل واغلاق ( 150 ) مصنعاً في ولاية الخرطوم ، ليس دفاعاً عن هذه المصانع ، فأهلها اقدر على المدافعة عنها ، ولكننا يجب ان نوضح ان هذه المصانع قامت بعد حصولها على تراخيص من الحكومة ، وتم سداد رسومها ، بعد استيفاء شروط الترخيص ومنها بالطبع دراسة الاثر البيئي ،و دراسة الجدوى الاقتصادية والاشتراطات الصحية والبيئية ، قرار رئيس المجلس الاعلى للبيئة لم يشرح الاضرار الصحية التي تسببها هذه الاكياس ، واذا كانت هنالك اضرار فهل تم اكتشافها فجأة ؟ ولماذا تاخر صدور مثل هذا القرار سنين عدداً ؟ وماهي البدائل لهذه الاكياس ؟ التي يستخدم منها الملايين يومياً ، ربما يكون حسن اسماعيل محقاً في قراره ، ولكنه قطعاً يلحق ضرراً بعشرات الألاف دفعة واحدة بتحديد أجل تداول الاكياس بنهاية العام ، وهذا قرار لم تلجا اليه دول تفوق بلادنا موارداً وامكانات .. مثل الصين والاتحاد الاروبي والخليج وامريكا .. صحيح انها تقاوم استخدام اللبلاستيك بتشجيع الاكياس الورقية الأعلى تكلفة ، وتتبع تقنيات جديدة لاكياس بلاستيك صديقة للبيئة ، وانني اعلم ان الكثير من البدائل ( الحميدة ) تم تقديمها لمجلس البيئة ولوزارة البيئة الاتحادية وللولاية .. ولكنها ولاسباب معروفة لم تر النور .. ولن تراه .. وستصل البدائل المستوردة ولعل حاوياتها وصلت بورسودان ؟ لاخلاف حول الاضرار الصحية لاستخدام اكياس البلاستيك في حمل الاطعمة والمشروبات ، ولكن قطعاً اضرارها لا تقارن باضرار ( التمباك ) الذي يوضع فيها ، او السجائر الذي يفلف بالمواد البلاستيكية .. وبرغم انني من عتاة المدخنين ، الا انني كنت اتمنى لوذهب صديقنا حسن الى منع ( السجائر والصعوط ) فهي ذات اثر مباشر على صحة الانسان والحيوان ، وكنت اسعد لو انتبه ( للمراحيض ) التي تلوث مياه الشرب في ولايته ، والى المصانع التي تصب نفاياتها الكيميائية في النيل وفي العراء ، ولعله يتفق معنا صديقنا حسن في ان ماذهب اليه من قرار ربما يكون اقل ضرراً من الكثير مما ذكرناه ويستوجب القرارات العاجلة ! كنت أمل لو لم يتعجل اصدار هذا القرار ، لانه ببساطة صعب التطبيق ان لم يكن مستحيل في ظل ترهل اجهزة الرقابة وعجزها عن القيام بدورها وتفشى الفساد والمحسوبية في دائرو الدولة ، و لا شك انه لو اضطلع على مجهودات وزير البيئة حسن هلال ، و الدراسات المتوفرة لمجابهة كل المهددات البيئية و الصحية ، و التى تتطلب مبالغ ضخمة لم توفرها الحكومة ، لكفى نفسه تحمل مسؤلية اصدار قرار كبير ، سيكون عائده صفرآ ، لان مصانع الحكومة و شركاتها هى اكبر مهدد للبيئة فى ولاية الخرطوم ، و الحكومة لن تحاسب الحكومة ، هذا قرار صحيح فى الوقت غير الصحيح ، على الاقل القرار لم يراعى رفع الضرر الواقع على ملاك المصانع و العاملين فيها ،، ... نواصل محمد وداعة نشر بجريدة الجريدة