هنري يكشف عن توقعاته لسباق البريميرليج    تعادل سلبي بين الترجي والأهلي في ذهاب أبطال أفريقيا في تونس    تعادل باهت بين الترجي والأهلي في ذهاب أبطال أفريقيا    ((نصر هلال قمة القمم العربية))    باير ليفركوزن يكتب التاريخ ويصبح أول فريق يتوج بالدوري الألماني دون هزيمة    كباشي يكشف تفاصيل بشأن ورقة الحكومة للتفاوض    متغيرات جديدة تهدد ب"موجة كورونا صيفية"    مقتل مواطن بالجيلي أمام أسرته علي ايدي مليشيا الدعم السريع    تمبور يثمن دور جهاز المخابرات ويرحب بعودة صلاحياته    تقرير مسرب ل "تقدم" يوجه بتطوير العلاقات مع البرهان وكباشي    حملة لحذف منشورات "تمجيد المال" في الصين    بعد الدولار والذهب والدواجن.. ضربة ل 8 من كبار الحيتان الجدد بمصر    محمد وداعة يكتب: معركة الفاشر ..قاصمة ظهر المليشيا    مصر لم تتراجع عن الدعوى ضد إسرائيل في العدل الدولية    أمجد فريد الطيب يكتب: سيناريوهات إنهاء الحرب في السودان    زلزال في إثيوبيا.. انهيار سد النهضة سيكون بمثابة طوفان علي السودان    يس علي يس يكتب: الاستقالات.. خدمة ونس..!!    عصار الكمر تبدع في تكريم عصام الدحيش    (ابناء باب سويقة في أختبار أهلي القرن)    عبد الفضيل الماظ (1924) ومحمد أحمد الريح في يوليو 1971: دايراك يوم لقا بدميك اتوشح    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    شاهد بالصورة والفيديو.. "المعاناة تولد الإبداع" بعد انقطاع الماء والكهرباء.. سوداني ينجح في استخراج مياه الشرب مستخدماً "العجلة" كموتور كهرباء    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    بالفيديو.. شاهد رد سوداني يعمل "راعي" في السعودية على أهل قريته عندما أرسلوا له يطلبون منه شراء حافلة "روزا" لهم    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إبراهيم السنوسي : لم أدعو لتوحيد الوطني والشعبي في المسيرة إطلاقاً..!!..لا يستطيع حزب حكم السودان بمفرده وحقوق الإنسان مطلب عالمي
نشر في الراكوبة يوم 19 - 08 - 2013

اللقاءات الاجتماعية العابرة لا تنسخ قرار الهيئة القيادية بإسقاط النظام..!!
الليبراليون والعلمانيون في مصر في ورطة حقيقية
سنحت لقاءات اجتماعية عديدة للفرقاء الإسلاميين من الالتقاء، حيث التقى البشير الترابي في ثلاث مناسبات مختلفة وكلها كانت للمواساة والترحم على من اختطفتهم يد المنون في الشهر الماضي ابتداءً بوالدة عضو مجلس قيادة الثورة اللواء التجاني آدم الطاهر ثم اللقاء في مقابر البكري عند موارة القيادي الأسبق والمخضرم في تاريخ الحركة الإسلامية يس عمر الإمام الثرى وأخيراً اللقاء النادر الذي جمع بين البشير وطه والترابي وذلك في عزاء المهندس عبدالحليم الترابي الأخ غير الشقيق للدكتور الترابي الذي رحل عن الفانية فجأة. ولم تقتصر على اللقاءات بين الإسلاميين بشقيهم (الشعبي والوطني) على هذه المناسبات الحزينة بل طرح عدد من الجالسين على الرصيف. والإصلاحيون خصوصاً مجموعة (السائحون) المختلطة (التي تضم في ثناياها أخوان الشعبي الوطني) مبادرات للم الفرقة وتوحيد الشقة جاء بعضها متزامناً مع لقاء فوق العادة والتكهنات جمع بين العليين (علي الحاج وعلي عثمان) في برلين والذي فتح الباب أمام جميع الإسئلة لترفع عقيرتها من جديد، وزاد الأمر تأكيداً الدعوة التي أطلقها نائب أمين الشعبي الشيخ إبراهيم السنوسي لدى مخاطبته مسيرة مشتركة لمساندة أخوان مصر والتي جمعت مختلف تيارات الإسلاميين بما فيهم الغريمين (الوطني والشعبي) حيث طالب البشير والترابي بالسعي لتوحيد الإسلاميين، هذه الخطوة أربكت المشهد السياسي وفتحت الباب على مصراعيه لمزيدٍ من التكهنات.. (الجريدة) حملت كل هذه الاتهامات وحاصرت بها السنوسي.. فإلى مضابط الحوار.
حوار: أشرف عبدالعزيز
* أكثر من مناسبة اجتماعية أو لقاء عابر جمع في غضون الأيام الفائتة عراب الإنقاذ الدكتور الترابي ورئيس الجمهورية البشير، ابتداءً من اللقاء في سرادق عزاء والدة اللواء التجاني آدم الطاهر عضو مجلس قيادة ثورة الإنقاذ، ومروراً باللقاء في مقابر البكري عند موارة القيادي الإسلامي المخضرم الثرى وحتى اللقاء النادر الذي جمع بين الثلاثي الترابي والبشير وطه وهو الأول منذ مشاققة الإسلاميين مما اعتبره البعض بوادر للتقارب بين الإسلاميين؟
- المناسبات الثلاث التي ذكرتها هي مناسبات بأقدار الله سبحانه وتعالى، وكانت بسبب الموت الذي بيد الله سبحانه وتعالى وليس الأطراف التي ذكرت، ومن خصائص السودانيين أنهم يحرصون على أداء واجب العزاء في الذين غادروا الفانية واختطفتهم يد المنون.. ونسأل الله المغفرة لهم جميعاً، وهذه هي بالطبع مناسبات اجتماعية لا علاقة لها أصلاً بمواقف المؤتمر الشعبي السياسية والتي بدأت منذ الأول (لا حوار ولا صلح مع النظام).. ثم أعقبت ذلك بقرار قاطع لهيئة قيادة الحزب المؤتمر قضى بالسعي لإسقاط النظام، ولقد جددت الهيئة في آخر اجتماع لها في رمضان الماضي القرار مرة أخرى، ولئن كانت هذه اللقاءات التي ذكرتها قد التأمت بين هذه العناصر لكنها لن تنسخ قرار هيئة القيادة أصلاً، وما ينبغي لأحد كان أن ينقل هذه اللقاءات الاجتماعية التي جرت العادة أن تتم بين السودانيين من سياقها الاجتماعي إلى السياسي، ومهما كانت محاولات التلوين والتكهنات فلا مجال فإنها لن تصمد أمام قرار هيئة القيادة الواضح.
* لكنكم لدى مخاطبتكم مسيرة نصرة الأخوان بمصر تحدثتم عن توحيد الإسلاميين ودعوتم البشير والترابي لتسريع ذلك لمجابهة التحديات؟
- أولاً أنا أنفي تماماً بأنني طالبت البشير بتوحيد الحركة الإسلامية السودانية ولم ترد كلمة البشير في خطابي مطلقاً، والذي طالب بذلك هو محمد أحمد حاج ماجد ممثل المجاهدين، ومن ناحية أخرى كنا نخطط لقيام المسيرة منذ إندلاع الأحداث بمصر وما صاحبها من تداعيات ومجازر استهدفت الأخوان في مصر، وأذكر في يوم الأربعاء اجتمعنا لإكمال الترتيبات النهائية وإكمال توزيع الأدوار وتحديد أماكن التجمعات وأوكل إلى أن اتصل بجاويش الأمين العام للأخوان المسلمين بالسودان وبدوره أبلغني بأن تنسيقاً قد جرى بينهم وبين الحركة الإسلامية السودانية (جناح المؤتمر الوطني) واتصلت حينها بالزبير أحمد الحسن أمين الحركة الإسلامية وقال أنهم رأوا أن يتحد الجميع في مظاهرة واحدة قوية تظهر تلاحم الشعب السوداني مع مصر، وبالفعل قمت بنقل ما دار للإخوة في أمانة المؤتمر الشعبي ولاية الخرطوم والذين أوكل إليهم القيام بالمسيرة ووافقوا على مقترح أن تكون المسيرة موحدة لتعكس قوة تلاحم الشعب السوداني مع الشعب المصري في محنته جراء المجازر التي بسببها سالت حمامات من دماء متظاهرين عزل يهتفون (سلمية ..سلمية)، وشاءت الأقدار بأن عناصرنا من أمدرمان لم يبلغوا بتغيير مكان المسيرة فما كان منهم إلا وأن تحركوا بحسب الخطة الأولى حتى وصلوا قبالة السفارة المصرية فتحركنا مع الأمين العام للولاية المهندس آدم الطاهر حمدون وخاطبناهم هناك أمام السفارة وكأن ما نريده أن يتحقق قد تحقق، بعد ذلك وجهناهم للتحرك للحاق بالمسيرة بساحة الشهداء.. أما موضوع الحديث عن الوحدة الإسلامية فقد ورد في سياق الهتافات التي رددها المشاركون في المسيرة أثناء حديثي (وحدة وحدة إسلامية) فقلت لهم ومن أجل الوحدة الإسلامية جئنا هنا وما أقصده مرتبط بمقام الحدث وهو مناصرة الإخوان في مصر بمعنى أننا ننشد وحدة الصف الإسلامي في مقابل الصلف والطاغوت والعلمانية واللا دينية ولا أعني مطلقاً أو أقصد وحدة الشعبي والوطني، ولقد نقل البعض عني ذلك كما هو فيما زور آخرون الحديث وهو مسجل وأشاروا إلى أني طلبت من البشير والترابي توحيد الإسلاميين.
* ما هي أهم القضايا التي تحدثت عنها؟
- تحدثت عن خيانة السيسي وخيانة عدلي منصور الذي كان مسؤولاً عن الدستور وعن كذب وزير الداخلية الذي كان يقول إن أنصار مرسي مسلحون في حين أن القتلى في صفوفهم آلاف بينما القتلي في صفوف الشرطة والجيش عشرات، وكذلك تحدثت عن رئيس مجلس الوزراء والذي هنأ الشرطة وقوات الجيش بانتصاراتها ضد الأخوان في مصر، ونسي أن يواسي أو يعزي في شهداء الأخوان المسلمين وكأنهم ليسوا برعيته، فحتى لو كانوا أخوان ويناصبهم العداء فهم مواطنوه ويجب أن يعزي فيهم، هذه هي الأسباب التي دفعت بنا للخروج، فمرسي أول رئيس مصري منتخب، ومنذ فرعون لم تعرف مصر الشرعية وأنصاره استشهدوا وصمدوا من أجل أن تسود قيم الديمقراطية والحرية والشورى، ولذلك نحن خرجنا لمناصرتهم والوقوف معهم من أجل أن تسود هذه القيم، ونحن نستقيم مع هذه القيم والمعاني وهي مكمن خلافنا مع الداخل الذي نظل ننافحه حتى آخر رمق من أجل أن تسود هذه القيم، ومنها جاء شعارنا الذي كان مكتوباً في جميع لافتاتنا (يسقط يسقط حكم العسكر) بتعميم العبارة، هذه هي القضايا التي طرحت وموضوع البشير والترابي ودعوتهم لتوحيد الإسلاميين لم أتطرق إليه مطلقاً.
* المؤتمر الوطني استفاد من المسيرة بدايةً من فرص التحدث المتعددة التي حظيت به واجهاته من قبل المنصة.. هل انزعجتم لذلك.. وبالفعل حدثت مشادات بينكم وبين بعض عناصر الحزب الحاكم أثناء المسيرة؟
- الحقيقة تحدثت مع الزبير بأن يكون الحديث فقط لممثلي الأحزاب وبفرص متكافئة، وما حدث غير ذلك فكل الذين تحدثوا عدا شخصي وجاويش يمثلون واجهات المؤتمر الوطني المختلفة، ولذلك في المستقبل لن نقبل بذلك أن يتكرر وهذه هي أسباب رفضنا للمشاركة في لجنة الدستور، حيث قلنا لهم لن نقبل بدستور لم يأت من هيئة تشريعية منتخبة ويجب أن يمثل المؤتمر الوطني بشخص فقط مثله مثل الأحزاب الأخرى حتى لا يهيمن على كل الأمر، وهذا رأينا السابق وبالتالي لن نقبل في المستقبل بأي عمل مشترك بأن يكون بهذه الكيفية التي حدثت في المنصة، المشادة التي حدثت هي أن أحد أفراد المؤتمر الوطني كان معترضاً على مخاطبتي للمسيرة ولكن بعض عناصر المؤتمر الوطني هجموا عليه وأوسعوه ضرباً، كذلك قام أحدهم بمقاطعتي، وقال لي تبقت لك ثلاثة دقائق فقلت له ما دام الأمر كذلك خذ المايكرفون فعنفه الآخرون وقالوا هذا ليست له علاقة بالمنصة، الشاهد في الأمر أننا أوصلنا أفكارنا بالطريقة التي نريد للإعلام ولافتاتنا حملت شعارات واضحة (يسقط يسقط حكم العسكر.. ولا بديل للشرعية).
* المسيرة بائسة وحضورها ضعيف؟
- هذا ليس صحيحاً والذين خرجوا كثر وأوصلوا الرسالة، ومن قال إن جماهير الشعب السوداني التي لم تخرج تؤيد القمع والعنف ضد الأبرياء، وحتى الليبراليون والعلمانيون الذين يتحدثون عن الديمقراطية يعلمون تماماً أن تطبيقها يستدعي إعطاء الجميع اللعب في ميدان واحد والكل يدلو بدلوه ويختار الشعب من يريد.. والليبراليون والعلمانيون وقعوا في ورطة الآن في مصر، فهم يدعون للديمقراطية ويقصون الأخوان الذين يمثلون أكبر كتلة انتخابية من الملعب وكذلك فقد هتفوا من قبل في ثورة 25 يناير بسقوط حكم العسكر وهم اليوم يصفقون له وهذا يمثل قمة التناقض بين المبادىء المطروحة والممارسة، فمن الواضح أن مشكلة الليبراليون والعلمانيون في مصر أنهم تربوا في أحضان الدولة العميقة وأيدوا العسكر ولذلك عندما هزموا في الانتخابات لجأوا إلى التستر وراء الجيش والشرطة، وعندما بلغ السيل الزبى وبدأ التنكيل بالأخوان وقتل الأبرياء خرج البرادعي لأن ذلك يتنافي مع القيم التي بفضلها حاز على جائزة نوبل للسلام، وهكذا شاهد من أهلها وكشف حقيقة النوايا.
* يرى كثير من المراقبين أنكم لستم الأفضل والأنسب لإطلاق هكذا شعارات.. فأنتم من أتى بالعسكر ودبر الإنقلاب وقضى على الشرعية؟
- هذا الموضوع ليس له مقام أومقال في سياق ما حدث، فنحن خرجنا في إطار مساندة ودعم الأخوان في مصر والذين ينشدون قيماً تتماثل مع ما ننشد، وهي كما أسلفت قيم الحرية والديمقراطية والشورى، ولذلك اختلفنا حتى مع الذين جئنا بهم حول هذه الأصول، وأعود وأقول المقام لم يكن لمسألة داخلية وإنما لقضية مناصرة خارجية أما إذا كان الأمر يقتضي بالضرورة الحديث عن إنقلاب الإنقاذ فنحن ظللنا نكرر على الدوام بأننا جئنا بالإنقاذ وعندما حادت عن الطريق خرجنا عنها ولسنا الوحيدين الذين قاموا بمحاولة إنقلابية في السودان، فقد سبقتنا أحزاب أخرى في ذلك وقبل الإنقاذ كان المشهد مماثلاً لما يحدث الآن في مصر، فقد قدمت مذكرة الجيش واستجابت لها الحكومة وأخرجنا على إثرها منها وأقصينا تماماً والكل بدأ يتحرك داخل الجيش وتجربة الجزائر وما حاق بجبهة الإنقاذ بعد فوزها شاخصاً أمام أعيننا ومع ذلك ها نحن خرجنا من الإنقاذ وتمسكنا بقيم الحرية والديمقراطية ولا يزايد أحد في ذلك علينا فقدمناه من تضحيات في مسار مواجهتنا للنظام يوازي ما قامت به كثير من الأحزاب المعارضة ويفوقها وما فتئنا في تقديم المزيد وإن كنا نريد السلطة لما خرجنا منها.
* توقيت المسيرة غير مناسب وكان الأفضل أن توجه جهودكم لحل أزمات البلاد التي تراوح مكانها في دارفور والسيول والأمطار؟
- هذا خلط في المفاهيم فواقفنا في دارفور والسيول والأمطار لا تتأثر بموقف خارجي تجاة تداعيات أحداث مصر ونتحدى الجميع في مواقفنا الراسخة تجاه تحقيق قيم العدالة ورفع الظلم عن المواطنين في دارفور وكجبار وبورتسودان وغيرها من المناطق التي تأثرت ومن كان له موقفاً واضحاً من دخول القوات الدولية في دارفور أو العدالة الدولية، لا مجال لخلط الأوراق فالحقائق بينة وواضحة وغير ملتبسة.
* الأحزاب المعارضة لا تثق في الشعبي ولا زالت تنظر للقاء علي الحاج بالنائب الأول لرئيس الجمهورية علي عثمان بريبة؟
- هذه تُرّْهات وعلي الحاج أوضح تفاصيل ما دار في التلفزيون، ونحن قررنا إسقاط النظام وعلي الحاج يدخل القصر.. وكما أسلفت إن كنا نريد السلطة لما خرجنا منها، أما إذا تاب النظام وعاد إلى رشده وصحح الأوضاع وأراد من بعد ذلك أن يصبح حزباً فليكن ولكن لا بُدّ من محاسبة الذين تلطخت أياديهم بالدماء وليس كل من هم بالنظام الآن قتلة أو سارقين فهنالك بعض منهم لم يفسدوا.. المهم قرارنا واضح (إما إسقاط النظام أو القبول بوضع انتقالي).
* ما يجري في مصر لا علاقة له بتوحيد الإسلاميين في السودان؟
- لا علاقة له بتوحيد الإسلامين أصلاً.
* لماذا مواقفكم أكثر تشدداً تجاه النظام؟
- لأننا نعرفهم جيداً وخلافنا معهم حول أصول الدين والمفاصلة قامت على ذلك وعلى الحفاظ على بيضة السودان ولُحمته، وهذا ما ظللنا نلوم به النظام دوماً ونقول لنافذيه لقد استلمتم دولة حدودها من حلفا إلى نمولي.. ولكن ها هو جزء عزيز قد بُتر عنها وفي عهدكم انفصل الجنوب وتمدد الحرب لتشمل جنوب كردفان ودارفور وحتى القتال الذي يستفحل بين القبائل أسبابه تعود إلى أخطاء سياسية وراءها الحزب الحاكم، كل هذه الخطايا بالقطع تقف مانعاً أمام النظام لتسليم السلطة لأن عناصره تخاف من المحاسبة وبالتالي أضيفت إلى الضروارات الدينية ضرورات وطنية لإسقاطه.
*ما رأيك في حكومة انتقالية يرأسها البشير؟
- خيارات إزاحة النظام عديدة، فإما أن يتم إسقاط النظام بثورة شعبية أو بإنقلاب من داخله أو عن طريق هجوم عسكري من الحركات المسلحة وكلها واردة، ولكن هناك خيار آخر هو أن يسلم البشير السلطة بذات الطريقة التي سلم بها سوار الذهب السلطة وذلك بأن يسلم السلطة لبرلمان منتخب، وهذا أفضل خيار للبشير وللشعب السوداني لأن بقية الخيارات ربما تأتي بتداعيات تحدث خسائر وفوضى في بلاد ما عادت تحتمل ذلك والأنسب للنظام أن يتجه لهذا الخيار لأن التغيير سيأتي لا محالة.
* العلمانيون هم الآخر والشيخ الترابي يرى أن العلمانية من العلم والليبرالية هي الحرية، لماذا يبدو السنوسي متشدداً تجاههم؟
- هنالك اختلاف جوهري بيني وبينهم، ولكن حتى الدين حدد طريقة المعاملة بيني وبينهم، والمشيئة تعدت حدود الحرية في العمل السياسي لدرجة أبعد (من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر).. وهذا الخلاف المبدئي لا يمنع من وجود مشتركات بيننا خاصة في معركتنا من أجل الديمقراطية والحرية والعدالة ولنظل على هذه الحالة حتى نحقق هدفنا بتغيير النظام وبعد ذلك كل يطرح برنامجه نحن مع البرنامج الإسلامي وهم مع البرنامج العلماني ويجب أن نمنع أحد من أن يقول ما يريد، واختلف مع العلمانية في الطرح كونها تريد أن تقصي الدين عن الحياة.
* في العشرية الأولى للإنقاذ أقصيتم العلمانيين وسجنتموهم؟
- الذي حدث في بداية الإنقاذ حدث لنا نحن وأكثر والعبرة بالتجارب، وأروبا بنت حضارتها بعد حروب وصراعات والآن بدأ عندهم عصر الوحدة والاتحاد الأوربي وهذه الصراعات بها كثير من المرارات ولكنهم تجاوزو الماضي والحركة الإسلامية في السودان لاقت ما لاقت من الإبتلاءات في كثير من العهود ولكننا لم نقف عندما ذلك كثيراً بل نستفيد من التجارب مرة بعد مرة، والسودان الآن لن يستطيع حزب كان أن يحكمه بمفرده ولا سبيل لأي حكم تنتهك فيه حقوق الإنسان التي أصبحت جزءاً من التراث الإنساني، وأروبا وصلت لذلك بعد مئات السنين.. وها نحن بدأنا السير في الطريق الصحيح بعد 50 عاماً من الاستقلال وبالتالي على الحكومة أن تدرك الأمر وتراجع حساباتها قبل فوات الآوان، وأكرر مشاركتنا في المسيرة لا علاقة لها بالشأن السياسي الداخلي وإنما مساندة الأخوان في مصر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.