ماوراء الخبر نداء الشمال .. التحرر من عقدة الذنب! لعل البعض ممن اعترضوا على قيام نداء الشمال تسكنهم الهواجس والمخاوف من مجرد قيام كيانات مناطقية و لهم اعذارهم.. اما لفيفهم فهو يفكر تحت رحمة احساس مبهم وزائف بأنه ظلم الاخرين ، وقد يكون ضحية لعقدة ذنب اقترفه آخرون نيابة عنه بافتراض انتماء مختلق الى جماعة معينة ،وهذا اسقاط يخلو من المنطق وعار من الصحة وهي حالة نفسية تكونت من جراء تكرار الاتهام بانهم مذنبون .. وفي هذه الحالة لاينبغى لاحد ان يتحمل وزر المؤتمر الوطني الذي حكم البلاد بمرجعية عززت من حالة الانقسام المجتمعي وخربت النسيج الاجتماعي .. فأكثر اللذين ظلموا مناطق البلاد المختلفة هم الحاكمين من ابناء تلك المناطق ، وهذا الحال ينطبق على الشمال مثلما ينطبق على دارفور و سنار..عدد من اللذين اعترضوا على قيام النداء في الصحف او وسائل التواصل الاجتماعي برروا هجومهم على النداء باعتباره يحمل في داخله فكراً عنصرياً ، هؤلاء لم يفتح الله عليهم بكلمة واحدة لوصف كيانات قامت فى الشرق والغرب بأى نعوت ، حتى عندما حمل بعض ابناء هذه المناطق السلاح ، ونحن فى هذا لم نلوم من حمل السلاح اتقاء مظلمة صمت الحكومة اذانها عنها ، رغم توفر قناعة تامة لدينا بأن حمل السلاح ، وتطاول امد الحرب سينهك البلاد والعباد اللذين من اجلهم تم حمل السلاح ، ليتم افراغ المناطق ( المحررة ) من سكانها فيعم الخراب ويتحولون الى نازحين في المعسكرات يفتقدون الخدمات الصحية والتعليمية ويتعطلون عن الانتاج في انتظار السلام والتنمية ، اننا لا نلومهم فقد اختاروا طريقهم عن قناعة لتحقيق اهدافهم ، وبلاشك فهم عن وعى يتحملون مسئوليتهم ويقدمون في سبيلها تضحيات كبيرة تخلف وراءها الالام والاحزان ، عليه فان ابناء الشمال ابرياء من اي ظلم حاق باي جهة او شخص ، نحن ضحية كغيرنا من ابناء البلاد نتساوى فى ظلم و تجبر حكومة المؤتمر الوطني ، وما كان اشد الناس ظلما واهمالا لاهلهم مثل ما كان ابناء هذه المناطق من قيادات المؤتمر الوطني ، وظلم ذوي القربى اشد من وقع الحسام المهند ، وما الشمال الا جزء من هذا الوطن يعاني مثل بقية المناطق بل اشد معاناة ، ومع أنهم نظريا يستطيعون ؛ فلم يرفع ابناء الشمال مطالبهم على اسنة الرماح ، بل يستحثون كوامن الخير في انفسهم ، ( ولايغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم ) ، نعلنها بكل وضوح ومسئولية اننا لم نشعر بعقدة ذنب تجاه اخواننا في الولايات المهمشة في الشرق والغرب والجزيرة ونهر النيل ، فالشمال كبقية المناطق يعاني من الاهمال ولم يستفد شيئاً من سد مروى او الطرق العابرة ، او التعدين ، ورغم مضى ( 12 ) عام على وعد الحكومة بتعويض المهجرين وكهربة المشاريع الزراعية فلم تنفذ وعودها ، وانحسر النيل لمئات الامتار وتعذرت الزراعة وتضاعفت تكاليفها ، ووصل النز جراء حبس المياه في بحيرة السد الى البرقيق وارتفع منسوب الحوض الجوفي السطحي ليهدد المساكن من نورى حتى القرير ،والقادم لايعلمه الا علام الغيوب ، اما بعد نجده واجبا علينا ان نطالب من في نفسه شيئ من عقدة الذنب تجاهنا او تجاه الولايات الاخرى ان يعلن توبته واعتذاره ان كان مذنبا عله يتحرر من ذنوبه ، اما من يتجرأ علينا بوصف العنصرية فاننا ندعوه للذهاب ليعيش في الشمالية ونعده بتقديم كل التسهيلات التي نستطيعها ومنها المساكن الخالية التي تركها اهلها والحيازات الزراعية الصغيرة التي أصبحت قاعآ صفصفا ،و جذوع النخيل التى احترقت واقفة ، مع تسليمه ملف كامل بالوعود الحكومية ، نحن فى الشدة بأس يتجلى ..و على الود نضم الشمل اهلا..هذه يقظة شعب.. نواصل الجريدة