القول الفصل.. غارزيتو.. مهارة في التبريرات * سبق أن قلت أن المُدرّب غريب الأطوار دييغو غارزيتو لا يمتلك فضيلة الإعتراف بالأخطاء وليس لديه الاستعداد لإعلان تحمّلُه للمسؤولية عقب كل نتيجة سلبية لفريق كرة القدم بالمريخ. * حدث ذلك كثيراً، ولن يكون تصريحه الذي أطلقه مساء أمس الأول عقب التعادل المُخيب أمام صغار هلال السعودية على رسم البطولة العربية المقامة بالإسكندرية هو الأخير - إن أمد الله في الآجال. * قال المدرب المذكور - عقب التواضع البائن لمريخ السودان في مستهل مشواره ضمن فرق المجموعة الثالثة بالبطولة العربية- أن قرار تجميد السودان وتعليق نشاطه من قبل الفيفا هو السبب الرئيس في هذا الظهور البائس أمام عيال الهلال!. * من يقرأ تصريح هذا المدرب سيظن من الوهلة الأولى أن قرار التجميد إمتد لسنة كاملة أو شهر على الأقل!!. * تعليق نشاط السودان لم يستغرق سوى ستة أيام قبل ان تنسحب المجموعة (الشفقانة) على مخصصات الاتحادات – محلي، وإقليمي، وقاري، ودولي- من المكاتب التي احتلتها بقرار من وزارة العدل في اليوم السابع، ومن ثم إلغاء قرار الوزارة المذكورة حسب أمر فيفا سيدة العالم. * بدأ تعليق النشاط بعد العاشرة من يوم الجمعة، ثم السبت، فالأحد، والإثنين، والثلاثاء، والأربعاء، والخميس، وبنهاية الأخير كان قرار وزارة العدل قد صدر بإلغاء القرار السابق. * مع ذلك إمتلك هذا المدرب – متلقي الحجج- الشجاعة لبث تصريحه العجيب!. * ومعلوم للجميع أن المريخ لم يُسرّح لاعبيه عقب قرار تعليق النشاط وظل معسكره مُنعقداً بتونس حتى موعد السفر إلى الإسكندرية قبل مدة كافية من إنطلاقة البطولة؛ بل سادت المعسكر أجواء فرائحية من غناء ورقص وطرب!. * ويُمكننا الذهاب إلى أبعد من ذلك لنؤكد أن ذريعة (غُرزة) مجرد (طق حنك) بعد حصولنا على تقريرٍ ضافٍ من أحد أعضاء لجنة التسيير المريخية الفاعلين وهو الأستاذ مزمل أبو القاسم، والتقرير مبذول على أخيرة صحيفة الصدى ونسختها الإلكترونية إن أردت مطالعته من مصدره. * قال عضو لجنة التسيير في تقريره: ( تحضيرات المريخ أتت نوعية، بمعسكر نموذجي أقيم في تونس، وإن شابته عوامل الإحباط في مستهله؛ لأن فرسان المريخ استقبلوا قرار إقصائهم من دوري الأبطال بالدموع)، انتهى. * تقرير مختصر ومفيد؛ بل جامع ومانع يؤكد أن المريخ دخل مواجهة هلال السعودية وهو في أفضل الأحوال من النواحي البدنية، والفنية، والمعنوية. * وبتوفّر العوامل البدنية، والفنية، والمعنوية تُصبح العوامل الخُططية والتكتيكية والذهنية هي المطلوبة لتمكين أي فريق كرة قدم أو منشط آخر من الظهور بالمستوى الجيد المفضي إلى النتائج الإيجابية أو حتى السلبية مع الشعور بالرضا التام من قبل المُتابع العادي وخلافه- إدارة، وإعلام. * والعبارة الأخيرة – أي المذكورة في الفقرة أعلاه أقصد بها ما يُعرف في عالم الرياضة ب: ( الهزيمة بشرف). * شخصياً لدي فلسفة خاصة تقول: ( أن أي مدرب لا يملك الشجاعة في تحمل المسؤولية، ولا يعرف ثقافة الإعتراف بالخطأ لا ترجو منه عملاً إيجابياً). * هذه رؤيتي ولك عزيزي القارئ أن تتفق معي أو تختلف، أما إن جدت عليّ برأي مخالف يقنعني لأعود إلى طريق هو الجادة فذلك هو الخير كُله. * ما نود أن نقوله أن تعليق النشاط لم يكن مؤثراً على مشاركات السودان الحالية بما فيها مباراة المريخ وهلال السعودية التي أنقضت أحداثها مساء أمس الأول، والدليل على ذلك النتيجة الإيجابية لمنتخبنا الوطني أمام بورندي. * ونُنوه القارئ إلى أن لاعبو منتخب السودان في هذه المباراة – بورندي- جميعهم من الفرق الأُخرى خلاف المريخ والهلال وهم النجوم الأكثر بُعداً عن مداعبة الكرة لأن الدوري الممتاز متوقف لأكثر من شهر ونصف تقريباً. * كل ما حدث أن هذا المدرب فشل من جديد في قيادة المريخ أمام صغار الهلال. * هذا المدرب مازال يُصر على (تجميد) عدد كبير من اللاعبين الشباب الجاهزين. * لاعب مثل عاطف خالد وبعد أن أثبت وجوده وثبّت أقدامه من خلال مباراة المريخ أمام الأمل عطبرة ظل مُبعداً عن بقية مباريات النصف الأول من الموسم ومن ثم مباراة السعودي. * كما أنه لم يدفع بالمتميز أحمد التش، بجانب ركنه لخالد النعسان لفترة طويلة قبل أن يدخل مع زميله محمد هاشم التكت ويُغيّرا مجريات اللعب. * أما ابراهيم جعفر ومحمد الرشيد فهما خارج الحسابات منذ زمن. * للتذكير فإن لهذا المدرب في كل عهد ضحايا من اللاعبين ولكن الخاسر دائماً هو المريخ!!. د. ياسر بشير التيار