كم بالمائة هي نسبة الزيادة في سعر صرف الدولار خلال الأيام الماضية حتى تحدث كل هذه الزيادة المترتبة عليها في أسعار السلع الاستهلاكية؟.. الواقع أنه لا زيادة الدولار منطقية ولا انعكاسها ب(الدبل) على أسعار السلع الاستهلاكية المختلفة أمر منطقي أيضاً أو مقبول.. لكن في خرطوم السيد عبد الرحيم محمد حسين تنتعش فوضى السوق ويحقق من يريد أن يحقق كل أحلامه الجشعة من التجار في هذا المولد من اللا رقابة واللا مساءلة واللا مسؤولية أيضاً. هذا أسوأ عهد يمر بولاية الخرطوم على مستوى الرقابة والخدمات.. عهد الوالي عبد الرحيم محمد حسين الذي لاحظنا ومنذ بداية قدومه أنه غير متحمس لهذا المنصب برغم خبرته الكبيرة في مواقع أخرى كان من الممكن أن يستمر فيها أو ينتقل الى حيث يكون بمقدوره تحقيق نجاح أو إنجاز أما ولاية الخرطوم فكما قال معلق القناة السعودية الرياضية في وصف أداء نادي المريخ في الشوط الأول من مباراته أمام شباب الهلال السعودي أول أمس (المريخ الماتش مش في دماغو خالص) وكذا الوالي عبد الرحيم ماتش الولاية مش في دماغو وغير قادر على التركيز في هذه المهمة الصعبة فعلاً لكنها ليست مستحيلة ولم تكن من قبل لا صعبة ولا مستحيلة أمام ولاة آخرين سبقوا عبد الرحيم مثل الدكتور عبد الحليم المتعافي. ولكم أن تقارنوا بين أداء المتعافي وأداء عبد الرحيم لتلاحظوا فارقاً شاسعاً في ذهنية التخطيط ومنتوج الأداء على المستويات الخدمية تحديداً لكن المتعافي ظلمته شخصيته التي لا تبالي بالشائعات وبالإعلام المضاد وظلمته أيضاً طبيعته التي لم تكن تهتم كثيراً بالأبعاد السياسية والرغبات التنظيمية فتعرض لأعنف وأقسى حرب كانت مصادرها من بعض تيارات التنظيم الحاكم بواسطة تلك الأقلام المفروشة للإيجار. المتعافي حقق إنجازات خدمية ضخمة في الصحة والمياه والنفايات والطرق والمواصلات لكنه واجه الصراعات بظهر سياسي وتنظيمي مكشوف فنجحوا في إقصائه. وقد كانت القيادة تدرك تماماً حجم العمل الذي يقوم به المتعافي في ولاية الخرطوم لذلك لم يحدث أن واجه المتعافي أو أي والٍ آخر ما واجهه عبد الرحيم من انتقادات صريحة لأدائه من أعلى مستويات القيادة السيد النائب الأول ورئيس مجلس الوزراء بكري حسن صالح الذي دان بصريح العبارة الأداء الخدمي في الولاية وقال إن ما إنجزته ولاية الخرطوم من خدمات دون الطموح، وأشار إلى وجود انحسار في خدمات المياه وتدهور في صحة البيئة، ووصفها بالهاجس الذي يكشف عن ضعف في التشريع أو التخطيط أو المتابعة. ومثل هذا المستوى من النقد حين يصدر من مسؤول بحجم الفريق بكري فإنه يعني وجود عدم رضا تام في مطبخ السلطة عن أداء الوالي عبد الرحيم، لأن الفريق بكري ليس كاتب عمود أو صحفيا حتى نقول إنه أفرغ كل ما عنده من نقد بل هو المسؤول الأول في الحكومة وبالتالي فإن ما أفصح عنه من انتقادات يعطي مؤشراً باحتفاظه بأضعاف ما صرح به من انتقادات.. فماذا ينتظر عبد الرحيم وحكومته بعد هذه التصريحات الواضحة والمباشرة. نعتقد أن السيد رئيس مجلس الوزراء الموقر يجب أن لا يكتفي فقط بتقديم هذه الملاحظات وهو الذي بيده قلم التصحيح وسلطة اتخاذ القرار. شوكة كرامة لا تنازل عن حلايب وشلاتين. اليوم التالي