تعرفت عليها من خلال المعارض التي كانت تقام في أندية ولاية الخرطوم خلال اليالي الرمضانية ولكنني سمعت عنها كثيراً من جدتي ربنا يرحمها، فكنت دائماً أعشق الإستماع لونستها التي تعلمت منها أشياءً كثيرة من ذلك الزمن الجميل الذي لم يعرفو فيه الوقفات الطويلة في عز الشمس لانتظار المواصلات وغيره من الأشياء. المهم أن هذه السحارة هي عبارة عن صندوق لتخزين وحفظ الأغراض كالملابس و المال أو الأواني والأشياء الثمينة، تتميز بنوع من المتانة وسهولة الإصلاح، وهي ثقيلة الوزن وتتمتع بشكل مقوس ولها أرجل وعادة ما تبطن من الداخل وتختلف أحجامها حسب الحاجة. بدأت في الإندثار في منتصف السبعينات وصارت بعض القبائل تحتفظ بها كتراث وأصالة وأصبحت الآن في القرن الواحد والعشرين تستخدم في أغلبية البيوت الفارهة في شكل ديكور، ولكن صغر حجمها كثيراً كما أن الجوهرجية صنعو لهم صناديق صغيرة في شكل السحارة يضعون فيها الذهب والمجوهرات، وتفنن البعض في صناعتها، فلم تعد تصنع فقط من الخشب، بل أخذت عدة أشكال منها بالزجاج أو النحاس والصفيح حتى النساء الائي يقمن بالأعمال اليدوية يصنعنها من الخرز والسكسك. وقيل إن السحارة ليست سودانية بل دخلت مع دخول العرب السودان ولم تكن متوفرة لدى كل البيوت. الصحافة