اختبأ المؤتمر الوطني خلف لافتة الحركة الإسلامية للتنديد بالحكومة المصرية.. وتصوير الاخوان المسلمين(المصريين) باعتبارهم ضحايا العنف والحمل الوديع أمام الشرطة المصرية. ولسنا هنا في معرض التعليق على ما يجري في مصر من حملة شعبية وأمنية ضد الارهاب والقتل والترويع الذي مارسته عصابة الاخوان المسلمين من قبل اعتصامي رابعة والنهضة، ولكننا نقول أن المؤتمر الوطني هو آخر من يندد بالعنف في أي بلدٍ لأنه ببساطة لم يجد غير العنف وسيلة لتوطيد حكمة طوال(24)عاماً مضت من تاريخ السودان. لقد ظلت الألة العسكرية (الإنقاذية) مسلَّطة على الشعب السوداني منذ أول يوم لانقلاب يونيو98 ولا ننسى بيوت الاشباح وقتل المعارضين وضرب المظاهرات بالرصاص الحي. والقتل بدم بارد ولا زالت الدماء تسفك حتى يومنا هذا، كلما خرجت مظاهرة سلمية منددة بالنظام أو مطالبة بحقوق ودوننا اغتيال طلاب دارفور في جامعة الدلنج وجامعة نيالا وأهالي كجبار ومجزرة بورتسودان وكلها مجازر لم يطويها الزمن. فاذا كان الحال كذلك فبأي وجه يخرج علينا المؤتمر الوطني بالمظاهرات والمسيرات المدفوعة قيمتها سلفاً من الخزينة العامة للتنديد بالعنف والقهر!! وبأي وجه يخرج علينا اتحاد الصحفيين الحكومي ببيان يستنكر قمع الحريات الصحفية في مصر وسوريا ولا يشير بأي إشارة لقمع الحريات بالسودان. هذه الازدواجية والكيل بألف مكيال لا يفسرها سوى قول الشاعر القديم لا تنهِ عن شيءٍ وتأتي بمثله عار عليك اذا فعلت عظيم. الميدان