أزيح قبل قليل الغموض الذي ساد سر الزيارة المفاجئة التي بادر بها الرئيس السفاح إلى الجنوب اليوم، ولقائه مع رئيس جنوب السودان سلفاكير، حيث أعلن اتفاق الجانبين (البشير – سلفاكير) على اقحام الجيش السوداني في تأمين مواقع النفط في المناطق المتنازع عليها حاليا بين الفصائل الجنوبية، الأمر الذي يضاعف الأعباء على الجيش السوداني، ويجعل الخرطوم طرفا ثانيا في الحروب القبلية الحالية، خاصة أن المعارك تدور في ولايتي الوحدة وجونقلي الغنيتين بالنفط، وهدفها السيطرة على مواقع غنية لبسط السيطرة والنفوذ مما يعد ورقة رابحة في مفاوضات أديس أبابا التي تعقد حاليا بالعاصمة الأثيوبية. وفور وصول وفد الحكومة السودانية عائدا إلى الخرطوم، أكد وزير الخارجية السوداني علي كرتي ، أن هناك مفاوضات لما اعتبره نشر قوات مشتركة لتأمين مواقع النفط في دولة جنوب السودان، مشيرا إلى ان جوبا هي التي اقترحت نشر هذه القوات، في وقت تؤكد المصادر أن الخطوة ربما ترشح استمرار المزيد من المعارك بين الفصيلين الجنوبيين إذا ما تم تأمين مواقع النفط من قبل الجيش السوداني، الذي ربما يجد نفسه في مواجهة مباشرة مع الفصائل المتعاركة خاصة أن القتال يدور حاليا في مناطق غنية بالنفط في ولايتي الوحدة وجونقلي. واضاف كرتي انه "بناء على طلب وزارة النفط بدولة الجنوب سيتم أيضا إرسال 900 من الفنيين السودانيين للمساعدة في تشغيل حقول نفط الجنوب وهؤلاء الفنيين الان يتأهبون وفي انتظار بعض الترتيبات للمغادرة الى هناك". ويأتي ذلك في وقت اعتبره المراقبون تأكيدات على أن هم السفاح البشير لا يتعدى براميل النفط، ولا يصل إلى الحفاظ على دماء المواطن الجنوبي، في ظل الحرص التام على تدفق البترول الجنوبي عبر الأراضي السودانية، مما يرفع الكثير من الحرج عن كاهل حكومة السفاح لتجنب الإفلاس الاقتصادي، مشيرين إلى اللقاء الذي عقده نائب البشير الفريق بكري حسن صالح اليوم بالمبعوث الصيني للشؤون الإفريقية تشونج جيان الذي تتخوف بلاده من استثماراتها النفطية، حيث دعت صراحة إلى وقف القتال فورا لمنع أي انعكاسات على توقف النفط، خاصة في ظل تراجع الكميات التي يتم ضخها حاليا إلى أقل من 200 ألف برميل وأشارت المصادر أن رئيس جنوب السودان يسعى لتدخل أطراف خارجية لحماية النفط والانتصار على غريمه رياك مشار، في ظل تدهور قواته في المعارك الحالية وامتداد قوة مشار بانتصاراته عبر تمرد المزيد من الفصائل في الجنوب على سلفاكير، خاصة أن دوي إطلاق نار لازال يسمع يوميا في جوبا العاصمة، دون تأكيد على مصدر طلقات النار. وكان البشير قال لدى وصوله إلى جوبا للقاء كير "ان السلام والامن يجب ان يسودا في جنوب السودان. ان الهدف من زيارتنا هو حمل السلام الى جنوب السودان والى اشقائنا وشقيقاتنا الجنوب سودانيين. ان علاقتنا هامة جدا