عبد الفضيل الماظ (1924) ومحمد أحمد الريح في يوليو 1971: دايراك يوم لقا بدميك اتوشح    الهلال يرفض السقوط.. والنصر يخدش كبرياء البطل    قصة أغرب من الخيال لجزائرية أخفت حملها عن زوجها عند الطلاق!    الجيش ينفذ عمليات إنزال جوي للإمدادات العسكرية بالفاشر    كيف دشن الطوفان نظاماً عالمياً بديلاً؟    محمد الشناوي: علي معلول لم يعد تونسياً .. والأهلي لا يخشى جمهور الترجي    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    تستفيد منها 50 دولة.. أبرز 5 معلومات عن الفيزا الخليجية الموحدة وموعد تطبيقها    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    حادث مروري بمنطقة الشواك يؤدي الي انقلاب عربة قائد كتيبة البراء المصباح أبوزيد    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    شاهد بالصورة والفيديو.. "المعاناة تولد الإبداع" بعد انقطاع الماء والكهرباء.. سوداني ينجح في استخراج مياه الشرب مستخدماً "العجلة" كموتور كهرباء    بالفيديو.. شاهد رد سوداني يعمل "راعي" في السعودية على أهل قريته عندما أرسلوا له يطلبون منه شراء حافلة "روزا" لهم    برشلونة يسابق الزمن لحسم خليفة تشافي    البرازيل تستضيف مونديال السيدات 2027    السودان.."عثمان عطا" يكشف خطوات لقواته تّجاه 3 مواقع    ناقشا تأهيل الملاعب وبرامج التطوير والمساعدات الإنسانية ودعم المنتخبات…وفد السودان ببانكوك برئاسة جعفر يلتقي رئيس المؤسسة الدولية    عصار تكرم عصام الدحيش بمهرجان كبير عصر الغد    إسبانيا ترفض رسو سفينة تحمل أسلحة إلى إسرائيل    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    منتخبنا فاقد للصلاحية؟؟    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا للمرة ال15 في تاريخه على حساب أتالانتا    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    عثمان ميرغني يكتب: السودان… العودة المنتظرة    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    "بسبب تزايد خطف النساء".. دعوى قضائية لإلغاء ترخيص شركتي "أوبر" و"كريم" في مصر    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كيف تنظر أميركا لاضطرابات جنوب السودان؟
نشر في الراكوبة يوم 18 - 01 - 2014

دارت حلقة 14/1/2014 من برنامج "من واشنطن" حول صدى الاضطرابات الدموية في دولة جنوب السودان لدى الإدارة الأميركية وتساءلت الحلقة: لأي مدى فوجئت واشنطن باندلاع الاضطرابات؟ وهل تمثل فشلا للنخبة السياسية في جوبا أم للسياسة الأميركية التي دعمت تقسيم السودان بالمقام الأول؟
يذكر أنه بعد اتهام رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت نائبه السابق رياك مشار بتدبير محاولة انقلاب عسكري اندلع نزاع بين الخصمين سرعان ما أخذ بعدا قبليا، راح ضحيته المئات من القتلى وشرد مئات الآلاف.
واشارت الحلقة إلى أن جنوب السودان وصف بأنه قصة نجاح أميركية في أفريقيا، ففي عهد الرئيس جورج بوش الابن وقعت اتفاقية السلام بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان، وفي عهد الرئيس أوباما دعمت الإدارة الأميركية استفتاء تقرير المصير الذي أدى لانفصال جنوب السودان ولتولد أحدث دولة بين دول العالم.
دولة فاشلة
المبعوث الخاص السابق للسودان برنستون لايمان قال إن لأميركا نفوذا كبيرا، لكن هذا النفوذ يفقد تأثيره عندما يكون الصراع داخل علاقات السلطة ذاتها. وأضاف أن أكثر ما فاجأه كان درجة العنف، محملا المسؤولية في ذلك على "للجنوبيين أنفسهم".
وحذر لايمان من أن الصراع إذا استمر فسيؤدي إلى انشقاق مجموعات صغيرة ومليشيات تدفع بجنوب السودان إلى أن يصبح دولة فاشلة.
أما مستشار تجمع مكافحة الإرهاب في الكونغرس وليد فارس فرأى أن الصراع في جنوب السودان صراع سلطة بكل وضوح، لكنه صرح تصريحا مثيرا مفاده بأن هناك من يستفيد في الخرطوم إذا تحول جنوب السودان إلى دولة فاشلة، وأن فريقا استشاريا لدى الإدارة الأميركية "ربما على الصعيد الإستراتيجي وعقب خسارة الإخوان بمصر يجد إعطاء الفرصة السياسية لنظام البشير"، فيما يبدو تعويضا عن هذه الخسارة.
من جانبه رفض بيتر جوال لمدير السابق لمكتب اللواء بيتر قديت في جنوب السودان تحميل أي طرف خارج جنوب السودان مسؤولية ما شهدته هذه الدولة الوليدة، وقال "الفشل كان من داخل جنوب السودان"، وإن "أميركا حاولت إنجاح الدولة، لكن السياسات الحزبية هي التي أفشلت المسيرة".
خذلان الشعب
واتهم جوال السلطة الحاكمة في جنوب السودان بأنها خذلت الشعب. وقال إن أميركا دفعت 12 مليار دولار للبنية التحتية وتجهيز الجيش وتحويله من حركة تحرر إلى جيش دولة، وإن هذا كله استثمرته السلطة "لمصلحة تعبئة جزء من الشعب ضد الآخر".
الكاتب والمحلل السوداني فتحي الضو قال إن إدارة الجمهوريين لم تشجع على الانفصال مراعاة للواقع الأفريقي الهش الذي قد يشهد انفصالات أخرى، لكنه اتهم إدارة اوباما التي قال إنها رعت ولادة هذه الدولة، اتههما بالتقاعس عن اتباع طرق وقائية تحمي البلد الجديد من الوقوع في ما وقع فيه.
الأمر ذاته الذي أكده مدير مكتب الاتحاد الإسلامي في أميركا محمد السنوسي، قائلا إن إدارة أوباما تنظر لدولة جنوب السودان بوصفها عمقا استراتيجيا، لكنها لم تسهم في بناء مؤسسات الدولة.
وردا على سؤال بشأن أثر الدين في مسيرة دولة جنوب السودان وما يجري الآن قال إن انفصاله تم بضغوط دينية على إدارتي بوش وأوباما.
المصدر: الجزيرة
اسم البرنامج:
من واشنطن
عنوان الحلقة:
كيف تنظر أميركا لاضطرابات جنوب ال
سودان؟
مقدم الحلقة:
عبد الرحيم فقرا
ضيوف الحلقة:
-
بيتر جوال/مدير سابق لمكتب اللواء بيتر قديت في جنوب السودان
-
فتحي الضو/ كاتب وصحفي سوداني
-
محمد السنوسي/مدير مكتب الإتحاد الإسلامي في أميركا الشمالية
-
وليد فارس /مستشار تجمع مكافحة الإرهاب في الكونغرس
ت
اريخ الحلقة:
41
/
4
/
4141
المحاور:
-
أطراف في الخرطوم مستفيدة مما يحدث في الجنوب
-
مستتبعات الأحداث في مصر على جنوب السودان
-
منطلقات أوباما الإستراتيجية في السودان الجنوبي
-
نفوذ صيني متوقع في القارة الأفريقية
-
إدارة أوباما والضغوط الدينية
-
العقوبات المفت
رضة وتأثيراتها السياسية
عبد الرحيم فقرا:
مشاهدينا في كل مكان أهلا بكم جميعا إلى حلقة جديدة من برنامج من
واشنطن. يتواصل موسم هجرة الاهتمام الأميركي إلى جنوب السودان في ظل
المواجهات العسكرية التي تشهدها البلاد منذ اتهم الرئيس سلفا
كير نائبه السابق رياك
مشار
بالوقوف خلف محاولة انقلابية قبل بضعة أسابيع، وقد أدت تلك المواجهات إلى
مقتل المئات وتشريد عشرات بل ربما مئات الآلاف كما تقول الأمم المتحدة من المدنيين.
الأميركيون الذين يقولون إنهم لم يروا حتى الآن دليلا على صحة مزاعم كير يبحثون
2
عن السبل الكفيلة بإعادة الم
ياه إلى مجاريها كما يقولون في بلد شجعوا انفصاله عن
شمال السودان، بلد غني النفط وتتقاطع عنده المسيحية مع الإسلام والثقافة العربية مع
الثقافة الإفريقية. ضيوفي في هذه الحلقة بيتر جوال المدير السابق لمكتب اللواء بيتر
قديت في الجيش الشعبي لتحرير السودان وعضو في
اتحاد مغربي جنوب السودان في
الولايات المتحدة، فتحي الضو الكاتب والصحفي السوداني ينضم إلينا من شيكاغو، معي
في الأستوديو أيضا محمد السنوسي مدير مكتب الإتحاد الإسلامي في أميركا الشمالية
المعروف اختصارا بإسنا، ووليد فارس مستشار تجمع مكافحة الإرهاب في الكونغرس
وصاحب مقالة جديدة خاطب فيها الرئيس أوباما قائلا في عنوانها: أنقذ جنوب السودان
الآن أو ستخسر أفريقيا. تحت عنوان الولايات المتحدة تسارع لتجنب حرب شاملة في
جنوب السودان يقول برادلي كلبر في الأسيوشيتد برس: رغم ذعر إدارة أوباما
والكونغرس فليس هناك من هو متأكد
مما تستطيع الولايات المتحدة القيام به لإحلال
السلام في بلد يدين بوجوده في مناح متعددة للولايات المتحدة، لقد أودى العنف بحياة
أكثر من ألف شخص وشرد حوالي
481
ألفا آخرين من بيوتهم هذا الشهر، وانتشر
العنف إلى جيران يقتلون بعضهم البعض تبعا لأصولهم القبلية، يهدد
ون بلدا كان في نظر
الديمقراطيين والجمهوريين قصة نجاح أميركية في إفريقيا. كايت امكويست نوف
مساعدة سابقة لمدير الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في إفريقيا بعد أن استضافها
الكونغرس في جلسة استماع استضافها أيضا معهد الولايات المتحدة للسلام الذي يوجد
على مقربة
من وزارة الخارجية الأميركية جغرافيا وبحثيا.
[شريط مسجل]
كايت نوف
/الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في أفريقيا:
أعتقد أن الولايات المتحدة تمتلك
مخزونا من النوايا الحسنة مع شعب جنوب السودان وذلك بسبب تاريخنا مع الجنوب
وكيف نال استقلاله وذلك ليس فقط بسبب ات
فاقية السلام الشامل ولكن نتيجة عقود من
المساعدات الإنسانية خلال سنوات النزاع، وللأسف على الولايات المتحدة أن تتحرك
نحو فرض عقوبات محددة لأن الأطراف المتنازعة تتباطأ في التوصل لوقف إطلاق
النار.
عبد الرحيم فقرا:
من ضمن المشاركين في الندوة أيضا برنستون لايمان
المبعوث
الأميركي السابق إلى السودانيين.
[شريط مسجل]
3
برنستون لايمان
/المبعوث الخاص السابق للولايات المتحدة في السودان:
مسألة النفوذ
تأتي هنا من التخوف من أن هذه القيادة ستكون معزولة عن الدعم الأميركي حيث كنا
من المؤيدين الأقوياء لاستقلال جنوب السودان وأصبح
ت هذه القيادة منبوذة فجأة
وسيؤثر ذلك على القبول بهم وقد يصل إلى حظر التزويد بالسلاح وهذا هو موضع
النفوذ حقيقة.
عبد الرحيم فقرا:
على هامش الندوة استضافت الجزيرة لايمان في لقاء قال فيه إن أكثر
ما فاجأه في أزمة جنوب السودان هو درجة العنف فيها وإن المسؤولية ف
ي ذلك تقع في
معظمها على السودانيين الجنوبيين في أنفسهم لأن قدرة التأثير الأميركية هناك كما قال
ليست كبيرة.
برنستون لايمان:
تقع المسؤولية في أغلبها على السودانيين الجنوبيين إنها بلادهم
يتمتعون بالاستقلال هذه قيادتهم، السؤال الآن هل كان بمقدورنا فعل المزيد،
هل كان
باستطاعتنا إثارة هذه القضايا بقوة أكبر عندما شهدنا تطور الأزمة، ولست أدري إن كنا
نملك التأثير الكافي، لكني شخصيا ومع سفيرنا في جنوب السودان أثرنا أواخر عام
4144
هذه المخاوف حول أسلوب الحكم وحقوق الإنسان مع الرئيس كير، واصلنا حث
الحزب على التعامل مع
الأمور التي ظهرت ولكن السؤال الذي يطاردنا الآن هو هل
كان باستطاعتنا بذل المزيد؟
عبد الرحيم فقرا:
هل هذا الموقف المحتشم كما تتحدثون عنه للولايات المتحدة، هل كان
السودان أم مرده إلى
أن الولايات المتحدة كانت تريد قيام دولة مستقلة في الجنوب بأي
ثمن؟
برنستون لايمان:
أعتقد أن سياسة أميركا وكذلك مشاعر أغلب الأميركيين والناخبين
أيضا أن من حق السودانيين الجنوبيين الاقتراع إذا كانوا يريدون الاستقلال وأن يحصلوا
عليه إذا ما اقترعوا، ولا أعتقد
أن هناك خلافا بين الإدارة وجمهور الناخبين
والكونغرس، ولكن السؤال هو أين موطن النفوذ وأعتقد أن أصعب السبل للحصول على
النفوذ هي داخل أجهزة الحزب السياسي ومن صاحب النفوذ الأكبر فيها، هذا يمكنك من
التأثير على السياسات العامة، كان لدينا الكثير من النفوذ في الق
ضايا التي تخص السودان
وجنوب السودان وكيفية حلها لكنك عندما تتدخل في علاقات السلطة تجد أنه من الصعب
الحصول على التأثير المباشر.
ٍ
4
عبد الرحيم فقرا:
بطبيعة الحال كان هناك في جنوب السودان وخارج جنوب السودان
من يتحدث عن وجود فساد، من يتحدث عن وجود رغبة في السلطة
بصرف النظر عن
احتياجات الإنسان العادي في جنوب السودان، هل الولايات المتحدة كانت تدرك ذلك
وتغاضت عنه أم أنها كانت تدركه ولم يكن بإمكانها أن تعمل أي شيء إزاءه؟
برنستون لايمان:
شكل ذلك جزءا كبيرا من حوارنا مع حكومة جنوب السودان، ضغطنا
عليهم بشدة في موضوع الف
ساد، تلقينا وعودا والتزامات من الرئيس كير بملاحقة الفساد،
وقد قام بتشكيل لجنة وما إلى ذلك، لكن لم يذهب ذلك بعيدا، كنا قلقين وعليك أن تذكر أننا
خلال
4144
انشغلنا بحقيقة انعدام المدخول لديهم وأنهم أوقفوا إنتاج النفط وأنهم يعيشون
على الدين، لهذا تحول الاهتمام
نوعا ما خلال عام
4144
إلى سبل استعادة المدخول
بشكل متواصل والعودة إلى أسئلة كالتي تطرحها أنت الآن.
عبد الرحيم فقرا:
الآن ما هي تداعيات ما حصل في جنوب السودان على وضع
الولايات المتحدة ووضع السياسة الأميركية في تلك المنطقة من القارة؟
برنستون لايمان:
إن الم
صالح كبيرة وقد استثمرنا كثيرا في هذه العملية ليس لمحاسن
القيام بها فقط بل لأن الحروب في جنوب السودان وفي السودان تؤثر على منطقة القرن
الأفريقي بكاملها وإني أذكر قول أحد المسؤولين بأن الوضع في جنوب السودان هو
أخطر الأوضاع في القرن الأفريقي رغم أننا نواجه أو
ضاع الصومال واريتريا. نرى
الآن أن لهذا النزاع عواقب إقليمية لهذا تدخلت إيغاد لأنها ترى كل ذلك، اللاجئون
وتجارة السلاح، انهيار العلاقات مع السودان وإلى آخره، لكل هذه الأسباب السياسية
والجغرافية والأمنية كذلك الأسباب الإنسانية فإن لدينا مصلحة كبيرة في التوصل
إلى
حل.
عبد الرحيم فقرا:
ما هي المخاطر في أن تشهد دولة جنوب السودان تقسيمات إضافية
إلى التقسيم الحالي بين الشمال والجنوب؟
برنستون لايمان:
إذا استمر النزاع مدة طويلة سترى مجموعة صغيرة تنشق عن
الجيش، سترى ميليشيات تتشكل في البلاد، ثم تتحول البلاد في حقيقة
الأمر إلى دولة
فاشلة، هذا هو السبب الذي يدعو إلى وقف النزاع بسرعة الآن قبل أن يحدث ذلك
والعودة إلى ما كانت عليه الأمور، لأن السلطة سلطة الحكومة المركزية على باقي أنحاء
البلاد قد تضعف كثيرا إذا استمرت النزاع وسيكون من الصعب عودة الأوضاع إلى ما
5
كانت عليه.
ع
بد الرحيم فقرا:
هل الأصوات الدينية أصوات الكنائس هنا في الولايات المتحدة تشعر
أنها كان لها نفس التأثير على إدارة الرئيس باراك أوباما الذي كان لها على إدارة الرئيس
جورج بوش فيما يتعلق بتقسيم السودان؟
برنستون لايمان:
أعتقد أن أصوات المتدينين كانت قوية جدا ف
ي إدارة بوش
الابن
كي
تتدخل أميركا وقد استجاب جورج بوش، أعتقد أن أوباما استمر في ذلك ذلك، لم يكن
هنالك الكثير من الضغط لأن نتدخل وقد استمر أوباما في التواصل مع الزعماء الدينيين
كما تواصل مع مؤيدين آخرين.
عبد الرحيم فقرا:
برنستون لايمان المبعوث الأميركي الس
ابق إلى السودانيين.. في مقالة
تحت عنوان: "نزاع جنوب السودان" انتقد الكاتب الأميركي من أصول أفريقية بل ليتشر
جونيور تعاطي الإعلام الأميركي مع مسألة السودان بشقيه الشمالي والجنوبي: "على
مدى سنوات قدمت وسائل الإعلام الرئيسية الأميركية النزاع في السودان على أن
ه نزاع
بين الجنوب المسيحي والأسود من جهة وبين الشمال المسلم والأقل سوادا من جهة
أخرى، وكانت الإشارات قليلة في الإعلام الأميركي إلى أن الوضع في السودان أكثر
تعقيدا من مجرد معسكرين متناحرين، كانت هنالك قوى في الولايات المتحدة وتحديدا
مجموعات من الجناح اليمين
ي المتدين صورت المعركة في السودان على أنها نسخة
حديثة من الحروب الصليبية وذلك لعدة أسباب سياسية على نطاق أوسع من ذلك ترتبط
بالإسلاموفوبيا".
عبد الرحيم فقرا:
كيف ينظر السودانيون الجنوبيون أنفسهم أو بعضهم على الأقل في
الولايات المتحدة إلى ما يدور في بلادهم و
إلى الدور الأميركي هناك، كاميرا الجزيرة
كانت حاضرة خلال قداس لهم يوم الأحد الماضي؟
[تقرير مسجل]
تعليق صوتي:
في كنيسة القديس بولس الأسقفية في قلب واشنطن العاصمة تجمع عدد
صغير من مسيحيي جنوب السودان في هذا القداس الذي تخيم عليه أجواء القلق مما
يدور في بلادهم
، وقد تختلف الطقوس الكنائسية لأهل جنوب السودان من المسيحيين عما
يمارس في هذه الكنيسة الأميركية لكن ذلك لم يمنع نظراءهم الأميركيين من فتح أبوابها
لهم كشكل من أشكال الدعم والتآزر المتواصل منذ عقود.
6
[شريط مسجل]
صاموئيل ميسون
/كنيسة القديس بولس الأسقفية: أود أ
ن أبلغكم بصلواتي وحبي واهتمام
رواد الكنيسة الأسقفية من شتى أنحاء الولايات المتحدة حيث يتابعون ما يحدث في
جنوب السودان ويشعرون بألمكم وقلقكم ويحاولون إيجاد سبل للمساعدة بهدف إحراز
تقدم.
تعليق صوتي:
القس السوداني ثون موسي شول يثني على دور الكنائس والمنظمات
الدينية المسيحية في الولايات المتحدة في مساعدة أهل جنوب السودان في الحصول على
استقلالهم وحريتهم كما قال، لكنه يحمل أهل السودان أنفسهم مسؤولية ما يجري حاليا في
بلادهم وليس واشنطن، منتقدو هذه الأخيرة يقولون إنها تحالفت مع نخبة سياسية في
جنوب السودان تهتم بمص
الحها الخاصة أكثر من اهتمامها بمصلحة الشعب سواء في
عهد الرئيس السابق جورج بوش أو الحالي باراك أوباما.
[شريط مسجل]
ثون موسي شول:
إن اتفاقية السلام تمت في عهد الرئيس بوش الابن فيما جاء الاستفتاء
على الاستقلال في عهد الرئيس أوباما، لذا أعتقد أن الرئيسين ساهم
ا بشكل كبير وعندما
تنظر إلى اتفاقية السلام الشاملة والاستفتاء فقد تكللا بالنجاح.
تعليق صوتي:
هل يهتم الأميركيون بجنوب السودان لأسباب دينية؟ هل يهتمون به نكاية
بحكومة الخرطوم التي يتهمونها باضطهاد أهل الجنوب ومحاولة فرض أحكام الشريعة
عليهم في السابق؟ أم هل
ينبع اهتمامهم من مصادر أخرى كالنفط الذي يزخر به
الجنوب؟ إذا كان أي من المشاركين في هذا القداس يعتقد ذلك فإنه لم يجهر به فمعظمهم
ينظرون إلى الدور الأميركي كدور إيجابي في بلد لا يزال بمثابة الرضيع كما يقولون.
[شريط مسجل]
سودانية جنوبية:
إذا لم نهتم بأنفسنا
فآخرين سيقدمون النصيحة لنا مثل الولايات المتحدة
ويقولون عليكم توخي الحذر لأنكم دولة وليدة وبدأتم صفحة جديدة، لذا من مصلحة
الولايات المتحدة أن يتمتع جنوب السودان بالسلام وأن لا نحارب بعضنا.
[نهاية التقرير]
7
عبد الرحيم فقرا:
جوناثان جايكب تطرق هو أيضا لمسألة
الإعلام الأميركي ولكن كذلك
لقضية النفط السوداني الجنوبي في مقالة تحت عنوان: "جنوب السودان والمصالح
الأميركية"، إن التحليلات التي تستند إليها وسائل الإعلام الأميركية الرئيسية حول
العلاقات الأميركية السودانية تأخذ عام
4112
وحملة إنقاذ دارفور كنقطة انطلاق، ك
ما
لو أن الائتلاف الغريب للمسيحيين الإنجيليين ومجموعات الضغط المختصة بالقضايا
الإنسانية والممثل جورج كلوني يمثلون أول تدخل أميركي في شرق إفريقيا، إن تاريخ
العلاقة الأميركية السودانية يعود إلى ما هو أقدم من ذلك ويمثل سردا مخالفا ومثيرا
للمشاكل لما يراه أوبا
ما من فجر جديد. إن عام
4798
يشكل نقطة بداية أكثر ملائمة
عندما اكتشفت شركة شيفرون النفط في جنوب السودان، وقد كان الجنوب عندها يتمتع
بالحكم الذاتي، وحينها انتهى سلام صعب وقصير الأمد بين الشمال والجنوب عندما قام
جعفر النميري الدكتاتور الذي تدعمه الولايات المت
حدة وصديق شيفرون في الوقت
نفسه، بإعادة ترسيم الحدود في السودان لإدخال حقول النفط تحت سيطرة الشمال.
أطراف في الخرطوم مستفيدة مما يحدث في الجنوب
عبد الرحيم فقرا:
وبه نكون قد وصلنا إلى مرحلة الضيوف مرحبا بكم جميعا، أريد أن
أبدأ بك وليد كتبت كلاما قويا في مقال
تك السالفة الذكر، قلت ونحن طبعا في اليوم الأول
للاستفتاء في مصر إن هناك من المراقبين من يعتقد أن إدارة الرئيس باراك أوباما
تتجاهل عمدا ما يحصل في جنوب السودان لأنها تريد أن ينهار جنوب السودان وأن
تتعزز قوة عمر حسن البشير في الشمال لأنها شعرت بخسارة الإخوان
المسلمين في
مصر وبالتالي تريد أن تعوض عن ذلك بدعم عمر حسن البشير وفشل الجنوب، هل فعلا
تتوقع أن تأخذ الناس هذا الكلام على محمل الجد؟
وليد فارس:
تصحيح صغير.
عبد الرحيم فقرا:
نعم.
وليد فارس:
هي ليست إدارة الرئيس باراك أوباما ككل تنظر إلى هذا الأمر، هي فعلا
ك
ما قال السفير لايمان لا تعرف ماذا سوف تفعل في جنوب السودان، ليس لديها ثقلا
سياسيا حاليا والمشكلة في جنوب السودان أساسا بغض النظر عن النفط هي مشكلة
صراع على السلطة واضح جدا، ولكن هنالك فريق استشاري من الإخوان وهذا بات
أمرا معروفا، ربما على الصعيد الإستراتيج
ي أن خسارة الإخوان في مصر ونحن اليوم
8
في أيام حاسمة في مصر، هو يجب عمليا إعطاء فرصة لإستمرار هذه القوى السياسية
في الخرطوم يعني في نظام البشير، ولكن نظام البشير بحاجة إلى نفوذ في المنطقة،
وجنوب السودان كان ليشكل مع قوته النفطية سدا في وجه هذا النفوذ، وبالتا
لي السؤال
الحقيقي هو ليس أن هنالك مؤامرة ضد جنوب السودان ولكن أن هنالك من سوف يستفيد
في الخرطوم مما يجري في جنوب السودان لإعادة بعض النفوذ ولإثبات كما تفضلت
بعض التقارير بالقول أن هذه الدولة هي دولة فاشلة.
عبد الرحيم فقرا:
طبعا هناك فرضية تقول إذا جاءني الا
نتقاد من طرفين مختلفين فمعنى
ذلك أني أقوم بشيء صحيح، يعني إدارة الرئيس باراك أوباما أنت تنتقدها وهناك
أطراف أميركية أخرى تنتقدها، في مصر هناك مصريون، هناك أعضاء في جماعة
الإخوان المسلمين يقولون إن إدارة الرئيس باراك أوباما تآمرت مع السيسي ضد
الإخوان المسل
مين، وبالتالي إدارة الرئيس باراك أوباما قد تجادل إنها لا تزال تفكر فيما
يجب أن تقوم به في جنوب السودان لكنها تقوم بالإجراءات الصحيحة؟
وليد فارس:
وبعض المنتقدين قد يقولون عبد الرحيم أن إدارة الرئيس أوباما هي تقود
من الخلف وهذا يعني أن هنالك كتل ضغط في الإدا
رة ليست منسقة مع بعضها البعض،
يعني وزارة الدفاع ومجلس الأمن القومي ومن يعمل على المصالح الأمنية الإستراتيجية
للولايات المتحدة الأميركية له نظرة، واللوبي في وزارة الخارجية ومن كان على علاقة
بالمجموعة الإخوانية له نظرة أخرى، ربما يقول مستشارو الرئيس أوباما أ
نه يقوم
بالشيء الصحيح لأنه لا يغامر هنا أو هناك، ربما هذه تكون نظرتهم ولكن نظرة بعض
المحللين المعارضين تقول أن لا قرار لديهم في هذا الموضوع.
عبد الرحيم فقرا:
بيتر أنت من جنوب السودان ما رأيك في هذا الكلام، هل فعلا تعتقد أن
هناك أي إمكانية لان يقوم أي فصيل
مقرب من إدارة باراك أوباما بالترويج لفكرة أنه
يجب إفشال السودان للتعويض عن الانقلاب في مصر ضد محمد مرسي والإخوان
المسلمين ودعم البشير في الشمال؟
بيتر جوال:
أنا أرى من جهة.. رؤيتي قد تختلف تمام الاختلاف مع الرأي الآخر، لأن
الفشل الذريع في جنوب السودان كانت
مسؤولية مباشرة من الإخوة في جنوب السودان
وبالأخص رئيس جمهورية جنوب السودان، فنرى أن الفشل قد يكون له عواقب أو تكون
لها أهداف دخيلة من شمال السودان ولكن ليس بالضرورة هي السبب الأساسي في فشل
جنوب السودان، الفشل كان من داخل جنوب السودان لوحده، أما من الجانب ا
لأميركي
9
فهم حاولوا قدر الإمكان أن تكون دولة جنوب السودان دولة ناجحة، ولكن السياسات
الحزبية الوحيدة في جنوب السودان هي التي أدت إلى فشل كل النظم السياسية والنظم
الاجتماعية في جنوب السودان.
مستتبعات الأحداث في مصر على جنوب السودان
عبد الرحيم فقرا:
هل تعتقد ب
أي شكل من الإشكال أن إدارة الرئيس باراك أوباما قد
تغيرت بأي شكل من الأشكال أو قد تكون قاب قوسين أو أدنى من التغير بعد الانقلاب
الذي حصل في مصر وتريد أن تقول كما سمعنا من هؤلاء المراقبين الذين يتحدث عنهم
وليد إنها تريد أن تدعم عمر حسن البشير في الشمال ضد ال
جنوب؟
بيتر جوال:
بالطبع قد أوافق على جزء من هذا التحليل نسبة لأن الدفع نحو حل قضايا
جنوب السودان لم تكن على المستوى الذي كانت تمارسه الحكومات السابقة من
الحكومات الأميركية، خاصة حكومة الرئيس جورج بوش، فليس الدفع بنفس المستوى
الذي كان مرغوبا، قد تكون التغيي
رات في مصر لها عواقب وخيمة على جنوب السودان
خاصة وأن السودان كانت العدو اللدود الوحيد لجنوب السودان شمال السودان أقصد،
فأيام الانقلاب الذي حصل في مصر تراجعت الجهود لحل مشاكل جنوب السودان لدى
المجتمع الدولي، اهتم المجتمع الدولي بما يجري في مصر، فقد أهملوا أ
شياء قد تكون
هي الحل الوسط لمسألة جنوب السودان.
عبد الرحيم فقرا:
فتحي الضو في شيكاغو ما رأيك أنت فيما تقوم به إدارة الرئيس
باراك أوباما أو لا تقوم به إدارة الرئيس باراك أوباما في معالجة الوضع في جنوب
السودان تحديدا وفي السودانيين بشكل عام؟
فتحي الضو:
شكر
ا شكرا جزيلا.
عبد الرحيم فقرا:
تفضل.
فتحي الضو:
الواقع بالعودة يعني قليلا إلى ما طرحه الأستاذ وليد أجد نفسي أتفق
وأختلف معه جزئيا، أتفق معه بأن الإدارة الأميركية ليست كلها.. الإدارات الأميركية
ليست كلها على قلب رجل واحد في سياساتها تجاه السودان وتجاه مناط
ق أخرى، لكن
أختلف معه في أنها تسعى إلى حليف في الشمال لتقويته حتى تعوض الخسارة أو ما سماه
الخسارة بالنسبة للإدارة في مصر. موقف الإدارة الأميركية من جنوب السودان هو
10
حقيقة قضية طويلة ومعقدة لكن علينا باختصار شديد أن نقول أن الإدارة الأميركية فيما
سبق في إدار
ة الرئيس بوش أو إدارة الجمهوريين لم تكن تشجع الانفصال، الانفصال
أصبح أمرا واقعا بعد أن تطاولت الحرب وبعد أن كانت الضحايا أكثر عددا مما نتصور،
ولذلك تأتي اتفاقية السلام بناءا على المقترح الذي تقدم به معهد السلام الذي ذكرته أستاذ
عبد الرحيم في مقدمة حديثك.
ع
بد الرحيم فقرا:
طيب هذا كلام حصل في الماضي إنما بالنسبة للحاضر والمستقبل هل
تتفق مع وليد في عنوان مقالته بأنه إذا خسر باراك أوباما جنوب السودان سيخسر إفريقيا
برمتها؟
فتحي الضو:
لا شك، يعني لا شك لأن جنوب السودان منطقة مهمة جدا، عندما أقول بأن
الإدارة الأمي
ركية لم تكن تشجع الانفصال ليس حبا في سواد عيون السودانيين بقدر ما
هو مراعاة للواقع الأفريقي الهش، انفصال جنوب السودان كان يعني فتح باب
الانفصالات والانشقاقات في القارة الأفريقية لأنه كما ذكر الكثير من الذين تحدثوا في
مقدمة التقرير هنالك اضطرابات في منطقة ا
لقرن الأفريقي، هنالك اضطرابات في
مناطق أخرى تؤثر وتؤثر في الملف الجنوبي، وأنا أعتقد أن الإدارة الأميركية الحالية
إدارة أوباما تقاعست كثيرا كثيرا في مسألة ما وصل إليه الحال، صحيح أنه كما ذكر
الأخ المتحدث إن المسؤولية الآن هي مسؤولية النخبة الجنوبية لكن كان
على الإدارة
الأميركية والتي هي الراعي الأكبر لاتفاقية السلام أن تتبع طرقا وقائية لا تؤدي إلى
الوضع الذي حدث حاليا.
عبد الرحيم فقرا:
طيب.
فتحي الضو:
أكثر من عامين.
عبد الرحيم فقرا:
طيب سنو
اصل.
فتحي الضو:
الإدارة الأميركية تقاعست كثيرا.
عبد الرحيم فقرا:
مفهوم.
فتحي الضو:
وأعتقد أن هذا هو جزء من الاضطراب الحاصل في رؤية الإدارة الحالية
بالنسبة لقضايا كثيرة في الملف الخارجي.
ِ
1
1
عبد الرحيم فقرا:
طيب سنحاول أن نخوض في مزيد من النقاش في هذا الباب،
محمد
السنوسي بالنسبة لما يحصل الآن في جنوب السودان وبالنظر إلى البعد الديني القوي كما
سمعنا في بداية التقرير، ما هي انعكاسات ما يدور في جنوب السودان الآن على علاقات
الإسلام بالمسيحية في إفريقيا بالنسبة لباراك أوباما والسياسات التي يتبعها؟
محمد السنوسي:
شك
را عبد الرحيم هو حقيقة دور الدين دور مهم في هذه القضية، طبعا
إذا نظرت إلى مكونات مجتمع جنوب السودان طبعا المسيحية هي الغالبة، وطبعا قبل
ذلك كانت الوثنية لكن بعد سقوط الشيوعية في أثيوبيا انقلبت الموازنة باعتبار أنه دخلت
منظمات كنسية كثيرة جدا في جنوب السودا
ن وقلبت الموازنة من أغلبية وثنية إلى
أغلبية مسيحية ومسلمين فلذلك دور الدين مهم جدا حتى الانفصال تم بضغوط أو
بضغوطات دينية، كما نعلم من الولايات المتحدة الأميركية ضغطوا على إدارة بوش
ضغطوا على إدارة الرئيس أوباما ثم انفصل السودان، فلذلك دور الدين دور مهم هن
ا وله
انعكاس كبير، فلذلك الآن نرى نحن هنالك المجلس الديني في جنوب السودان ويحاول
أنه حتى يتكلم مع سيلفا كير باعتبار أن يكون للدين دور حتى يخفف من المشكلة في
جنوب السودان.
منطلقات
أ
وباما الإستراتيجية في السودان الجنوبي
عبد الرحيم فقرا
: بالنسبة لبراك أوباما
هل باراك أوباما ينظر إلى ما يحصل في جنوب
السودان من زاوية أن هذه المشكلة لها انعكاسات على علاقات الإسلام بالمسيحية في
أفريقيا أم أنه ينظر إليها من منطلقات جيوستراتيجية بحتة كالعلاقة أو موازين القوى مع
مصر، موازين القوى مع الخرطوم؟
محمد السنوسي:
إدارة أوبا
ما لا تنظر لها من ناحية دينية من ناحية تغليب المسيحية
على الإسلام مثلا لكن النظرة نظرة إستراتيجية، لا شك في ذلك أنهم ينظروا إلى جنوب
السودان كعمق إستراتيجي في القارة الإفريقية لكن الشيء المؤسف طبعا الإدارة
الأميركية وأميركا بشكل عام ساهمت وساعدت في الانفصا
ل لكنها لم تقف مع جنوب
السودان حتى تؤسس المؤسسات التي تساعد في بناء الدولة في هذا العهد.
عبد الرحيم فقرا:
وليد أريد أن نخوض في مزيد من النقاش فيما يتعلق بالمسألة الدينية
لكن لو سمحتم لي جميعا نأخذ استراحة قصيرة ثم نواصل الحديث استراحة قصيرة إذن.
[فاصل إ
علاني]
12
عبد الرحيم فقرا:
أهلا بكم في الجزء الثاني من هذه الحلقة من برنامج من واشنطن،
أذكر معي فيها بيتر جوال المدير السابق لمكتب اللواء بيتر قديت في الجيش الشعبي
لتحرير جنوب السودان، فتحي الضو الكاتب والصحفي السوداني ينضم إلينا من
شيكاغو، محمد السنوسي مدير
مكتب الإتحاد الإسلامي في أميركا الشمالية المعروف
اختصارا بإسنا، ووليد فارس مستشار تجمع مكافحة الإرهاب في الكونغرس، وليد هل
يملك الرئيس بارك أوباما أن لا ينظر إلى المسألة الدينية في جنوب السودان بالنظر إلى
كل الضغوط التي تمارسها الجهات الدينية هنا في الولا
يات المتحدة منذ عقود على
الإدارات الأميركية المتعاقبة في تعاملها مع السودان؟
وليد فارس:
لو كان هذا الحدث قبل أن ينفصل جنوب السودان ربما تعرض لكثير من
هذه الضغوطات، ولو حدث هذا قبل أن يعاد انتخابه لكان نظر أكثر، والآن جنوب
السودان قد تم استقلاله والصراع في
جنوب السودان ليس دينيا، الطرفان الأساسيان
مسيحيان، ثلاثة في الولايات المتحدة الأميركية التيار الذي دعم انفصال جنوب السودان
وهو كان مؤلفا من المسيحيين الإنجيليين ومن كثير من الكنائس الأفريقية الأميركية
المسيحية هذا التيار لم يعد له هذا الضغط الكبير على الد
ولة باعتبار أن جنوب السودان
قد تم انفصاله وأنا تعجبت أن هذا التيار لم يطالب الرئيس أوباما ولا البيت الأبيض أو
الإدارة بتدخل حاسم، سمعت من بعض قياداتهم يقولون لو فعلا أراد الرئيس أوباما أن
يتدخل بحسم يعني يطلب بالهاتف الزعيمين ويطلب منهم أن يأتوا إلى واشنط
ن وأن
يحسموا الموضوع لكن إدارة الرئيس أوباما كما نعلم جميعا منشغلة في أمور كثيرة
ورهيبة، هو يريد أنجاح موضوع إيران وموضوع سوريا وما يجري في مصر، إذن هو
فعلا يريد مساعدة جنوب السودان وقد أرسل المندوبين لكن فعلا ليست الأولوية للأسف.
عبد الرحيم فقرا:
كيف تفس
ر عدم قيام هذه الجهات الدينية بالضغط على إدارة الرئيس
باراك أوباما بالنظر إلى الحماس والتحمس الذي مافتئت تبديه إزاء الملف السوداني
وخاصة ملف جنوب السودان؟
وليد فارس:
سيدي عندما كان الجنوبيون ومعظمهم مسحيين يقولون نحن نتعرض لقهر
ولضغط وعندما كان النظام في
الشمال يزيد من هذا في الشعارات الجهادية عندها كان
لهذا الرأي العام المسيحي المحافظ في الولايات المتحدة الأميركية نوع من مقولة يمكن
التحرك عليها، ولكن اليوم عندما تكون العمليات العسكرية والقتال بين المسيحيين في
جنوب السودان عندها لم يعد لديهم مقولة لكي يضغط
وا فيها على البيت الأبيض أو على
13
الإدارة.
عبد الرحيم فقرا:
بيتر كيف تفسر أنت عدم.. أن كنت تتفق مع وليد أن إدارة الرئيس
باراك أوباما غير مهتمة بالشكل الكافي بجنوب السودان كيف تفسر ذلك الموقف
من
إدارة أوباما؟
بيتر جوال:
أنا بالأول أرد على الجانب الديني، فلي
س الدين جزءا في الصراع الحالي
في جنوب السودان خاصة وأن التعايش الديني في الجنوب السوداني لا يوازيه أي دور
آخر لأن المسلمين في الجنوب السوداني يتمتعون بكل الحريات التي لا يتمتع بها
المسيحيون في الدول العربية ونحن نعرف ذلك، فلذلك ليس بالضرورة أن يتدخل الدين
في الضغط من الحكومة الأميركية وخاصة
من الرئيس أوباما، ففعلا الرئيس أوباما
منشغل انشغالا تاما بكل القضايا الدائرة حاليا في العالم ولكن قضية جنوب السودان من
المفترض أن يفعل أكثر مما هو يفعله حاليا. إرسال مبعوثين لجنوب السودان ليس الحل
الأمثل لأنه يحتاج ما ي
تجاوز الكلمات التي يرسلها مع المندوبين إلى جنوب السودان
،
المشكلة الحالية في جنوب السودان تحولت الآن من مشكلة اقتصادية إلى مشكلة سياسية
ومن مشكلة دينية إلى قبلية.
نفوذ صيني متوقع في القارة الأفريقية
عبد الرحيم فقرا:
هذا الرئيس أولا أول رئيس أسود للولايات
المتحدة ثانيا هذه القارة
تمثل مجالا للصراع بين الولايات المتحدة وقوى أخرى كالصين، ثالثا إذا انهار جنوب
السودان على الأقل حسب ما يقوله وليد، الإدارة الأميركية قد تخسر نفوذها في القارة
الأفريقية برمتها ومع ذلك الرئيس باراك أوباما تجد ما يبرر عدم اهتمام الرئي
س باراك
أوباما بالملف الجنوبي السوداني بالشكل الكافي؟
بيتر جوال:
إذا خسرت أميركا جنوب السودان ستكون خسارة كبيرة جدا خاصة وأن
استثماراته كبيرة جدا والأمل الكبير في أن تنتشر الديمقراطية في القارة الأفريقية
وخاصة القارة السوداء أي الجزء الشرقي منها الذي يبدأ
من الجنوب السوداني. وبالنسبة
للحالة الاقتصادية في جنوب السودان فإنها تتمتع بأشياء أو بنوايا قد لا تكون متوفرة في
بعض الدول الأفريقية، إذا خسرتها الحكومة الأميركية ستخسر نشر الديمقراطية وهي
الغاية الوحيدة والرغبة الوحيدة لأميركا من جنوب السودان، أما بالنسبة
للصين على
سبيل المثال فإن الصين هي الدولة الوحيدة المستفيدة من بترول جنوب السودان إلى
14
جانب الهند اليابان، ومن المفترض أن يكونوا هم الأكثر ضغطا على الحكومة الحالية
في جنوب السودان لوقف كل الخراب الذي يحصل، لا أن تتحمل أميركا فقط كل
المسؤوليات في القارة ا
لأفريقية خاصة وأن الصين لها اهتمام أكثر من الإدارات والدول
الأخرى.
عبد الرحيم فقرا:
محمد السنوسي ما رأيك؟
محمد السنوسي:
طبعا أنا أقول أن إدارة
الرئيس أوباما طبعا لديها مصلحة إستراتيجية
في نجاح دولة الجنوب السودان، ومع اتفاقي مع الأستاذ وليد لكن الإدارة ح
قيقة تبذل
قصارى جهدها في أن تخفف من الصراع الدائر الآن في جنوب السودان على كل
الأصعدة، على الجانب السياسي مبعوث الرئيس أوباما الآن يتجول بين سلفا كير ورياك
مشار، هناك أيضا مفاوضات الإيغاد وعلى الجانب الاقتصادي أميركا أكبر دولة داعمة
لجنوب السودان الآن في ا
لعالم، وحتى على الجانب الديني الآن الإدارة الأميركية على
اتصال دائم مع رجال دين مسيحيين ومسلمين وغيرهم في أنهم يؤثرون ويضعون ثقلهم
الأخلاقي حتى يخففوا من أوجه الصراع، والأمر هنا لا يقتصر فقط على إدارة أوباما
بل العالم حقيقة، يعني نرى الإتحاد الأوروبي والد
ول الاسكندينافية كدولة فنلندا مثلا تهتم
بالحوار الوطني وتفعل رجال الدين من خلال
church
أيد منظمة العون الفنلندية بحيث
تخفف من هذا العناء، ولذلك إدارة أوباما تبذل قصارى جهدها لكن يبدو أن الأمر الآن
طبعا خرج من النطاق. أمر أخر أيضا أريد أن أقوله، الحل الوحيد
لهذه القضية بجانب
الضغوط الأميركية والضغوط الأوروبية لابد من ضغوط دول الجوار، دول الجوار
أيضا لديها مصالح في دولة جنوب السودان وإدارة أوباما وأميركا بشكل خاص ينبغي
عليها أن تضغط على هذه الدول أثيوبيا وأوغندا وغيرها بحيث يخففون من هذا العناء.
عبد الرحيم ف
قرا:
فتحي الضو بما أننا نتحدث من الولايات المتحدة بطبيعة الحال ما هي
الخيارات السياسية بتصورك المتاحة لإدارة الرئيس باراك أوباما لمعالجة الوضع في
جنوب السودان، بل لمعالجة الوضع في السودانيين، سمعنا في مطلع البرنامج حديثا عن
عقوبات، الولايات المتحدة لا تستط
يع أن تفرض عقوبات اقتصادية على بلد منهار
اقتصاديا في الأصل وهو جنوب السودان؟
فتحي الضو:
نعم يعني نقطة صغيرة قبل أن أدخل في هذا السؤال، أجد نفسي على
خلاف كامل مع ما طرحه الأخ محمد السنوسي في موضوع الدين، الصراع الحالي
ليست له علاقة بالدين بتاتا، الدين دخل
كعامل في بداية التسعينات بعد جاء النظام الحاكم
15
في الخرطوم وحول الحرب، حرب الجنوب اللي هي أطول حرب في القارة الأفريقية
حولها من حرب ذات مطالب سياسية واقتصادية واجتماعية إلى حرب جهادية، هذا هو
العامل الوحيد الذي دخل فيه الدين كموضوع لكن حاليا الصراع الحالي ل
يست للدين أي
علاقة به، وأيضا يعني..
إدارة أوباما والضغوط الدينية
عبد الرحيم فقرا:
عفوا فتحي لو سمحت لي قبل أن تواصل سأعطيك فرصة لتواصل،
يعني أنت تقول هذا الكلام لا علاقة للدين بالموضوع، ما نسمعه هنا في الولايات
المتحدة، ما سمعناه في بداية البرنامج، ما سمع
ناه من قساوسة، ما سمعناه من جهات
دينية، هذه الجهات الدينية وبعضها نافذ جدا هنا في الولايات المتحدة، تنظر إلى
الموضوع بأعين دينية، هل تملك إدارة الرئيس باراك أوباما إلا تتأثر بهذه الضغوط؟
فتحي الضو:
نعم هو حقيقة تأثرت فعلا من اليمين المسيحي كما نعلم في إدا
رة الرئيس
بوش هو الذي ضغط على الإدارة الوصول إلى اتفاقية سلام والتداعيات التي حصلت
فيما بعد، لكن ما أقوله الآن الصراع الحاصل الآن بين حكومة سلفا كير والجماعات
الأخرى ليس للدين أي علاقة به، والدين كما ذكرت دخل مرة واحدة في صراع مسيحي
إسلامي تحول بفضل النظام
الموجود في الخرطوم من حرب ذات مطالب سياسية
اقتصادية معينة إلى حرب جهادية، وهذا العامل أدى إلى الانفصال، نحن الآن بصدد
خطايا النظام الحاكم في الخرطوم وهي حالة الانفصال الحالية لدولة ولوطن كان يعيش
موحدا.
عبد الرحيم فقرا:
طيب مفهوم، طيب دعني أسالك الآن ع
ن العقوبات، عفوا عفوا يا
فتحي، مفهوم هذا الكلام وصلت رسالته، بالنسبة للعقوبات أنت ذكرت سلفا كير ورياك
مشار هل بإمكان العقوبات بتصورك أن تردم الهوة من وجهة النظر الأميركية بين
مشار وكير؟
فتحي الضو:
لا إطلاقا العقوبات لن تخدم غرضا، نحن إزاء مشكلة لكل الأطرا
ف و
ليس للإدارة الأميركية وحدها، الإدارة الأميركية، الإتحاد الإفريقي، منظمة الإيغاد، دول
الجوار، دول الترويكا التي ضمنت اتفاقية السلام، كل هذه الأطراف تقف الآن موقف
المتفرج، أي عقوبات ستزيد الأمر تعقيدا، لأن القضية ليست قضية عقوبات بقدر ما أن
هذه القضية ا
لتي نحن بصددها أن هنالك دولة هشة ليست لها مؤسسات، النخبة الجنوبية
16
ظلت طوال العامين الماضيين ومنذ الاستقلال غير منتبهة إلى التنمية ولم تنتبه إلى بناء
أحزاب ديمقراطية مؤسسة إنما انشغلت
بمصالحها الخاصة وانشغلت بالفساد كما ذكرت
بعض التقارير، ولذلك نحن بصدد يعن
ضغوطات سواء كانت ضغوطات دينية أو ضغوطات اقتصادية أو عقوبات كما ذكرت،
هذا سيزيد الأمر تعقيدا
،
لحل هذه المشكلة لا بد من جلوس كل النخبة الجنوبية للحوار
بقلب مفتوح و بشفافية كاملة للوصول إلى ..
العقوبات المفترضة وت
أثيراتها السياسية
عبد الرحيم فقرا:
يا فتحي وصلت رسالتك شكرا، بيتر بالنسبة للعقوبات، هناك
استثمارات في البني التحتية في جنوب السودان مجرد التلويح بمسألة العقوبات إلا يؤثر
ذلك على الوضع السياسي وخاصة التوتر الحالي بين مشار وكير؟
بيتر جوال:
على العكس تماما
أخي لأنه إذا تم فرض عقوبات اقتصادية على جنوب
السودان ستتأثر فقط النخبة الحاكمة في جنوب السودان، ستكون عقوبات فردية وقد
تكون لقطاعات تنتمي للأفراد الحاكمة في جنوب السودان، المواطن الجنوبي العادي لن
يتأثر بأي عقوبات اقتصادية في جنوب السودان، حاليا الاقتصاد ا
لجنوبي يعتمد على
حقائق تقول أن الحكومة الحالية لم تستثمر في تنمية جنوب السودان بل نهبت كل
الأموال وأرسلتها إلى الخارج.
عبد الرحيم فقرا:
تتحدث بلسان المعارضة
هنا.
بيتر جوال:
على الأكيد نعم، فمن جانب المواطن الجنوبي هو يريد أن يتمتع بحرية
الانفصال الذي كان
أحسن شيء حصل لجنوب السودان، من واجب جنوب السودان أن
ينمي جنوب السودان كدولة ذات مؤسسات وذات حكومة، وكل شعب جنوب السودان
جاهد بكل قدر كان أن تكون دولتهم دولة عظيمة جدا
لكن خذلتهم
الحكومة.
محمد السنوسي:
أخي عبد الرحيم لو سمحت لي لا بد أن أصحح للأستاذ فتحي
الضو،
أنا عندما ذكرت الصراع الحالي لم أقل أن الصراع الحالي صراع ديني، الصراع
الحالي صراع سياسي وحتى داخل الحزب الواحد، يعني الصراع داخل الحزب الواحد
كما تعلم أن رياك بشار هو الآن يعني الرئيس سلفا كير طرده كنائب لرئيس جنوب
السودان لكنه مازال نائبا للرئيس ول
ذلك الصراع يدخل في هذا لإطار، لكن الذي قلته أن
،
رجال الدين يلعبون دورا لتخفيف القتال الحاصل الآن في جنوب السودان، وطبعا
أميركا أو المكونات الدينية في أميركا أيضا تبذل جهدا في ه
ذا الإطار. الحلول السياسية
والحلول العسكرية كسياسة الآن يبدو أنها فاشلة فلذلك الإدارة الأميركية ودول أخرى
تريد أن تستثمر المجتمع المدني ورجال الدين والمؤسسات الدينية في إثراء الحوار
الوطني، هذا ليس في جنوب السودان فحسب وإنما حتى الآن في أفريقيا الوسطى مث
لا
هناك جهود دينية وزارة الخارجية الأميركية قبل أسبوعين عقدت لجنة عن طريق
الفيديو لرجال دين من أميركا وجنوب أفريقيا.
عبد الرحيم فقرا:
بيتر.
بيتر جوال:
العامل الديني ليس شيئا ضروريا في جنوب السودان حاليا، الحرب الحالية
حرب قبلية بحتة هي من مسؤولية الرئيس،
ولذلك تدخل دول خارجية ليس بالضروري..
عبد الرحيم فقرا:
أنت تقول مسؤولية الرئيس نقطة أثيرت في المقدمة يعني الإدارات
الأميركية سواء إدارة الرئيس جورج بوش أو إدارة الرئيس باراك أوباما، إدارة الرئيس
جورج بوش كانت تعرف بوجود هذه المشاكل مع ذلك ساهمت في اتفاقية
السلام
الشامل، إدارة الرئيس بارك أوباما كانت تعلم بهذه المشاكل مع ذلك دعمت الاستفتاء
واستقلال جنوب السودان إلا تعتقد أنت أن الإدارتين معا أن تتحملان جزءا من
المسؤولية فيما يحصل حاليا في جنوب السودان؟
بيتر جوال:
قد يكون ذلك لكن الإدارتين استثمرتا فعلا أكث
ر من
44
مليار دولار
للتنمية البشرية والبنية التحتية في جنوب السودان وكذلك قامت
الإدارة
الأميركية
بتجهيز الجيش الشعبي و تحويله من جيش حركة إلى جيش دولة يكون له كل المقومات
ويحترم القوانين الدولية، لكن للأسف الشديد تم استخدام هذه المنحة ليكون مصلحة أو
تع
بئة جزء من المجتمع في جنوب السودان ضد جزء من جنوب السودان.
عبد الرحيم فقرا:
وليد.
وليد فارس:
هنالك أجواء في التحليل الآن حول موضوع جنوب السودان أن تحميل..
عبد الرحيم فقرا:
هنا في واشنطن
..
وليد فارس:
في واشنطن وفي المجتمع الدولي تحميل الإدارتين الأميركي
تين بوش
وأوباما مسئولية دعمهم لانفصال الجنوب على أساس أن الجنوب هو فاشل، يعني
18
البعض يقول بما أنه فاشل لماذا أنفصل؟ الوضع ليس كذلك، يعني حق تقرير المصير
لشعب جنوب السودان على صعيد اثني ووطني ولا علاقة للدين بالموضوع، لأن هنالك
حتى في شمال السودان مجموعات تق
وم على النظام في دارفور، شعب البيجا، في جبال
النوبة، هؤلاء مسلمون ولكن هم يعتبرون أن لهم مشاكل مع النظام، الدين لا يلعب
دورا..
عبد الرحيم فقرا:
عفوا وليد ألم يكن من الأجدى لتفادي المشكلة الحاصلة حاليا أن تقوم
الإدارات الأميركية المتعاقبة على محاولة الدفع
باتجاه المواطنة في السودان كدولة
واحدة بدل
تقسيم السودان إلى دولتين، واضح أن التقسيم لم يحل المشكلة .
وليد فارس:
وهذا يقال عن الأمة العربية لماذا خلقت واحد وعشرين دولة عربية؟ لماذا
لم يكن هنالك عمل؟ المسألة القومية لا تقررها الدول الكبرى لا بريطانيا ولا أم
يركا ولا
روسيا، روسيا منشغلة في الشيشان والبعض يقول لماذا لا تدفع الروسنة على الشيشان؟
الموضوع أن حق الانفصال هو حق يقرره أصحاب العلاقة، يعني هي علاقة بين
الشمال والجنوب. المشكلة هنا وأعود مع ما قاله السيد الأخ من جنوب السودان أن
أصحاب القرار في جنوب الس
ودان هم الذين فشلوا سياسيا بدل أن يتوجهوا إلى التعددية
والديمقراطية ومنع النعرات القبلية وأنا اعتبر أن النفط وال
Cash
الذي جاء من وراء
هذا النفط كان له دورٌ كبير.
عبد الرحيم فقرا:
طيب نحن أمامنا أقل من دقيقتين وليد، طبعا نسمع هنا في الولايات
المتحدة ب
عض الأصوات من بينها أصوات في الكونغرس التي تريد من باراك أوباما أن
يعين الرئيس السابق جورج بوش مبعوثا إلى السودان في الوقت الذي يتهم فيه جورج
بوش بأنه ساهم في خلق المشكلة الحالية ما واقعية هذا الطرح أولا؟
وليد فارس:
أنا قبل أنا أقول واقعية الطرح، أنا أقول
أن هنالك أصوات تعتبر أن كل من
عمل ودعم جنوب السودان على الانشقاق هو غلط، هو شيء خاطئ، أسألوا أهل جنوب
السودان قد قاموا باستفتاء في العام
4144
وهم طالبوا بهذا الموضوع، تصور لو قلنا
للفلسطينيين اليوم أنتم على خطأ إذا أردتم الانشقاق عن إسرائيل، إذا قارنت الأ
مر مع
جنوب السودان المسألة يقررها أصحاب العلاقة، بالنسبة لجورج بوش ربما تكون فكرة
أن يكون هو المندوب بالنسبة للرئيس أوباما لأنه هو كان صاحب المشروع أساسا ولكن
أنا أعود وأقول مندوبين إلى جنوب السودان لن يحسموا الأمر، الرئيس أوباما قادر
بهاتفه أن يتصل بالرئ
يس كير، أن يتصل بنائب الرئيس مشار، أن يطلب منهم أن يأتوا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.