: يا فاطمة السمحة سلام سألني الحزن والوطن أن أكتب فيك كلام! فوقفت وإحترت ... كيفن يسألوا زول نص النهار يصف الشمس؟ أو ان يعلم النيل معنى المياه؟ أو يفهم الكادحين وجع سلب قيمة التعب؟ وان يوري محاربين فضل الحرب؟ أو..طبيعة السلام؟ أو يشرح للشعراء الأدب؟ .. كيف؟ لكن رغم المظالم والحروب والموت والصعاب ومحن السقم تعلم الرجال والبنات منك يا أستاذة فاطمة ذلك الدرس الصعب والخطير الحدو الطبيعي السما عن جدل الأصالة والحداثة في البت الحديقة والمرأة الجديدة والثورة الطويلة وقيادة المسيرة وضبط الحزب وعن شن الكفاح في المجتمع بكشف الحقيقة وكسر الألم ورفع العلم ومسح الدموع ومسح الدماء وري القلوب والفهم بأناشيد ديالكتيك العلا تعاون وكسرة ملاح ومحو أمية وإطلاق سراح وندوة يقيمها الإتحاد النسائي عن تواصل قضية الفداء بقضية النماء وتربية الأطفال بقضية العمل، وان لا شمال بلا جنوب ولا جنوب بلا شمال ... مستقبلاً ...سوى التفتت والضياع المريع وعن إمتزاج حقوق الكادحين والمهمشين بحقوق النساء وأخرى عن وعي المعلم والتلميذ بضرورة الرأي الإنتقادي في الدرس..وفهم الفرق الكبير المهام بين الثرثرة الفارغة والضروري جداً من الكلام. وذلك الأدب الآيديولوجي البديع للحرية الحمراء بإرتقاءات فاطمة والشفيع نضالهما يفهم الإتحاد والوطن معنى العرس أن للأرض العطشى يكون المجد اللانهائي للغمام وللسماء في الصباح العصافير والأغاني وأناشيد المدارس وهديل الحمام لصناعة التروس الكهرباء الوفيرة والورش المكربة النضيفة.. تسبك حديد التركترات ترساً ترس ..... درس الزمان: أمل، كفاح ، عمل .. مجلات كتيرة وتلفزيون لصوت المرأة، ومعاهد نقابية بأسماء الأفذاذ و الشهداء واحد منها لإسم الشفيع وجامعة بإسمك يا فاطمة لتنمية أوضاع النساء للطالبات اليانعات شباب ثائر وروابط النضال المنيع... يا فاطمة الحديد لان ولم تليني طلبتي للناس العدل وللصغار أسس السلام معيشة كويسة وبسمة حنان وحس الأمان وفرحة عرس للوطن بتأهيل إنسان جديد ... يا فاطمة السمحة ليك ألف سلام ولأحبابك عظيم الإحترام. الأستاذة فاطمة أحمد إبراهيم ..بت شاطرة وظريفة وبسيطة ما طويلة لكن فيها كل معاني النخيل. نبتت فاطمة جنب النيل يحاصر بنات جيلها الإستعمار، والتخلف والمظالم الكثيرة وإرتفاع الجهالات المقيمة في الختان والقطيعة والفكي والزواج المبكر والإنحصار بين البؤس أو الهيافة أو القعاد الممرض في البيوت. لاتعليم، لاعمل، لاثقافة حقوق أو صحة أسرة، ولامعرفة بحداثة الهدوم والمفارش وتنسيق البيوت، ولا إهتمام بالسياسة ولا بمستقبل معيشة ولا بصحة تكوين البلد والدولة الإسمها السودان، ولامعرفة فيها للنساء بمعاناة بعضهن في الشمال والجنوب والشرق لايدري عن الغرب القليل بل كانت نساء السودان آنذاك بحكم قلة التعليم أقل وعياً بكونهن إنسان. وسط تلك الحالة تأثرت نشأت رائدات الإتحاد النسائي إبان طفولتهن والصبا بالروح الثورية للنضال الوطني في المنطقة فقد كانت النقابات السودانية الأولى والنشاطات الحزبية المعادية للإستغلال والإستعمار قد إستوت سنة 47 وبدأت سنة 48 إنتفاضة شعبية ضد "الجمعية التشريعية" التي كونها الإستعمار ببعض زعماء القبائل وبعض كبار الموظفين لتدجين الحركة الوطنية. وكانت هناك إنتفاضة ثورية في مصر ضد الإستعمار البريطاني والملك والباشوات العملاء لهم وفي ذلك الجو الثوري للتظاهرات والمطالب النقابية والوطنية وتراجعات الإستعمار نشأت في أسر مستنيرة رائدات الإتحاد النسائي السوداني، بناتاً للوعي والكفاح. بفعل طبيعته الداعمة للحرية والإخاء الإنساني وتساوي الناس في الكرامة بلا تميز ضد بعضهم بسبب الأصل أو الجنس أو العقيدة وبفعل طبيعة قضية حقوق المرأة في التعليم والعمل والمعيشة الصحية وتثبيت كينونتها كإنسان، دعم الشيوعيين تكوين الإتحاد ونشاطه، وبدعمه ودعم أرباب الأسر المستنيرة أشتركت فاطمة أحمد إبراهيم وخالدة زاهر سرور الساداتي وآخريات في يناير 1952 في تأسيس الإتحاد النسائي السوداني فكانت بداية كفاح نسائي سوداني كبير لتنظيم وتوعية النساء وإنتزاع حقوقهن في التعليم والعمل والمعيشة الصحية، ولدعم المطالبة بإستقلال السودان، ولمقاومة التخلف والإستغلال في حياة المجتمع. في ذلك الوقت الذي ظهر فيه الإتحاد لم يكن للبنت أو حتى المرأة كرامة أن تتكون قاعدة وأخوها واقف أو تتكلم مع إخوانها في البيت، نأهيك عن النقاش معهم، أو الكلام في السياسة مع رجال الإستعمار أو مع قادة المجتمع ومخالفة رأيهم! ولا حق لها في تعليم أو عمل أو في الخروج من البيت لغرض إلا بإذن خاص محقق ومدقق بشروط من وليها وفي حدود ضيقة جداً عادة ما يتلوها تقريع وإهانة وحبس جديد. بعد دستة سنوات من تأسيس جمعيات التعاون وتضافرات محوالأمية وتثقيف القابلات والأمهات والمعلمات وإقامة معارض ونشاطات توعية هنا وهناك وتقديم طلبات وأراء وأسئلة لأصحاب القرار وإقامة بعض الندوات والمشاركة في الإحتجاجات وإصدار صوت المرأة ودعم قضايا التحرر الوطني والكادحين والثقافة الجديدة وجدت النساء السودانيات بنشاط إتحادهن إحتراماً سياسياً أكثر بل وأصبحت أستاذة فاطمة عضوة برلمان تنتزع من القرارات الجزئية والإصلاحات لأمور النساء قدراً توقف بمنع الحقوق والحريات الحزبية ثم النقابية 1965 ثم بتعطيل البرلمان ثم حله. في سنة 1970 ونتيجة لكفاح الإتحاد النسائي وإصراره على تثبيت قانوني لحقوق المرأة أقرت الحكومة الجديدة زيادة فرص التعليم والدراسة للنساء بصورة مكافئة لعددهن في المجتمع وأقرت حقوق عمل متساوية للنساء والرجال فيها الأجر المتساوي للعمل المتساوي مع منح إضافية للنساء. وأوقف العمل بنظام بيت الطاعة، وتم تعيين نساء في مناصب عليا مدنية وقضائية وسياسية. إشتد الصراع داخل المجتمع السياسي والحزب الشيوعي والإتحاد النسائي حول عملية التقدم الإجتماعي وطبيعة قيادته إما بقيادة الدولة للمجتمع وهي حافلة بالإنتهازيين؟! أو قيادة المجتمع للدولة وهو يعاني من الجهل والجوع والمرض؟! بين الرأيين وما يحيط بهما ساد الإنقسام الحياة السياسية السودانية في المدن وإنقسمت قيادة الإتحاد النسائي وحدثت حركة 19 يوليو 1971 وتمت تصفيتها بتعاون أميركي-بريطاني مع رؤساء مصر-ليبيا وتم إعدام قادة الحركة وجنودها وأعدم قادة الطبقة الكادحة والحزب الشيوعي وفيهم زوج فاطمة النقابي البطل الجسور الشفيع أحمد الشيخ آنذاك صارت الإعدامات والسجون والإعتقلات و إجراءات المراقبة والتهم والمداهمة هي لغة السياسة اليومية، وضدها قادت بقية رائدات الإتحاد النسائي مواكب أسر المعدومين والمعتقلين تطالب لأسرها بالكرامة وللشعب بالحرية. ضد جبروت حكم السفاح واصل الإتحاد النسائي بمثابرة شديدة خلال السبعينيات القيام بعمليات ونشاطات تجميع وتوعية وتنظيم النساء والمبادرة إلى الأعمال السياسية والثقافية والإعلامية التي تضرب مقومات وأشكال حكم الفرد ومع حلول الثمانينيات بأزمة طاحنة في المعيشة ومقاومة نقابية وسياسية عالية وفرض قوانين الشريعة ونهب بترول الجنوب وثروات الدولة وإشتعال الحرب ظهرت صدقية قيادة الإتحاد وصلابة عزيمة فاطمة التي كانت تقود بنفسها مبادرات لهدم معنويات السلطة تسخر من جلاديها وتحرض المواطنين على المقاومة. ومع نشاط الإتحاد وفاطمة في تلك الثمانينيات ظهرت قيادات شابة، ومع تماسك العمل النقابي وتوسع نشاطه الجماهيري سقط حكم السفاح. بوتيرة أكبر زاد نشاط الإتحاد النسائي وتفتحت أعماله ومبادراته في كافة المجالات السياسية والمعيشية والثقافية وعلى المستوى الدولي ولكن تناقضات الحياة المعيشية والسياسية وتآمر الكيزان أفسد التطور الديمقراطي وأسقط الحكم الجديد الذي إفتتح قراراته بحل الإتحادات. مع قمع العمل النقابي والمدني والحزبي وفتح سلخانات التعذيب واشعال الجهاد ضد حقوق الجنوبيين ومطالبهم وخصخصة موارد الحياة والمعيشة وهجرة ملايين من السودانيين إلتحقت فاطمة بركب المهاجرين وبحارهم المتلاطمة وإهتمت بدعم طلبات اللجوء السياسي، وبوقف ترحيل بعض الحالات، وبجمع شتات بعض الأسر التي تفرقت، وبتنظيم النشاطات الجماهيرية ضد سفارات ومخازي الحكم الإسلامي مؤسسة لجنة التصدي لإنتهاكات حقوق النساء والشباب والأطفال ودافعة لتكوين لتحالف الديموقراطي وعدد كثير من النشاطات السياسية والإجتماعية السودانية وبفتح طاقات تفاعل وتدريب سياسي دولي أمام الشباب، وبتطوير وضع الإتحاد النسائي العالمي، وبإرسال مواد إغاثة لضحايا الحرب، وبتسيير قوافل سلام، وتقديم الدعم المعنوي لبعض مواقف الحركة الشعبية لتحرير السودان مثل إطلاق سراح الأسرى أو إيصال رسائل لبعضهم، ودعم مبادرة الدكتور جون قرنق في 2002 للدخول في عملية سلام، وكذا دعم حماية الطفولة السودانية من مخاطر اللعبات الالكترونية للعنف واللهو بالحروب، وكذا دعم نشاط التعليم السوداني للغة العربية والدين الإسلامي والتاريخ لأطفال المهاجرين السودانيين، وبشن حرب علاقات عامة على حكم الإبادة، وبتنشيط إرتباط المهاجرين بقضية السودان وزيادة تركيزهم عليها والبعد عن الأمور الضارة بوحدة ونشاط السودانيين، وكان الزوار السودانيين لا ينقطعون عنها والأمور تتأجج حولها وهي مرتبة منظمة وذات خط سريع وجميل ساندتها في هذا النشاط كثير من النساء الزميلات وغير الزميلات في الإتحاد ومنهن الأستاذة الأستاذة الجليلة "زهرة الباهي". بشكل عام نال الإتحاد النسائي السوداني رئاسة الإتحاد النسائي العالمي، ونال بعدها جائزة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان، وبعدها نالت جائزة إبن رشد العالمية للدفاع عن حقوق الإنسان كما نالت شهادات عددا تصعب على الحصر من جمعيات وجماعات عددا أكثرها أوروبية وفوق كل ذلك فتحت بنشاطها أبواباً كثيرة لتطور نشاط الإتحاد النسائي السوداني، وهكذا هي أستاذة فاطمة بين النساء ووسط كل البشر.. نوع أصيل لعلاقة الضوء بالشعاع. الحركة الجماهيرية المنصور جعفر