لم تسلم الديانات السماوية -بما فيها الاسلام -من عالمية الانحطاط الغربى الذى تعيشه الانسانية , اذ ان الانبهار العالمى والرفاهية المادية التى تعيشها الحضارة الغربية الليبرالية المادية , ادى الى غياب المرجعية المعرفية للمؤمنين بالغيب. فتاه اتباع الديانات وتنازعوا بين الرجوع الى مرجعيتهم الدينية المتوارثة وبين الواقعية المادية للفكر الغربى !!, فبدأ لهم ان التوفيق بين الايمان والواقعية الغربية محال .. فانخرط المسلمون بعلم او دونه فى عالمية الغرب ورزحوا تحت ذات المأزق وذات الانحطاط ..ودونكم الاعداد المهولة من العلمانيين وهؤلاء هم من اختار مادية الغرب وفضلها عن علم على المرجعيات الدينية , او المنتمين بالاسم للديانات السماوية وعقولهم تابعة للمنطق الغربى المضاد لحقيقة اعتقادهم . وهذه محض اشارات على تاثير عالمية الغرب فى الوعى الاسلامى -مثلا - وابعاده بالتالى عن جادة الاطلاق الاخلاقى والحضارى الالهى التى جاءت رسالاتهم السماوية مبشرة به.. ولذلك فعالمية التخلف الروحي الغربى اشاع فى العالم الفساد حتى تاثر به اتباع الديانات السماوية فاصبحوا مسخا لا الى العلو الروحاني سموا ولا الى الحيوانية المادية ركنوا. لا خلاف ان أزمة الفكر الغربى التى ساقت البشرية المعاصرة الى هذا الانحطاط كانت فى انحيازها المفضوح للطبيعة على حساب الغيب .. وهذا هو الداء الذى لم يجد له الفكر الغربى الدواء .. وهنا يطل براسه السؤال .. وكيف المخرج بالانسانية من مأزق عالمية الغرب ؟؟؟ فالنقد العبثى دون اقتراح الحلول مسلك غير مجدى وغير حميد .. ولذلك فان مبدأ الحل لهزيمة انحطاط الحضارة والفكر الغربي يكمن فى فهم طبيعة خلق الانسان وماهية تركيب الوجود .. ومن ثم اقتراح عالمية فكرية جديدة قادرة على دحر عالمية الغرب , وانتشال الانسانية الى حضارة معرفية شاملة ومجاوبة على جميع قضايا واحلام البشرية . م.خالد الطيب احمد