علمت الراكوبة من مصادر موثوق بها من مدراء و ضباط و أفراد شرطة ، أنه ومن خلال جولة لعدد من الأقسام في الخرطوم و أمدرمان و بحري خلال الأيام القليلة الماضية أن هنالك تذمراً كبيراً وسط ضباط و أفراد الشرطة، وبعد عودة وزير العدل محمد بشارة دوسة من اجتماع الدورة 24 العادية لمجلس حقوق الانسان بجنيف في الفترة من 9 إلى 27 سبتمبر 2013م وهو يحمل علي ظهره حملاً ثقيلاً من الضغوط خاصة و أن حصيلة هذه الدورة هي أن السودان أصبح مرشحا قويا ليعود إلي البند الرابع (الدول الأكثر انتهاكا لحقوق الإنسان) في الدورة القادمة حيث حال انشغال المجلس بأحداث سوريا دون ذلك في هذه الدورة. و يأتي هذا التذمر حسب مصادرنا الموثوقة من داخل أروقة الشرطة نتيجة لأن و كيل وزارة العدل و بعد عودة الوزير من اجتماع جنيف - كون لجان تحقيق في أسباب سقوط قتلي خلال المظاهرات السابقة تستهدف أفراد الشرطة الذين قام بعضهم بالفعل باطلاق الرصاص علي المتظاهرين و فتحت أسر الشهداء بلاغات بعينها ضدهم بالإسم. و تعتبر مصادرنا داخل الشرطة أن هنالك مؤآمرة ستكون فيها الشرطة كبش فداء فهم لا ينكرون أن هنالك بعض عناصر الشرطة التي تم فتح بلاغات ضدها قد أطلقت الرصاص على المتظاهرين وهم لا يتعدون اصابع اليد الواحدة مقارنة ب 220 شهيد حصدتهم مسدسات جهاز أمن ومليشيات حزب البشير - و لكن ذلك كان بناءً علي تعليمات أتت للشرطة من جهات عليا و هم قد قاموا بتنفيذ الأوامر و يمكنهم إثبات ذلك و لكنهم يؤكدون أن الجزء الأكبر من اطلاق الرصاص الذي حصد الغالبية العظمى من الشهداء قد تم من قبل قوات جهاز الأمن و مليشيات حزب البشير الخاصة. و هم يرون أن هذه الخطوة التي تتخذها الحكومة ممثلة في وزارة العدل منذ يوم الأربعاء الماضي هي مؤآمرة تستهدف الشرطة و تهدف إلي تحميلها المسئولية لوحدها و تبرئة الأمن و مليشيات النظام و سيكون كبشها مدير الشرطة و مدراء شرطة المحليات و بعض مدراء الأقسام و أفراد الشرطة من العساكر المفتوح عليهم بلاغات. ما لاحظته الجماهير في جمعة الحرية بالأمس من غياب واضح للشرطة من ميادين المظاهرات و إكتظاظها بسياج مكثف من قوات الأمن و مليشياته الخاصة يفسِّر هذا التذمر داخل الشرطة التي يري أفرادها أن النظام قد باعهم بثمن بخس و من التوقعات شبه المؤكدة أن يتواصل غيابهم عن ميادين المظاهرات في الفترة القادمة و الذي إن استمر سيتحول إلي تمرد علي النظام و الوقوف إلي صف الجماهير وهذا هو ما جعل نظام البشير يدفع بمليشياته لمواجهة المواطنين بالرصاص لتوقعهم بأن الشرطة ستقف مع المواطنين عند إشتداد المظاهرات.