طارق شريف: عندما تغني الفنانة السورية «زينة» بصوت مميز ووجه فصيح الجمال اسمر جميل عاجبني لونو كحّل سواد الليل عيونو ينفتح الف باب على ذاكرة الوطن بشمسه ونيله وسمرة اهله الطيبين. الفنانة السورية زينة لم تغن اغنية سودانية للفنان الفذ الراحل ابراهيم الكاشف فحسب بل هي اعادت رد الاعتبار للاغنية السودانية المظلومة عربيا وفتحت نافذة جديدة للابداع السوداني في الفضاءات العربية. اختيار الاغنية وطريقة الاداء باسلوبها المعبر كشف عن ان الابداع السوداني يمكن ان يجد اذنا تستمع وان الاصالة هي الابقى وسط ثورة اغنيات «ورا ورا» و«راجل المره» و«حرامي القلوب». وعبرت زينة عن اسلوب منطقة الحزام الخماسي الافريقي الذي يشمل اثيوبيا وارتريا وجنوب اليمن بالاضافة الى السودان وايضا شمال موريتانيا وتونس والجزائر وشمال المغرب. ان الكلمات المعبرة التي تمثلت في رائعة الكاشف «اسمر جميل» بالاضافة الى اللحن المميز والاداء التلقائي ومع الاداء الموسيقي الرائع اضفى على الاغنية شيئا من الدهشة وبدت الاغنية في ثوب زاهي الالوان لان الموهبة عندما تتكامل مع العلم والتكنولوجيا تصنع الابداع. والخطوة القادمة في سبيل نشر الاغنية السودانية عربيا هي التواصل مع المهرجانات العربية ومحاولة تقديم الاغاني السودانية بتوزيع موسيقي حديث يتلاءم مع لغة العصر لان الاغنية ما عادت مثلث كلمات ولحن واداء. فالتوزيع الموسيقي اصبح لا يقل اهمية عن الالحان! ان الاختراق المهم الذي احدثه الفنان الراحل سيد خليفة عن طريق «المامبو السوداني» و«ازيكم» وروائعه الغنائية لابد ان يتواصل بافكار جديدة ولان الابداع السوداني الاصيل يستحق ان يتسيد الساحة العربية والاغنية وان بدت في ظاهرها وسيلة ترفيهية. ولكنها تعبر عن كثير من المفاهيم التي يقوم عليها المجتمع بل اصبحت الاغنية سفارة للامم والشعوب فلنجرب دبلوماسية الفن والموسيقى لعلها تنجح فيما فشلت فيه السياسة، ان الفنون هي اقصر الطرق الى الوجدان والمبدعة زينة التي شدتها اغنية «اسمر جميل» بخيط من المطاط يجب ان تكون الشفرة الذكية التي ننطلق منها الى الفضاءات العربية.