حسن محمود القادم من ولاية النيل الأبيض، يتجاوز عمره بالكاد العشرين سنة.. الصبي هو اليوم مع زمرة من مجايليه يملأون ساحات السوق المركزي بالصياح على الزبائن، ومطاردتهم طوال النهار، وآناء الليل، وفي كثير من الأحيان يرفّهون عن أنفسهم بالهزل ومطاردة بعضهم البعض، كنوع من اللهو البريء في محاولة للتغلب على أحزان الواقع والحال الواقف. مع قلة الحماس البائن على وجوه الزبائن للتبضّع حدّثني اليافع بأنّه بدأ العمل الحر وهو في سن الثانية عشرة، بعد أن ترك مقاعد الدراسة وهو في الصف السابع بمرحلة الأساس.. جاء بعدها إلى الخرطوم كما يقول، وأوّل مجال عمل به كان تجارة الفواكه (المنقة) حتّى يتكسّب ويساعد نفسه وأهله. حسن تقلّب في تجارته بين مختلف الصنوف، يبيع العديد من أنواع الفواكه حسب المواسم واتجاه حركة السوق.. هذه الأيام يعمل في بيع الموز، كما يقول ويتراوح دخله اليومي بين (30) إلى (100) جنيه، مؤكّداً على أنّه في بعض الأحيان يتعرّض للخسارة.. أسرة صديقي حسن لا زالت تقيم بمدينة كوستي، وهو يحوّل لهم بعض المصاريف بغرض الدبارة وتمشية الأمور ما بين نفقات دراسة إخوانه، واحتياجات المعيشة اليومية اليوم التالي