قبل ايام طلب مني استاذ جامعي نال دراساته العليا بين بريطانيا وأمريكا مساعدته في الالتقاء بالشيخ حسن الترابي..اعتذرت لصديقي انني لا املك قنوات اتصال مباشر لتحقيق رغبته وان على الاتصال بعدد من الأصدقاء لتيسير الامر..إلحاح الرجل دغدغ حاستي الصحفية فحاولت معرفة سر الاهتمام بلقاء الشيخ الترابي..الاستاذ الجامعي يعتقد ان الترابي من الصالحين مستجابي الدعاء. للاستاذ نجل سقيم حار في أمره الاطباء والمتخصصون في علم النفس ..مختصر الحكاية ان ذاك الباحث المستنير يحتاج (فاتحة ) من الشيخ حسن الترابي لتساعد ابنه على الشفاء العاجل. امس الاول دارت معركة بين (الكمالين ) بسبب توجيه النقد للشيخ الترابي..ابتدر الامر الاستاذ كمال الجزولي بهجوم مباشر على الترابي واصفا إياه بانه تخصص *في دراسته العليا في واد الديمقراطيات بوسائل ديمقراطية.. من الضفة الشعبية جاء الهجوم كاسحا من الاستاذ كمال عمر المحامي الذي قال في ما قال ان الجزولي لا يساوي حذاء الشيخ *الترابي ومضي متوعدا الجزولي بالويل والثبور وعظائم الامور.. ولم يكن كمال الجزولي اول من يجد العنت والمشقة من الحواريين بسبب نقد الشيخ الترابي. طائفة من تلاميذ الشيخ المخلصين ساءهم محاولة تقديس الترابي وجعل الترابية طائفة لها مريدين و(حيران) ..كان التمرد الاول عبر مذكرة العشرة التي ظنت ان الحل يقضي بتقليص صلاحيات المرشد المفكر لصالح السلطان ذي الشوكة..تجددت ذات الدعوة السابقة على لسان المحبوب عبدالسلام الذي نادي مؤخراً بتنحي الشيخ الترابي بعد ان بلغ الثمانين من العمر..رؤية المحبوب حوتها مذكرة رفعها للشيخ قبل اشهر ولكنها رأت النور مؤخراً. بداية المحبوب عبدالسلام كان من اقرب الناس الى قلب الشيخ الترابي ..وقف على باب مكتبه حينا من الزمن ..حينما شرع الشيخ الترابي في اعادة تفسير القران اجتبى المحبوب وجعله في دائرة اصحاب الراي ..وثق المحبوب رحلة الوفاء للشيخ بمرافعة قوية وقيمة حواها كتاب ( دائرة الضوء وخطوط الظلام ).. رغم الوجود الفكري والتنظيمي الكثيف الا ان المحبوب كان دائماً بعيدا عن المناصب الوزارية والتنفيذية ..الان بات المحبوب اكثر بعدا بسبب آرائه الناقدة لاستمرار الشيخ الترابي في الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي. بصراحة رؤية المحبوب صائبة.. ان الأوان للشيخ الترابي ان يتنحي بعد ان وهب السياسة ثلثي عمره المديد بإذن الله..ربع عمر الترابي السياسي قضاه سجينا ومازال ينتظر.. رغم ذلك غير متاح للترابي ان يساهم في صناعة ثورة شعبية كما فعل في اكتوبر .. ومن غير الممكن للترابي ان يعيد بناء حركة سياسية وجعلها فاعلة في حياة الناس كما فعل مع الحركة الاسلامية السودانية..تقادم السنين وتعاقب المتغيرات تقتضي ان يفسح الشيخ الترابي المجال امام جيل جديد ليحمل الراية. التغيير الذي بدا يسري في أوصال الحزب الحاكم يجب ان يتمدد ليشمل شيوخ الاحزاب من لدن الميرغني والإمام *الصادق والترابي ليصل المشير البشير .. ان لم تفعلوا ولن تفعلوا فابشروا بغضب الأجيال الجديدة. الأهرام اليوم *[email protected]