سبعة أشهر بالكمال والتمام انقضت على المهلة التي حدّدتها المملكة العربية السعودية للعمالة المخالفة لإجراءات الإقامة من جنسيات الدول المختلفة.. أعداد مقدّرة من السودانيين كانوا من المعنيين بتبعات القرار، وبحسب إحصاء سفارة السودان بالمملكة فإن عدد الذين ينتظرون ترحيلهم إلى البلاد يصل عددهم ل(5) آلاف بالسفارة و(5) آلاف وخمسمائة بقنصلية جدة، فضلاً عما تحتفظ به إحصائيات السفارة من أصحاب عقودات العمل الموثقة بصورة قانونية، طبقاً لسفارة السودان بالمملكة، والذين يصل عددهم إلى حوالي (560) ألف سوداني. عمليّة توفيق الأوضاع صاحبتها أحداث مؤسفة، وأحداث شغب من شاكلة تلك التي شهدتها منطقة (منفوحة)، قرب العاصمة السعودية الرياض، حيث راح ضحيتها أجانب من جنسات أخرى إثر اشتباكات مع الشرطة والأمن السعودي، وأوردت وسائل الإعلام أنّ حوالي (17) شخصاً من مختلف الجنسيات، لقوا حتفهم في الأحداث، من بينهم سوداني. التصريحات الرسمية لجهاز شؤون العاملين في الخارج أكدت أنّ أعداد الذين سيشملهم توفيق الأوضاع لا تتجاوز ال(1600) سوداني في طريقهم للخرطوم هذه الأيام، على عكس ما رددته مجالس الخرطوم من قبل بحديثها عن إجلاء (200) ألف سوداني. وحسب إحصائيات وزارة العمل بالبلاد في تقرير نشرته العام الماضي فإن معدلات الهجرة بلغت خلال العشرة أشهر الأولى بلغت حوالي (75.631) مهاجرا وأورد التقرير أن معدلات هجرة الكوادر في العام قفزت بصورة كبيرة حيث وصلت أعداد المهاجرين في العام 2012 إلى (75) ألف مهاجر مقارنة بحوالي (10032) في 2008، بنسبة زيادة بلغت (654%)، ويشير ذات التقرير إلى أن السعودية تعتبر أكبر مستقبل للعمالة السودانية المهاجرة بنسبة (91%) من جملة المغادرين خلال السنوات الخمس الماضية، والمؤكد بالطبع أنّ ظاهرة الهجرة التي شهدتها البلاد بأعداد مهولة وبصورة لافتة مرشحة لأن تبرز بشكل لافت في الفترة القادمة أكثر من ذي قبل، خاصة بعد سن الحكومة للإصلاحات الاقتصادية الأخيرة، التي جعلت من معادلة المعاش وارتفاع أسعار السلع والخدمات على غير ما يشتهيه الناس. حسناً؛ في الاتجاه المعاكس فإنّ جملة من المشكلات الجديدة ستواجه القادمين من السعودية.. عودة هؤلاء من العدم إلى وضع ربما يعتذر معه فور وصولهم الظفر بعمل، يشكل معضلة حقيقيّة في الأفق. جهاز شؤون العاملين بالخارج، على لسان أمينه دكتور كرار التهامي، في تصريح إذاعي أبان أن الجهاز في تنسيقه مع الجهات المعينة من وزارة المالية وصناديق التمويل لابتكار مشروعات عمل تستوعب العائدين لأرض الوطن، وأضاف أن هنالك اتجاها للإعفاء الجمركي لأولئك العائدين بسياراتهم مع تفكير الجهاز في مشروعات الحرفيين، والتمويل الأصغر، الإسكان وغيرها من مشروعات استيعاب العائدين لأرض الوطن ودمجهم في الحياة العامة بيسر. اليوم التالي