سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    بعد أزمة كلوب.. صلاح يصدم الأندية السعودية    وزارة الخارجية القطرية: نعرب عن قلقنا البالغ من زيادة التصعيد في محيط مدينة الفاشر    الإمارات وأوكرانيا تنجزان مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة    ياسر عبدالرحمن العطا: يجب مواجهة طموحات دول الشر والمرتزقة العرب في الشتات – شاهد الفيديو    حقائق كاشفة عن السلوك الإيراني!    المؤسس.. وقرار اكتشاف واستخراج الثروة المعدنية    البيان الختامي لملتقى البركل لتحالف حماية دارفور    الداخلية السودانية: سيذهب فريق مكون من المرور للنيجر لاستعادة هذه المسروقات    مدير شرطة ولاية النيل الأبيض يتفقد شرطة محلية كوستي والقسم الأوسط    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    تدرب على فترتين..المريخ يرفع من نسق تحضيراته بمعسكر الإسماعيلية    الزمالك يسحق دريمز في عقر داره ويصعد لنهائي الكونفيدرالية    سان جرمان بطلا للدوري الفرنسي.. وعينه على الثلاثية    إيران تحظر بث مسلسل "الحشاشين" المصري    شاهد بالفيديو.. سائق "حافلة" مواصلات سوداني في مصر يطرب مواطنيه الركاب بأحد شوارع القاهرة على أنغام أغنيات (الزنق والهجيج) السودانية ومتابعون: (كدة أوفر شديد والله)    السودان..توجيه للبرهان بشأن دول الجوار    شاهد بالصورة والفيديو.. طلاب كلية الطب بجامعة مأمون حميدة في تنزانيا يتخرجون على أنغام الإنشاد الترند (براؤون يا رسول الله)    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    شاهد بالصور.. بالفستان الأحمر.. الحسناء السودانية تسابيح دياب تخطف الأضواء على مواقع التواصل بإطلالة مثيرة ومتابعون: (هندية في شكل سودانية وصبجة السرور)    تجارة المعاداة للسامية    يس علي يس يكتب: روابط الهلال.. بيضو وإنتو ساكتين..!!    جبريل إبراهيم يقود وفد السودان إلى السعودية    رئيس حزب الأمة السوداني يعلق على خطوة موسى هلال    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    بايدن منتقداً ترامب في خطاب عشاء مراسلي البيت الأبيض: «غير ناضج»    تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    دبابيس ودالشريف    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    بمشاركة طبنحة و التوزة...المريخ يستأنف تحضيراته    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    سوق العبيد الرقمية!    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لابد من الارتقاء.. الاحزاب والقوى السياسية بلافكر وعلم!..الرئيس وضع(منصة وطنية) لمعالجات شاملة..ولاوقت للتكتيك و(الفهلوة)..الحوار مع قطاع الشمال(حرث في بحر)..ونتائجه تتقبل العزاء قبل اعداد الطاولة.
نشر في الراكوبة يوم 19 - 02 - 2014


*البشير يحتاج (ركيزة) لنجاح الوثبة..
*مخطئ من يظن ان الجنوب انفصل بإرادته..
- هل تكفي(الوثبة)التي طرحها الرئيس البشير لمعالجة ازمات السودان؟
-وماهي حقيقة الاهداف التي طرحها(البشير)في خطابه؟
- وكيف يفسر موقف القوى السياسية من طرح المعالجات التي افرزها الخطاب الرئاسي؟
-قضايا الحكم والتداول السلمي للسلطة ومعالجة الاوضاع الاقتصادية..هل هنالك مؤشرات (لحلحلة) كافة هذه القضايا؟
- وهل يمكن ان يتعامل المؤتمر الوطني بتنازلات تفضي الى نظم جديدة في الحكم؟
- وماهي العقبات التي قد تواجه المعالجات في القضية الوطنية؟
-ولماذا تتهم القوى السياسية وحركات التمرد بالاجندة الخارجية؟
-وكيف يمكن ان تنتهي سلسلة التفاوض والمحادثات التي بدورها يتم تداولها تارة واخرى بين حركة وافراد؟
- وهل انقسام الجنوب وتكوين دولته اغلق ملف(تشطير) البلاد ..ام مازالت هنالك مخاوف اخرى؟
اسئلة واستفهامات متعددة طرحتها(الصحافة) في حوار شامل على الخبير الاستراتيجي بروفيسر محمد ابوصالح.. وفيما يلي النص الكامل ...
حوار:نفيسة محمد الحسن
* ماهو تعليقك حول موقف القوى السياسية من خطاب الرئيس خلال المرحلة القادمة؟
أرى ان معظم القوى السياسية بشكل او بآخر(قيمت) الحوار.. تجاوبت مع الدعوة مع تحفظ من بعض القوى ،لكن واضح ان رد فعل المؤتمر الشعبي وحزب الامة القومي وحزب الاصلاح الان يعتبر خطوة جيدة، بالرغم تحفظي على عدم قبول الاخرين لهذه الدعوة طالما ان هنالك نافذة مفتوحة للحوار ..فلماذا يتم تعقيد الامر، وخطاب رئيس الجمهورية وضح فيه ان منصة الحزب الواحد لاتستطيع مواجهة التحدي بالتالي لابد من منصة وطنية،و لابد من الدخول في حوار وطني حول قضايا الدولة السودانية، لان هذه فرصة لمراجعة مواقف الاحزاب.
ولاتوجد ضرورة للشروط لانه طالما يوجد حوار يجب ان تقدم التنازلات لان القضية وطنية في المقام الاول.
* ماهو الهدف تحديداً من هذا الطرح؟
نحن نحتاج الى معالجة خطأ وطني ارتكب بعد الاستقلال (وانتهينا بهم التحرير دون التعمير) ،وقتها خرج الفكر البريطاني من السودان لكن لم تحل مكانه الفكرة الوطنية السودانية.
*لكن الخلافات السياسية وقتها لم تكن بهذا المستوى ولم تكن الاحزاب السودانية بهذا الانشطار والانقسام كيف يتفق ذلك مع ماذكرت؟
اعني بذلك الفكرة الوطنية السودانية التي تعبر عن مصالح الدولة والقيم والمرتكزات وكيف يحكم السودان ،وتأخر هذا لاكثر من 50 عاماً، نحن نحتاج الى ارجاع هذه السنوات بفكر، خاصة مع وجود استراتيجيات اجنبية بدأت في تشكيل المنطقة بطريقة جديدة ونحن جزء من هذا المسرح، لذلك يجب ان نفكر بجدية في تأمين حوار استراتيجي حول قضايا الدولة السودانية يفضي الى فكرة وطنية تعبر عن الوجدان السوداني.
لكن بالتجربة لم تنجح دعوات الحزب الحاكم للحوار في السابق...لعدة اسباب اجملتها احزاب المعارضة بعدم تنازل المؤتمر الوطني وتحديد سقف تفاوضي ماهو رأيك؟
الحوار بمفهومه العلمي هو طرح امر يمكن ان يكون مقبول ويمكن ان لايقبله الطرف الاخر مما يتطلب تقديم تنازلات لتصل الاطراف الى صيغة مشتركة، لكن ان يتم طرح الحوار دون تقديم تنازلات هذا لايعني حوار...نحن نريد افكار لادارة الدولة السودانية فيها انت والاخر..وبها تعدد وتنوع سياسي وعرقي واثني، بالتالي الفكرة التي ستدير السودان تحتاج الى هذا الادراك بالاضافة الى ادراك التعقيد المحلي والخارجي، وعلى القوى السياسية في المرحلة الاولى ان تؤمن كيف يمكن ان نؤسس لانجاح الحوار وكيف نؤسس للاليات التي تضمن هذا الحوار،بالتالي يتم تأمينه من خلال المشاركة الاولية للحوار.
*اذاً الحوار نفسه يحتاج الى اجندة؟
نعم ....الحوار نفسه يجب ان تكون اجراءاته الاولية في ماذا نتحاور..وكيف نؤسس لحوار مثمر ..ونؤمن تنفيذ مايتم الاتفاق عليه ، ثم ندلف الى القضايا المختلفة ،ويجب ان لانعطي فرصة لحزب ما بأن يمرر اجندته على الاخرين.
*لكن المؤتمر الوطني هو الحزب الحاكم في تقديرك هل ينفذ هذه المفاهيم؟
ان كان الحوار الذي دعا له لتمرير اجندته لايعتبر حوار.
* برؤية تفصيلية ...هل تعتقد ان الاحزاب في ظل المتغيرات السياسية والضغوط الخارجية يمكن ان (تراوغ) سياسياً بإسم هذا الحوار؟
ليست هنالك فرصة امام السودان سوى النجاح في حوار وطني، لانه بعد تجربة انفصال جنوب السودان نرى مايتم تنفيذه من استراتيجيات في المنطقة يجري تنفيذها.
* نظرية التآمر الخارجي دحضها انفصال الجنوب الذي تم بإرادة اهله...ماهو تعليقك؟
... مخطئ من يعتقد ان الانفصال تم بإرادة جنوبية فقط، فالارادة الخارجية هي التي فصلت جنوب السودان وهي الاكبر وستستمر في تحقيق اجندتها المختلفة، لذلك على القوى السياسية ان تدرك تعقيدات المسرح السوداني فنحن في مسرح عربي وافريقي يشهد تحولات استراتيجية كبيرة تشمل اعادة تشكيل مستقبل المنطقة العربية والمنطقة الافريقية ،بالتالي يكون السودان او لايكون... ذلك رهين بإنتاج هذه الفكرة الاستراتيجية، فنحن نتحدث عن المصلحة الوطنية وماتقتضيه وليس رغبة هذا او ذاك،واعتقد اننا ان قرأنا الخطاب بهذا الفهم نجده يؤسس لمنصة وطنية، كما يجب ان لانتيح الفرصة لمن يريد ان يخرب.
*لكن انعدام الثقة بين الحكومة والمعارضة يمكن ان يُفشل المبدأ...كيف يمكن الوصول الى تفاهمات في هذا الوضع؟
المفكرين والعلماء يمكن ان يلعبوا دوراً وسطيا ومهما في هذا الجانب.
* كيف ذلك والعلماء يتهمون الاحزاب (بالضعف) الفكري؟
يجب ان نعترف بضعف الاحزاب في الفكر السياسي والحزبي لادارة الدولة السودانية.
*وهل يشمل ذلك كل الاحزاب؟
نعم...كل الاحزاب بلا استثناء بمافيهم المؤتمر الوطني فهو ايضاً لايملك فكر جاهز لادارة البلاد،لانه حتى الان لاتوجد رؤية واضحة حول التعليم اوافكار حول القضايا السياسية ولاتوجد رؤية كذلك حول الاقتصاد وتعقيداته التي حيرت كل العالم، ولا في القضايا الثقافية وكيف نعزز الانتماء الوطني، وماهي رؤيتنا في الاعلام والعلاقات الخارجية، كل هذه رؤى استراتيجية يجب ان تطرح في الحوار، لكن مااخشاه ان يتم الحواردون رؤى استراتيجية حول القضايا، بالتالي يجب ادخال السلطة(المنسية) العلمية والمفكرين.
*السلطة التي اسميتها منسية هي بالضرورة جزء من الاحزاب والقوى السياسية ماهو ردك؟
الاحزاب والقوى السياسية لا تمثل كل الشعب السوداني، لذلك نحتاج الى اشراك الكل في الحوار ويمكن ان تكون هذه الاكاديمية العلمية (العلماء والمفكرين) المنبر لانتاج الفكرة الوطنية السياسية والاقتصادية ،ويجب ان يكون حوار يفضي الى رؤية استراتيجية يجد أي مواطن سوداني نفسه بها،ثم يصل الجميع الى مرحلة التنفيذ بإنتخابات يأتي من ينتخبه الشعب لتنفيذ الرؤية الاستراتيجية.
*في تقديرك هل هنالك مواقف استراتيجية ام تكتيكية فيما يتعلق بالانتخابات؟
اعتقد ان حدوث الانتخابات قبل التوافق والاتفاق حول رؤية استراتيجية سيستمر الارباك الوطني بحكومة تأتي بأصوات وتفوز ومعارضة لاتعترف بهذه الانتخابات ويستمر هذا الارباك الوطني الذي يحدث الان، لذلك ليس امامنا فرصة للخروج من هذا الوضع سوى الرؤية الاستراتيجية،بالتالي نؤمن انتخابات نزيهة يعترف بها الكل داخليا وخارجياً.
*هل يمكن ربط المستجدات السياسية بالتغيير الذي جرى مؤخراً في الحِزب الحاكم(المؤتمرالوطني)..وماهي الرؤية الاستراتيجية حول هذه التغييرات؟
ادرك الحزب الحاكم ان هنالك تعقيدات تواجه الدولة واخرى تواجه الحزب نفسه، لذلك برزت مجموعات اصلاحية منشقة منه لكن في خلاصة الامر كان هنالك حوار للاصلاح انتهى بإنتاج سياسات اصلاحية نسمع بها من بعد خطاب الرئيس ونتوقع ان ُتنتج في أي لحظة،فاذاً هنالك رغبة في التغيير.
*هل هنالك ضمانات لتنفيذ ذلك؟
النوايا يعلمها اصحابها، لكن رأي كمختص اقول اننا في السودان تخطينا مرحلة التكتيك،واياً كانت النوايا ليس امامنا سوى العمل الاستراتيجي الجاد، لان التكتيك غير مجدي.
*المفاوضات بين الحكومة والحركات المتمردة اصبحت(كر وفر)..كيف تنظر الى التفاوض مع قطاع الشمال..وماهي السيناريوهات المتوقعة في تقديرك؟
يجب ان (نفصل) بين التنافس الدولي والصراع الاستراتيجي، ومابين ادوات ادارة هذا الصراع، فالصراع يدورالان حول المصالح الاقتصادية وهي النفط والمعادن من حديد والنحاس واليورانيوم والذهب ومصادر الطاقة اضافة الى موقع السودان الاستراتيجي نفسه،اما ادواته فهي تتمثل في محكمة جنائية وعقوبات اقتصادية وحركات متمردة، لذلك انا من مؤيدي عدم ايقاف الحوار مع أي حركة لكن لن يجدي هذا الحوار الا على المستوى التكتيكي، لكن على المستوى الاستراتيجي لن ينجح لان السودان مشكلته الاساسية هي كيف يتوافق داخلياً في تحديد مصالحه وكيف يدخل في حوار استراتيجي مع من يقف خلف هذه الحركات،سواء كان بطريق مباشرة او غير مباشرة لانه لاتوجد حركة ليس لها تمويل خارجي كدعم اساسي.
*لكن بعض الحركات تقول انها تحمل مظالم ومطالب تنموية؟
هذا صحيح...لكن الآخر يستفيد من هذه الاوضاع لتمرير اجندة اجنبية اكثر من كونها اجندة وطنية، لذلك نحن ان حققنا مطالب الحركات وبدأنا معهم الحوار ولبينا لهم رغباتهم بالدخول في السلطة وغيرها سرعان مايتم تأسيس حركة جديدة استنساخ لحركة سابقة ويستمر هذا الاستنساخ لانها وسيلة لتحقيق مصالح استراتيجية اجنبية اكثر من تحقيق المصالح السودانية.
*اذاً كيف يمكن معالجة ذلك؟
لبتر هذا الجزء يجب الدخول في الحوارالوطني يشمل حتى الحركات المسلحة، ويمكن ان يتم التمهيد له بوقف اطلاق النار او عفو عام وكل الترتيبات التي تؤمن هذا الحوار،لكن حوار مع الحركات دون المظلة للرؤية الاستراتيجية الشاملة لن يفضي الى اتفاق شامل...فيتفق مع حركة وتستنسخ اخرى،وفي رأي انه بعد مسلسل انفصال الجنوب وبدلاً من انسحاب الفرقة التاسعة والعاشرة من المنطقتين الى الجنوب حسب اتفاق نيفاشا، تم بقاءها في المنطقتين تمهيداً لمرحلة ثانية من الاستراتيجية بضم هذه المناطق الى جنوب السودان.
*هل هذا المخطط مستمر بعد الاحداث التي تدور الان في دولة الجنوب؟
صحيح ان الاحداث بجنوب السودان القت بظلالها على الاوضاع لكن يظل العمل الاستراتيجي مستمر لسنوات طويلة وهو ان الجنوب الذي يخططون له ليس هودولة الجنوب الحالية بل هو جنوب (خط 13) الذي يضم جنوب دارفور وجنوب كردفان وغيره، بالتالي وجود هذه الحركات سواء ادركت او لم تدرك هذه القيادات المعارضة هي وسيلة للاستراتيجيات الخارجية،لذلك اقو ل ان المخطط كبير جداً ،واذا لاحظنا انه بدأ بالفعل عملية تقسيم العالم العربي ومايحدث في العراق وسوريا هو جزء من هذا الصراع، العالم الخارجي يفكر بطريقة استراتيجية لكن نحن نفكر برزق اليوم باليوم، لذلك لابد من رؤية استراتيجية سودانية.
*في ظل هذه الاوضاع ماذا يمكن ان يطرح وفد التفاوض السوداني؟
الرؤية الاستراتيجية لمايجري حول المنطقة الافريقية والعربية ومن ضمنها السودان يجب على المفاوضين ان يدركوا هذه الاوضاع وان القضية ليست قضية مطالب حركات تنموية وسياسية والحوار يتم لتحقيق هذه المطالب بل القضية اكبر من ذلك، هنالك تنافس استراتيجيات اجنبية لاننا داخل موقع يمثل مصالح دول كبرى بالتالي نحن لسنا في مصلحة مرحلية وتكتيكية مع هذه الدول الكبرى ، بل نحن في مسرح يتعلق بأمن قومي لدولة كبيرة مثل امريكا، بتوزيع للبترول والمعادن في منطقة تمتد من ساحل البحر الاحمر،لذلك حالة المنطقة واعادة تشكيلها تم الحديث حولها في مؤتمر كمبالا للافريقانية وتقدمت ورقة عن اعادة تقسيم السودان، بالتالي آن الآوان ليدرك المفاوض السوداني ان هنالك استراتيجية اجنبية لديها مصالح في 6 محاورتتمثل في الصراع حول الطاقة النفط واليورانيوم والمعادن الاستراتيجية الثمانية وهي موجودة في السودان اضافة الى الصراع حول المياه سواء كانت نيلية او جوفية والاراضي والموقع الاستراتيجي والصراع العقدي الثقافي،ودون المظلة الاستراتيجية لن يفضي أي حوار الى حلول سودانية نهائية،تحاورنا في نيفاشا وانفصل الجنوب وسنتحاور وينفصل جزء آخروهكذا...سيتفتت السودان.
*وهل هذه مسؤولية تقع على الحكومة فقط بإعتبارها المفاوض السوداني؟
ابداً...هذه ليست مسؤولية الحكومة فقط، وعلى الاحزاب الاخرى ان تتفهم ان المحافظة على السودان ووحدته ليست مسؤولية الحاكمين والمعارضين لانه بإستمرارانتقاد هذا وذاك سيأتي اليوم الذي لن نجد فيه شبر من هذه الارض لنتعارك ونختلف حولها، لذلك نحن نحتاج في المرحلة القادمة الى الارتقاء بالوعي الاستراتيجي السوداني بأن نفصل بين قضايا الدولة وقضايا الحزب.
*وبهذه الرؤية ماهي توقعاتك حول جلسات التفاوض الحالية مع قطاع الشمال؟
سيفضي الى تكتيك فقط، لانه ماهي مصلحة الخصم..اذا افترضنا انه يحلم في تحقيق اجندة سواء كانت في سودان علماني او توسيع الجنوب الكبير هل بمقدور المفاوضين الان تحقيق هذه المطالب؟؟ ان ارادوا تنمية ستتحق لهم دون تفاض من الان بعد الاجراءات الاصلاحية...حقوق سياسية ومشاركة في السلطة من الان يمكن اشراكهم...لكن ماهي الاجندة خلف هذا التفاوض؟؟!لذلك على السودان ان يعالج امره داخلياً بحوار استراتيجي سوداني سوداني لانتاج الفكرة الاستراتيجية السودانية ثم الدخول في حوار استراتيجي خارجي لاننا في مسرح استراتيجي امني لدول كبرى وليس امامنا سوى الحوار الاستراتيجي.
*تحدثت سابقاً حول مخطط يهدف الى تقسم السودان...في حالة فشل التفاوض هل تتوقع ان يتجه قطاع الشمال الى المطالبة بإنفصال المنطقتين؟
المخطط مستمر تنفيذه الان،يمكن ان يصمت المطالبين لفترة معينه لكن استراتيجياً يمكن ان يسعوا للفصل خلال 5 او10 او 15 عام، فالهدف موجود لان انفصال الجنوب تم بعد 55 عاماً، بالتالي تظل اجندة جنوب كبير حاضره، لانه مهما وصلنا الى تفاوض نسميها نتائج مرحلية او تكتيكية،لان مايتم من تفاوض ليس برؤية الدولة.
*لكن تفاوض المؤتمر الوطني هل يحقق رؤية الدولة ام الحزب؟
يجب ان يتم تفاوض برؤية الدولة السودانية بمشاركة واسعة وشاملة لان هذه قضايا الوطن وليس الحزب،فأمريكا الان عندما تتحاور في قضايا الطاقة وغيرها ليست برؤية الحزب الجمهوري او غيره بل الدولة.
*في تقديرك استراتيجياً لماذا تم اختيار ياسر عرمان كرئيس لوفد التفاوض من قبل قطاع الشمال ؟
اجندتهم اكبر من كونها حركة لابناء النيل الازرق ، فالحركة لايزال اسمها الحركة الشعبية لتحرير السودان من ماذا! حرر الجنوب برؤيته ويبحث في تحرير بقية المناطق وهكذا،وان كانت الحكومة جادة يجب تغيير هذا الاسم اولاً ثم كيفية الجلوس معهم.
*اذاً كيف يمكن ترتيب الاولويات السياسية للاوضاع الراهنة فيما يتعلق بخطاب الرئيس والحوار الوطني...وبجانب آخر الحوار مع قطاع الشمال؟
العمل الجاد لتنظيم حوار استراتيجي حقيقي حول قضايا الدولة السودانية يتم التأمين لها بمظلة آمنه يثق فيها الجميع، وان تضم هذه المنصة الوطنية السلطة العلمية ويحدث فيها حوار للتوافق حول اجندته وكيف نضمن آلية تنفيذ هذا العمل، ثم الشروع في هذا الحوار الذي يضم كل القوى السياسية والمجتمعية والسلطة العلمية،لانه حتى الان وبعد 58 عاماً لاتوجد وثيقة تحدد ماهي مصالح الدولة السودانية.
*اذاً الفكرة الاستراتيجية هي المؤشر المطلوب للمرحلة القادمة لتصحيح الحكم في السودان؟
نعم...هي الاساس،فإنتاج الفكرة الوطنية التي تعبر عن الوجدان السوداني وقادرة على مواجهة التعقيد المحلي والتحدي الخارجي تأخرت 58 عاماً.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.