(رويترز) - بدأت المحادثات بين حكومة جنوب السودان والمتمردين أخيرا يوم الجمعة بعد تأخير استمر أياما في حين أمرت الولاياتالمتحدة بإجلاء مزيد من العاملين في سفارتها في جوبا. لكن لم يعقد اجتماع مباشر بين الجانبين ووردت أنباء عن وقوع اشتباكات قرب بلدة بور وهو ما يشير إلى أن وقف القتال بين القوات الحكومية والمتمردين الموالين لنائب الرئيس السابق ريك مشار ما زال أمرا بعيد المنال. وتخشى البلدان المجاورة أن يزعزع القتال الذي يدور على أسس عرقية وانتشر بسرعة خارج العاصمة جوبا الشهر الماضي الاستقرار في شرق أفريقيا وتتوسط الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (ايجاد) في محادثات السلام في إثيوبيا. وكان من المقرر أن تبدأ المحادثات في أول يناير كانون الثاني لكنها لم تبدأ الا يوم الجمعة بداية تتسم بالبطء. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية دينا مفتي "يجتمع الوفدان كل على حدة مع الوسطاء.. نأمل في دفع الطرفين إلى إجراء محادثات مباشرة قريبا." ومن ناحية اخرى قال الجيش الشعبي لتحرير السودان وهو جيش جنوب السودان إن قواته تحارب المتمردين على بعد 24 كيلومترا جنوبي مدينة بور التي تسيطر عليها قوات المتمردين. وتقع بور وهي عاصمة ولاية جونقلي على بعد نحو 190 كيلومترا إلى الشمال من جوبا وتبادلت القوات الحكومية والمتمردين السيطرة عليها ثلاث مرات منذ بدء الاضطرابات. وقال المتحدث باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان فيليب أقوير "سيطرد المتمردون من بور في أي وقت." لكن المتحدث باسم المتمردين موسيس رواي لات قال من ولاية الوحدة في شمال البلاد إن القوات الحكومية هي التي تتقهقر وإن رفاقه يتقدمون وهم "قريبون" بالفعل من جوبا. وقتل أكثر من ألف شخص وهجر 200 ألف من ديارهم في القتال الذي بدأ قبل ثلاثة أسابيع وأثار مخاوف من احتمال انزلاق البلاد إلى حرب اهلية شاملة بين أبناء الدنكا قبيلة الرئيس سلفا كير والنوير قبيلة مشار. وتسحب الولاياتالمتحدة موظفي السفارة غير الأساسيين منذ منتصف ديسمبر كانون الأول وقالت يوم الجمعة إنها ستجلي مزيدا من الموظفين. كما حثت كل الأمريكيين على مغادرة جنوب السودان. وقالت السفيرة الامريكية في جنوب السودان سوزان بيدج "لن نوقف أعمالنا وإنما نقلل وجودنا لأدنى حد ممكن." وقالت ماري هارف المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية في واشنطن إن اكثر من 440 من المسؤولين والرعايا الأمريكيين أجلوا على متن رحلات طيران مستأجرة وطائرات عسكرية. كما نقلت الولاياتالمتحدة 750 من رعايا 27 دولة اخرى. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) ستيف وارين إن الوزارة أرسلت طائرتين من طراز كيه.سي-130 لنقل نحو 20 من الموظفين الدبلوماسيين من السفارة في جوبا. وهبطت واحدة بينما حلقت الثانية على مقربة تحسبا للاحتياج لها. وجاء في رسالة عاجلة للمواطنين الأمريكيين في موقع السفارة على الإنترنت أن هذه الخطوة اتخذت بسبب "تدهور الوضع الأمني". وذكرت الرسالة أن وزارة الخارجية الأمريكية رتبت رحلة جوية للإجلاء يوم الجمعة. ويتهم كير غريمه السياسي مشار الذي أقاله في يوليو تموز ببدء القتال في محاولة للاستيلاء على السلطة لكن مشار ينفي هذا. ويقول وسطاء إن الحكومة والمتمردين وافقوا من حيث المبدأ على وقف اطلاق النار لكن دبلوماسيين يقولون إنه لم يتفق على موعد لبدء تنفيذه كما يقول بعض الدبلوماسيين إن الجانبين ما زالا يناوران لتحقيق مكاسب عسكرية. وقالت الأممالمتحدة إنها تستعد لتضاعف عدد النازحين في الأشهر الثلاثة القادمة