يرجع تاريخ مسيد الشيخ الصابونابي إلى ثلاثمائة عام ويعتبر الشيخ سليمان العامري الحسين المؤسس الأول له، الذي أتى من منطقة (دراو) ريفي مصر حتى وصل سنار التي أنشأ فيها المسيد. وقد سعى جاهداً لنشر الدعوة الإسلامية، وكان يعالج الوافدين إليه بآيات الله دون شروط مادية، وبعد وفاته واصل خلفاؤه في ذلك وطافوا حول المناطق الجبلية التي يرونها أماكن للعبادة يتعبّد فيها الرجل الصالح بقصد تهذيب النفس وتأديبها، وقد تخرّج فيها عدد من حفظة القرآن، والآن لهم خلاوى في إثيوبيا وزائير. الشيخ الطيب الهادي الشيخ أحمد الصابونابي يقول إن المسيد جمع الكثير من المُريدين، وخاصة من جبال الإنقسنا التي لم يكن بها إسلام، وبفضله دخلوا في دين الله، وأنهم الآن يبذلون كل ما في وسعهم ليعم الإسلام كل هذه الجبال. وبخصوص الطُرق الصوفية، قال الشيخ الطيب الصابونابي المُشرف على خلاوى الشيخ الصابونابي وإمام المسجد ومُشرف خلاوى جبال الإنقسنا، بأن هنالك طرقاً جديدة وأخرى قديمة اشتقت منها العديد من الطُرق مثل القادرية التي اشتقت منها الطريقة السمانية التي تُنسب لمحمد عبدالقادر السماني، والدسوقية التي اشتقت منها الطريقة البرهانية. ويضيف (الصابونابي) بأن أجدادهم اتخذوا الطريقة القادرية، أما خلفاؤهم فاتخذوا الطريقة السمانية. والطريق يعني السير على نهج الكتاب والسُنة. وعن تراجع دور الطرق الصوفية قال: إن هذا ليس صحيحاً وأن للتصوُّف أثراً كبيراً وواضحاً وأن بعض الناس ينبذون الطُرق الصوفية بدون علم. وواصل حديثه «أن أبواتنا المشايخ لم يدخلوا في أي حزب لأن السياسة تشغلهم عن عبادة الله». وذكر أنه أتى وفد من الاتحاديين لوالده ووقتها كان يسبّح بمسبحة بها خمسمائة مسبحة ألفية فطلبوا منه أن يترشّح ولكنه ردّ عليهم بأن هذه المسبحة لمن يتركها؟ وقالوا له بأن يتركها لفترة، فردّ عليهم بقوله: «أتضمنون لي أن أكون على حق دائماً»؟ ولكنهم توقّفوا عن الرد، فقال لهم: «لا تشغلوني عن عبادة الله». وأبان الشيخ الطيب بأن القادرية يرتدون اللبس الأخضر، والبرهانية اللون الأصفر، وهم يربطون الحزام في وسطهم اقتداءً بالرسول الكريم عندما عرج به جبريل كان متحزماً وماسكاً على البراق. وعن الفن السوداني يرى الشيخ أنه لا غضاضة فيه إذا لم يختلط بالآلات الصاخبة وكان يعبِّر عن الشجاعة. والفنان إذا لم تكن معه آلة لا ينجذب إليه الناس، وأضاف كذلك النوبة أُنشئت بقصد أن تُشجِّع وهي سبب دخول الكثير من مواطني الإنقسنا الى الإسلام، أما الطار فاستُخدم عند دخول الرسول صلى الله عليه وسلم المدينة ولم يمنعهم عنه، وقال إن كلمة (فقير) عند الصوفية هي مشتقة من أربعة حروف، فالفاء تعني «فنائي في ذاتي» والقاف تعني «قوة قلبه بحبيبه»، والياء «يرجو ربه ويخافه» والراء تعني «رقة قلبه وصفائه»، وكلها صفات يجب أن تكون موجودة في الفقير، أما كلمة (درويش) فتعني العابد الذاكر. وعند دور المرأة قال إن للمرأة دوراً كبيراً في المسيد؛ فهي تأتي للعلاج في المسيد وأن النساء دورهن واضح في جمعيات متعددة لتعليم القرآن. ونحن نشترط على الشخص الذي يأتي المسيد بغرض العلاج بأن يكون مواظباً على الصلاة. وبعث الشيخ (الصابونابي) برسالة للمسؤولين في الدولة يحثهم فيها بأن يتلبّسوا بالتقوى وأن يجتمعوا بأهل الخير ليكونوا سنداً وعضداً لهم.