أثار كريستيانو رونالدو نجم فريق ريال مدريد الشكوك حول امكانية حضوره لحفل الفيفا السنوي لتسليم جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في عام 2013 والذي من المقرر اقامته بمدينة زيورخ السويسرية يوم 13 كانون ثان/يناير المقبل. اللاعب البالغ من العمر 28 عاماً قال إنه في هذا اليوم سيكون إما في ماديرا مسقط رأسه أو في مدريد أو زيورخ وإنه لا زال لا يعلم. تهديد النجم البرتغالي بمقاطعة حفل الكرة الذهبية جاء رداً على تصريحات بلاتر التي سخر فيها منه الشهر الماضي أمام طلاب جامعة أوكسفورد. ورغم اعتذار رئيس جمهورية كرة القدم مراراً وتكراراً، بشكل رسمي وبشكل شخصي، ومحاولته للضغط على إدارة نادي ريال مدريد لجعل رونالدو يحضر الحفل، إلا أن صاروخ ماديرا يصر على معاقبة العجوز السويسري واذلاله بعد أن تخطى الحدود في السخرية منه. في ظل الخلافات المشتعلة ما بين رونالدو وبلاتر، أطل علينا ميشيل بلاتيني رئيس الإتحاد الأوروبي لكرة القدم "ويفا" بتصريح أخر يستفز فيه رونالدو عندما قال أن الفيفا مدت فترة التصويت لمنح اللاعب جائزة الكرة الذهبية لإرضاء رونالدو الذي تألق في الملحق الأوروبيى لتصفيات كأس العالم، ليكون تألق نجم البرتغال في الأيام الماضية حاضر في أذهان المصوتين. تصرف أخر استفز رونالدو من بلاتيني أحد أكبر المسئولين في عالم كرة القدم، ليعلق رونالدو بإنه سيقوم بالرد على بلاتيني بأدائه في الملعب. لماذا هذا التربص برونالدو؟ ..هل انتهى بلاتر وبلاتيني من جميع المشاكل في عالم كرة القدم سواء العنصرية وتكنولوجيا الملاعب وشغب الجماهير وتنظيم الأحداث الكبرى ليتفرغوا بالرد على لاعب كرة قدم واستفزازه وفتح النار عليهم من الجماهير المحبة لهذا اللاعب ولنادية ومن مشجعي البرتغال؟! .. هل هذا فراغ يدل على فشلهم إدارياً .. أم إنهما بالفعل متحيزان للكيان الكتالوني ونادي برشلونة ليونيل ميسي؟ هذه هي التساؤلات التي تدور في ذهن محبي رونالدو أو متابعي كرة القدم بشكل عام، ولكن لماذا لا تكون شخصية اللاعب نفسه هي سبب عدم حب المسؤولين له.. ربما! رونالدو امتاز بالتصريحات المستفزة التي جعلت البعض يصفه بالغرور، لعل أشهرها عندما وصف نفسه بالوسيم والغني لذلك الكثيرون يحقدون عليه، رونالدو لم يكن محبوبا في إنكلترا سوى من جماهير مانشستر يونايتد وكان ينال صافرات الاستهجان في أي مباراة خارج ملعب أولدترافورد من الجماهير الإنكليزية التي لم تنسى أسلوبه المستفز لهم عندما شارك مع المنتخب البرتغالي أمام منتخب الأسود الثلاثة في كأس العالم في ألمانيا عام 2006 وطالب حكم المباراة بطرد زميله واين روني ضارباً بالصداقة عرض الحائط، ثم الفرحة الهيسترية بعد أن سجل في مرمى بول روبينسون ضربة الجزاء التي أطاحت برفاق بيكهام من ربع نهائي المونديال. عندما عاد رونالدو لإنكلترا وقتها تلقى تهديدات بالقتل، ولكن استطاع سير أليكس فيرغسون بحنكته أن يحتوي اللاعب ليقدم بعدها 3 مواسم رائعة مع الشياطين الحمر منهم موسم 2008 الذي فاز عنه بالكرة الذهبية، ولكن رغم هذا التألق لم يكن رونالدو محبوب للشعب الإنكليزي. خلاف على ذلك يظهر رونالدو في الحفلات التابعة للفيفا والتي يحل فيها خلف ليونيل ميسي في الأعوام الأخيرة ممتعضاً دائماً ولا يتمتع بأي روح رياضية حتى لو قام ببعض الابتسامات الصفراء، إلا أن ما يوجد في القلب يظهر في بعض اللقطات العفوية التي تظهرها الكاميرات. كما رفض النجم البرتغالي ان يحضر حفل تسليم جائزة الاتحاد الأوروبي لأفضل لاعب عن القارة العجوز الأخيرة لأنه يعلم بإنه لن يفوز بها، وحضر ريبيري الذي توج بالجائزة ووصيفه ليونيل ميسي ولم يحصل رونالدو على أي صوت. ربما يكون هذا الأمر أزعج بلاتيني مبتكر الجائزة حديثة الولادة، لأنها تقليل من قيمتها أو بمثابة عدم الاعتراف بها من النجم البرتغالي. رونالدو يتمتع بحب الذات بطريقة تتضح في احتفاله بأهدافه عندما يشير إلى نفسه دائماً ويقول أنا هنا، وهو لا يتقبل الانتقاد أو السخرية منه ويتمادى في ردود أفعاله. الأمر يختلف داخل أروقة النادي الملكي، فرئيس الميرنغي فلورنتينو بيريز يعرف كيفية التعامل مع نفسية رونالدو بحنكة، فعندما أعلن اللاعب في العام الماضي إنه حزين بسبب عدم مساندة زملائه وإدارة الميرنغي له من أجل الفوز بجائزة الكرة الذهبية، اختلفت الأمور 180 درجة هذا العام، فرونالدو ينال إشادات وثناء مبالغ فيه من زملائه ومن بيريز ومن كارلو أنشيلوتي الماريونيت في يد إدارة النادي الملكي، وحتى جماهير ريال مدريد أصبح لديها الخبرة في تدليل نجمها الخاص، وذلك اتضح عندما ارتدى أكثر من 45 ألف متفرج أقنعة تحمل وجه اللاعب أثناء غيابه عن مباراة غلطه سراي. يرغب رونالدو في أن يعامله العالم كله مثلما يعامل في ريال مدريد حالياً، ولكن هذا مستحيل، وعلى اللاعب أن ينظر إلى نفسه أولاً قبل أن يقوم بالرد على بلاتر وبلاتيني ويسأل نفسه، لماذا أنا غير محبوب عند البعض؟! والأمر لا يتعلق بالمنافسة مع ليونيل ميسي والمقارنة معه، فلقد كان الفرنسي زين الدين زيدان والبرازيلي رونالدو أبرز المتنافسين على الجوائز الفردية في العقد الماضي، ومع ذلك لعبوا بجانب بعضهما البعض وكانت تصريحاتهما ذكية للغاية. على رونالدو أن ينسى عجرفته في التصريحات ولا يتبع أسلوب مواطنه جوزية مورينيو بانتقاد الكل والحديث عن الذات، بل عليه أن يتعلم الدبلوماسية في ردوده والتي يتميز بها مدربه الحالي كارلو أنشيلوتي، وهذا ما يفعله حالياً ليونيل ميسي، الذي يظهر دائماً دبلوماسية تجعله ينال الرضا من الجميع، حتى لو كانت هذه الدبلوماسية زائفة أو تخفي ورائها أسرار ولكنها ترضي الجميع!