نظم الشاعر فقال : ورُبَّ قبيحة ماحال بيني * وبين ركوبها إلا الحياءُ فكان هو الدواء لها ولكن * اذا ذهب الحياء فلا دواءُ تابعت باهتمام حلقة معادة من برنامج .. علاقات الحياة ، من أعداد وتقديم الأستاذ / بابكر حنين .. علي شاشة سودانية 24 يوم امس السبت .. وكانت بعنوان الادوية : انا مدمن ...ولكن ، استضاف فيها الأستاذ / حنين ، البروفسير عبد الله الخواض ، أستاذ علم الادوية بكليات الصيدلة والدكتور ياسر ميرغني الأمين العام لجمعية حماية المستهلك السودانية ، والدكتور صلاح إبراهيم رئيس اتحاد الصيادلة .. عنوان الحلقة كان يقصد به الادوية التي تعود الناس علي تناولها دون وصفة طبية أو ما يسمي بالادوية عبر النضد The over counter drugs ، وهي الادوية مثل مسكنات الألم مثل البنادول والمضادات الحيوية وادوية الكحة والفايتمينات .. طبعا باعتبار أن النظام الصحي في السودان قد انهار تماما ، فقد اتضح ان صناعة وتجارة الدواء في السودان ، تعيش فوضي عارمة ، حيث لا يوجد رقيب ولا حسيب ، فقط الجشع وذلك للمردود الهائل من الأموال التي تصب في جيوب المنتفعين من صناعة وتجارة الادوية ، دونما وازع من ضمير أو اخلاق فيما تسبب فيه فوضي هذا القطاع للناس .. ركز المتحدثون علي خطورة تعاطي الناس للأدوية ( عبر النضد ) ، كادوية البنادول والمضادات الحيوية وادوية الكحة والفايتمينات ، لاسباب منها الضائقة الاقتصادية التي يعاني منها السواد الأعظم من الناس ، مما يجعلهم لا يزورون الأطباء للتشخيص ومن ثم أخذ وصفة الدواء وكذلك انعدام الرقابة والنظم وانعدام الاخلاق لدي غالبية أصحاب الصيدليات وشركات الادوية والصيادلة العاملين بها والمتورطين في تمرير هذه الادوية ( عبر النضد ) The over counter drugs ، فقط من أجل كسب المال في ظل الفوضى الضارب اطنابها في كل شيء .. تضمنت الحلقة إشارات في غاية الأهمية والخطورة ، ساعد في تفاقمها نمط الانسان السوداني في تناول الادوية دونما وصفة ..مثلا أعطاء ما يسمي باسبرين الأطفال .. للأطفال والذي أوضح بروف .الخواض خطورته البالغة علي الأطفال المصابين باي ( فيروس ) ، حتي ولو كان كان ( فيروس ) زكام عادي وذلك لمعالجة ارتفاع الحرارة مثلا عند الطفل .. حيث أكد بروف . الخواض ان استعمال هذا الدواء لمثل هولاء الأطفال يؤدي الي إصابة وخيمة في الكبد أو المخ ، قد تؤدي الي الموت ، وذكر أن أن الكثير من الأطفال يموتون بسبب تناول جرعة اسبرين تؤدي لهذه العوارض ، والقضية غير معروفة ، بسبب انعدام التشريح بعد الوفاة في السودان ... كذلك ادمان الناس علي تناول البنادول وجميع مشتقات ترامادول و باراسيتامول - tramadol and Paracetamol ، لتسكين الألم ، وعواقبه الوخيمة علي الكلي والكبد .. ومسكنات الألم هذه ربما تكون أكثر الادوية التي تصرف دون روشتة كذلك تطرق النقاش لادوية الكحة التي تصرف للصغار والكبار لاقل سعال عرضي ، رغم خطورتها الكبيرة خاصة علي الأطفال .. النقاش أيضا تطرق لهاجس ما يسمي .. بجرثومة المعدة ، والتي استنكر بروف الخواض ، في حالة شخصية عايشها هو ..صرف العلاج الثلاثي لهذا المرض ، لطفلة عمرها سبعة أعوام ونصف عاما .. وخطورة مثل هذه الجرعة بالعلاج الثلاثي علي هذه الطفلة .. لمرض غير موجود أصلا .. وهنا أشار الدكتور ياسر ميرغني لامر بالغ الخطورة .. سماه ( بمصرنة المعامل الطبية ) .. وقصد به انتشار المعامل المصرية بالبلاد .. وانها السبب في انتشار ثقافة فحص جرثومة المعدة ومن ثم تناول هذا العلاج الثلاثي وذكر بوضوح وبالاسم ثلاثة معامل مصرية منها مختبر البرج في قلب العاصمة الخرطوم ، تجعل في مدخلها بوسترات ضخمة تشير لوجود فحص جرثومة المعدة بالمعمل المعني !!! كذلك تناول الحديث الفايتمينات وهي أيضا من الادوية التي تباع بدون وصفة ، ووصف بروف . الخواض فوضي تناولها من قبل الناس وكذلك استغرب انها كانت مضمنة من ضمن ادوية التامين الصحي وتصرف مع ادوية السكر لمرضي السكر للوقاية من اعتلال الاعصاب ، وأكد عدم حوجة هولاء المرضي لهذه الفايتمينات .. وذكر خطورة بعض الفايتمينات علي مرضي سيولة الدم تفاصيل البرنامج كانت كثيرة .. لايهمنا هنا الفساد والجشع في صناعة وتجارة الدواء في البلاد فهذا أصبح معلوم بالضرورة وأحد أوجه الانهيار في كل شيء .. لكن ما همنا كان عكس بعض الإشارات المهمة ليعرفها الناس ويتجنبونها ، مثل إعطاء الاسبرين المسمي باسبرين الأطفال دون معرفة خطورته .. ارجو من كل من يهتم مشاهدة فديو الحلقة المرفق كاملا .. وكذلك نتمني من الفضائيات السودانية الأخرى الانتباه لمعلومات البروفيسور الخواض .. واستضافته مرات ومرات من اجل تمليك هذه المعلومات المهمة لاهلنا البسطاء .. في زمن غابت فيه الاخلاق وانعدمت ... https://youtu.be/nfibBtQpz-I حسين المتكسي – الرياض