واشنطن بوست: تركيا وسويسرا وبريطانيا تستقبل اخوان مصر، وقناة الجزيرة تتكفل بدفع الاقامات في فنادق الدوحة. الرشاوى تفتح ابواب المطارات واشنطن قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية إن جماعة الإخوان المحظورة في مصر، وجدت ملاذا خارجيا لها في العديد من الدول وعلى رأسها دولة قطروتركيا وبريطانيا. وأضافت الصحيفة أن بعض من هؤلاء القادة خرجوا بعدما دفعوا آلاف الدولارات رشوة لمسؤولى أمن فى المطار، فيما اتبع آخرون طرقا ملتوية بالسفر داخليا إلى مطارات بعيدة عن القاهرة ثم التوجه إلى دول صديقة. وقالت مراسلة الصحيفة أبيجيل هاوسلونر"إن قادة بتنظيم الإخوان استطاعوا الهروب بمسلكهم طرقًا ملتوية، وصعدوا على متن طائرات في مطارات بعيدة في طريقهم إلى دول "أكثر ودا"، ومن بينها قطر. وتضيف الصحيفة "قطر ساعدت على تمويل المعارضة ودعمت ما وصفته بالديمقراطية الإسلامية في دول الربيع العربي، وهى الآن تستوعب الهاربين". ويرى محللون ان الدعم القطري لحكومة مرسي، كان جزءاً من حملة أوسع لإبراز نفوذها الإقليمي في أعقاب الثورات العربية، وعلى حساب مصر التي هي قوة تاريخية في المنطقة. وسبق خروج الاخوان من مصر تحويل اموالهم من مصر وقد تزايدت نسبة تحويلات الأموال بالعملة الدولارية خلال الفترة الاخيرة من مصر الى بعض الدول العربية والدول الأجنبية وكانت تلك الاموال تخص شركات القطاع الخاص وغالبيتها من الشركات المملوكة للاخوان. وقال مصدر ان الشركات التي تقوم بتحويل الأموال للخارج قامت بزيادة عمولة التحويل من 4 دولارات لكل ألف دولار الى 7 دولارات لكل ألف دولار نتيجة الاقبال الكبير على تحويل الأموال للخارج وأيضا انتهازا لتوقف البنوك عن تلك العمليات حفاظا على العملة الدولارية وعدم خروجها خارج البلاد. وتمضى الصحيفة قائلة إن "عددا من قيادات الإخوان والإسلاميين الآخرين وجدوا ملجأ لهم فى العاصمة القطريةالدوحة بينما سافر آخرون إلى إسطنبول ولندن وجنيف". يذكر أن عددا من عائلة وأقارب المرشد والشاطر وبعض القيادات سافرو قبل 30 يونيو/ حزيران خارج البلاد، الأمر الذي وصفه أحد القيادات الحقوقية أنه فضيحة علي حد تعبيره، حيث قال مصطفى القصيف رئيس مركز وطن لحقوق الإنسان، أن ما يحدث فضيحة بمعنى الكلمة ومافعله قيادات الإخوان لم يفعله مبارك ولا أنجاله. وتصف الصحيفة ما تسميه ب"مجتمع الهاربين" بأنه صغير وغير منظم ومتنوع إيديولوجيا، ويتراوح ما بين سياسيين إسلاميين معتدلين إلى سلفيين متشددين، وهى الجماعات التى تنافست ضد بعضها البعض فى الانتخابات البرلمانية فى مصر، والآن ومع انتقاداهم لعزل الرئيس السابق محمد مرسى، أصبحوا فى نفس الفريق. وتابع التقرير أن "هناك قيادة تتشكل لهؤلاء 'الهاربين'، بعضهم يعيش بشكل مؤقت فى أجنحة فنادق تدفع رسومها قناة 'الجزيرة'، وفى أجنحة وأروقة هذه الفنادق ربما يصاغ مستقبل الإخوان، وربما إستراتيجية وإيديولوجية الإسلام السياسى فى البلاد". ونقلت "واشنطن بوست" عن إيهاب شيحة، رئيس حزب الأصالة السلفى من داخل أحد فنادق الدوحة قوله "لسنا من النوع الذى يهرب، لكن لدينا مهمة وهى توصيل رسالة إلى العالم، ولا يوجد هيكل قيادة للهاربين، لكن هناك نوعا من التنسيق". وتمضى الصحيفة قائلة "إن الهاربين يجتمعون بشكل منتظم، يجرون اتصالات هاتفية مع نظرائهم فى جنيف ولندن". ويقول شيحة "المنفيون عقدوا اجتماعات منتظمة، وتحدثوا مع نظرائهم فى جنيف ولندنé، وقال إن éالفريق يتحدث بانتظام مع أيمن نور المرشح الليبرالى السابق، الذى تم سجنه فى عهد الرئيس الديكتاتورى حسنى مبارك، وهو حاليا فى بيروتé. وأضاف شيحة "لا نعيش مرحلة سياسية وإنما فى حالة ثورة، وأثناء الثورة لا نتحدث عن الأحزاب وإنما نتكلم فحسب عن الثورة ضد النظام الظالم". من ناحية أخرى، نقلت "واشنطن بوست" عن مسئول رفيع المستوى بالخارجية المصرية رفض الكشف عن هويته، قوله إن التنظيم الدولى للإخوان أجرى أكثر من خمسة اجتماعات فى الدوحة، وعدة اجتماعات أخرى فى تركيا وباكستان، منذ عزل مرسى، وأن التمويل الأجنبى يدعم الجماعة داخل مصر. لكن هؤلاء "الهاربين" فى الدوحة يقولون إنهم مجرد رسل، دون أن يتحدثوا عن كم الاتصال بينهم، الرافضون لعزل مرسى والسياسيون الإخوان الموجودون خارج السجون فى مصر، ويقولون إن التحدى الذى يواجه القيادة الجديدة فى مصر هو الاحتجاجات التي سيتم تنسيقها محليا. وتقول "واشنطن بوست" إنه فى دلالة على عدم احتمال التوصل لحل سياسى للأزمة فى مصر، فإن أحد المفاوضين الرئيسيين للجماعة المحظورة، تم توقيفه فى مطار القاهرة وهو يسعى للسفر إلى الدوحة. وتتورط دولة قطر في الشان السياسي المصري خاصة خلال الازمة التي احدثتها سياسة مرسي والتي افضت الى اقالته وجملة من الاعتصامات التي فككتها الحكومة المؤقتة. وقد اكدت صحيفة "الوفد" المصرية في وقت سابق ان سيارات قطرية كانت تحاول تهريب قادة الاخوان من الاعتصامات اثر تطويقها من قبل قوات الامن المصري، ويمتاز الاخوان بمهارة التخفي اذ تخفوا بالنقاب للنفاذ من الحصار المفروض على تجمعاتهم في القاهرة. وقالت "الوفد" "قال الاعلامى أحمد موسى إن المرشد العام للإخوان المسلمين تم تهريبه خارج اعتصام رابعة العدوية في سيارة تحمل لوحات سفارة قطر في القاهرة".