الكل طالع باستغراب الخبر الذي نشرته ( الراكوبة ) ، عن تقرير وزارة التربية والتعليم بولاية الخرطوم بالمجلس التشريعي بولاية الخرطوم والذي يتحدث عن ان هنالك عدد 409 مدرسة بمرحلة الأساس بعدد من محليات الولاية ، لا يوجد بها شبكات مياه بالإضافة لعدم صلاحية 84 من حمامات المدارس للاستخدام ونقص في دورات المياه بالمدارس ... انتهي أنا واحد من الاف في السعودية ..بعد القرارات الجديدة والتي تم تطبيقها ابتداء من مطلع يوليو الجاري .. حتي ألان لم أحزم حقائبي في طريق العودة .. لدي ثلاثة أطفال ، أكبرهم بنت في ال 16 من عمرها أكملت الصف الأول الثانوي ، وابن اكمل الصف الثاني الابتدائي والأخيرة ستدخل الصف الأول الابتدائي هذا العام 17- 2018م.. هولاء هم سبب تأخري حتي الان عن حزم حقائبي والعودة للبلد بعد طول اغتراب ..كنت مرغما عليه !!.. لماذا ؟ لعلمي بمثل ما جاء في هذا الخبر .. وارجو الا يستهين الناس بمثل هذه التقارير .. لانها مؤشر قوي لحال البلد .. يعكس تمام الوجه الاخر لامكانية الحياة فيها من عدمه .. وأقول لكم لماذا .. ابني الذي أكمل السنة الثانية بالمدرسة الابتدائية ، يدرس في مدرسة حكومية ، لم ادفع لها مليما واحدا ، وتم قبوله بعد التقديم عن طريق الانترنت عن طريق موقع التعليم العام الموحد ، ويسمي ( موقع نور ) ، وبعد اختيار المدرسة حسب موقعها الجغرافي للحي الذي نسكن فيه .. وبعد ذلك اكملنا ملفا كاملا من الأوراق المطلوبة اهم ما فيها صورة من سجل التطعيمات الأساسية للتلميذ والتي اخذها الطفل منذ يوم ولادته وحتي عمر اربع سنوات ، وتم بعد ذلك عمل فحص طبي له بالوحدة الصحية التي تتبع لها المدرسة إداريا .. وبعد إجراءات القبول وعند بداية العام الدراسي شاهدنا في المدرسة الفصول المهياة بكل شي حتي التكييف وكذلك ساحات اللعب والمقصف والمسجد والمكاتب ..وحتي دورات المياه .. التي انا في غنى عن وصفها !!! بعد ذلك رافقته لمدة أسبوع لمدة تزيد عن الساعة كل يوم صباحا مع كل أولياء أمور الطلاب المستجدين وكنا نحضر معهم في قاعة واحدة نشاطات تعريفية ومسابقات وحوافز وهدايا لهم ووجبة إفطار من المدرسة وذلك لكسر حاجز الرهبة للايام الاولي لهذه المدرسة ، ووزعت علينا نحن أولياء الأمور نشرات تربوية ونفسية للتعامل مع الطالب المستجد في أول عام دراسي له .. الان ابني هذا أقول وبكل ثقة انه يقراء اللغة العربية ويكتب بها ربما افضل من من بعض تلاميذ المرحلة الثانوية في السودان ، وذلك للمنهج التاسيسي القوي في اللغة العربية تحديدا والذي لم اري له مثيلا – خاصة وانا من المهتمين بالعلم والتعليم والمناهج ومن المتابعين لما يحدث في العملية التعليمية في السودان .. اما الابنة الكبرى ، فقد درست المرحلة الابتدائية نظام ال 6 سنوات والمتوسطة نظام 3 سنوات وأكملت الان الصف الأول الثانوي .. وهي أيضا مؤسسة جدا في اللغة العربية بحكم المناهج القوية في هذه المراحل وكذلك المعرفة الجيدة باللغة الإنجليزية ، أيضا بسبب المناهج المدروسة وكذلك العلوم بكل شعبها .. واكاد اجزم بأن مواد الرياضيات والكيمياء والفيزياء والاحياء التي درستها في الصف الأول الثانوي ربما تدرس في السودان في الجامعات بالإضافة لمادة الحاسب الالي وتقنية المعلومات ومادة مهارات البحث ومصادر المعلومات والتربية الاسرية والصحية ومادة المهارات التطبيقية .. أذكر انني كنت في زيارة لماليزيا في العام 2005م ، وأكثر ما لفت نظري فيها الحدائق والمطاعم ودورات المياه العامة .. ولديهم اهتمام كبير بدورات الياه العامة هذه .. بل واذكر ان نشرة الاخبار في احدي قنواتهم .. كانت دائما في نهاية النشرة تعرض لقطات مصورة لانظف واحسن دورة مياه عامة في منطقة ما .. وذلك ضمن ما يشبه منافسة عامة .. وهنا يأتي السؤال .. متي نبلغ نحن في السودان هذه المرحلة ..؟ https://youtu.be/ADHzLBa9TIE حسين المتكسي