نحن لا نتغير.. لكن نحتاج أن نعيد اكتشاف أنفسنا من جديد, البيئات المختلفة لمراحل حياتنا ربما تسهم في اعادة (تدوير) بعض قناعاتنا, لكن يظل هناك رابط متين بيننا وقناعاتنا الأولى, لا تستطيع الظروف أن تنال منه, الا بمقدار. هذه المقدمة تدل على أن فرضية تغير الرجل بعد الزواج لا تمثل حقيقة كما تدعيها معظم النساء, قبل الزواج يكون الرجل مثالياً -حسب وجهة نظرهن- لكن ما أن تصبح المرأة ملك يمينه, حتى تذهب كل المثالية والرومانسية مع الريح, فيصبح شخصاً آخر غير الذي عرفنه. نوال: نعم, الحياة الواقعية بعد الزواج تختلف كثيراً عما قبلها, حيث كان الخيال الآخاذ, والأحلام الوردية, هي الناي الذي يعزف عليه العشاق, ويصبح حلم التلاقي هو غاية اسمى يسعى اليها الحبيبان, لكن حينما يصطدمان بالمعايشة اليومية لمتطلبات الحياة, تتبخر معظم تلك الأحلام, حيث الواقع لا يمكن أبداً أن يكون بجمالية الأحلام، وتواصل: في فترة الخطوبة كان زوجي كثير التودد اليّ ويلبي كل طلباتي بدون تأخير، حتى أنه في أحيان كثيرة كان يسألني لماذا لم أطلب منه شيء منذ مدة..؟ وفي فترة الزواج الأولى ظل هذا ديدنه، لكن مع مرور الوقت، أصبح يلبي بعض ما أطلبه ويتجاهل أكثره، حتى وصلنا اليوم بعد ثلاث سنوات من الزواج إلى أنه أصبح يتجاهل ما أطلبه تماماً، إلا أن يكون طلبي مرتبطاً باحتياجات المنزل، وبين الفينة والأخرى يخبرني بأنه مازال يحبني، لكن الحياة الحقيقية تختلف عن تلك التي رسمناها سابقاً في خيالنا، معتز لا يختلف عن نوال كثيراً، فهو يرى أن طول العشرة يخلق نوعاً من التعود بين الزوجين، فلا يحفل الزوج كثيراً بالقيام بما عوّد زوجته القيام به في السابق من حيث التدليل والمبالغة في اظهار الوله والهيام، فهي الآن بجانبه، وهو غير مضطر للقيام بتلك الأمور. حديث معتز، أكده أستاذ علم النفس د. الريح صديق الذي أضاف: هناك شيء نهمله ولا ننتبه اليه ونحن نرى الرجل أصبح جافاً وقل احتفاءه بزوجته, هذا الشيء يتمثل في أنه اضطر من قبل الى المبالغة في اظهار محبته, وهذا ما دفعه له دلال المحبوب وتمنعه..ففتياتنا مازلن ينظرن الى أن الرجل يجب أن يجف ريقه, وينقطع نفسه، قبل أن ينال كلمة حب واحدة, لذا يبالغ هو في اظهار مشاعره لدرجة أكبر من التي يحسها فعلاً حتى يصل لقلب محبوبته.. ثم عندما يصل الى مرحلة الزواج يكون غير مضطر لفعل ذلك, وتكون هي تعودت على هذا الزخم من المشاعر.هذا الحديث يبدو أن كثيراً من الزوجات يحسسن به، فها هي ندى تقول: أعتقد أن زوجي لم يعد يحبني كالسابق، فقد قلّ اهتمامه بي كثيراً، فقد كان دوماً يثني على ذوقي في اختيار ملابسي وأناقتي، بل حتى الاطباق التي كنت أعدها له في بداية حياتنا الزوجية، أما الآن فانه لا يلتفت كثيراً لما أقوم به من أجله، و(وين ووين) حتى يترفق عليّ ويجاملني بكلمة جميلة من قاموسه الذي كان يتحفني به قديماً. وتحكي سارة عن أنها تعتقد بأن أجمل فترات حياتها كانت فترة الخطوبة، أما الآن (فالحياة مملة وقاسية) على حد تعبيرها.. نشأت الامام