توجه اليوم الأربعاء وفد من الاتحاد الأفريقي إلى منطقة أبيي وسط السودان والمتنازع عليها بين الخرطوموجوبا، للقاء قياديين من عشائر المسيرية في دفرة شمالي أبيي. وتأتي هذه الزيارة في إطار محاولة لتهدئة الأوضاع إثر إجراء قبيلة "دينكا نقوك" يوم الخميس الماضي استفتاء غير رسمي ومن طرف واحد للانضمام إما إلى السودان أو جنوب السودان. وكان الوفد الأفريقي قد التقى في وقت سابق قادة قبيلة "دينكا نقوك" في أبيي للاطلاع على الأوضاع الأمنية والإنسانية في المنطقة المتنازع عليها. وكانت قبيلة دنكا نقوك قد أعلنت قبل نحو أسبوع أن 99.99% من أفراد القبيلة في منطقة أبيي صوتوا لصالح الانضمام إلى دولة جنوب السودان وفق نتائج نهائية للاستفتاء الشعبي الأحادي الجانب الذي أجرته القبيلة. تهديد وقد هدد زعماء قبيلة المسيرية في شمال أبيي بدخولها عنوة إذا ضمت قبيلة دينكا نقوك المدينة إلى جنوب السودان، لكنهم أكدوا -في الوقت نفسه- على ضرورة التعايش السلمي في المنطقة. كما نظم المئات من أفراد قبيلة المسيرية وقفة احتجاجية في منطقة دفرة التي تبعد نحو 28 كلم شمالي أبيي، رفضاً لاستفتاء دينكا نقوك وأي نتيجة يفضي إليها. وأعلنت قبيلة المسيرية عزمها مقاومة الخطوة التي أقدمت عليها قبيلة دينكا نقوك بتنظيم استفتاء من جانب واحد، وأشارت إلى أنها ربما تنظم استفتاء مماثلا كإحدى وسائل مقاومة هذه الخطوة. وكانت عملية الاستفتاء انطلقت وسط مواقف موحدة من حكومتي جوباوالخرطوم اللتين أعلنتا عدم اعترافهما بأي نتيجة تصدرها المفوضية الشعبية لاستفتاء منطقة أبيي، في حين أعلن الاتحاد الأفريقي ومجلس الأمن الدولي عدم موافقتهما على أي خطوة أحادية للاستفتاء في أبيي. وتشكل أبيي -وهي منطقة تبلغ مساحتها نحو عشرة آلاف كيلومتر مربع- إحدى أهم نقاط الخلاف التي لم يعالجها اتفاق اتفاق السلام الشامل المبرم عام 2005 لإنهاء الحرب والذي أدى إلى انفصال الجنوب عام 2011. وأرجئ الاستفتاء -الذي ينص عليه اتفاق السلام- بشأن تقرير مصير أبيي غير مرة بسبب خلاف بين الخرطوموجوبا على الكتلة الناخبة التي يحق لها التصويت فيه.