الخرطوم (رويترز) - قال نشطاء يوم الاربعاء ان قوات الامن السودانية منعت ناشطا حقوقيا سودانيا يحمل الجنسية البريطانية من مغادرة البلاد في أحدث علامة على اتخاذ اجراءات صارمة منذ الانتخابات. وقال المركز الافريقي لدراسات العدالة والسلام انه تم ايقاف الباقر العفيف مختار من شبكة تمام التي راقبت وانتقدت الانتخابات التي جرت في أبريل نيسان الماضي في مطار الخرطوم يوم الثلاثاء وطلب منه مراجعة الامن القومي. وقال مسؤول من السفارة البريطانية في الخرطوم انهم على علم بالموقف لكن ليس في وسعه أن يعلق على حالات قنصلية فردية. وشكا نشطاء وصحفيون من القيود القاسية على الحريات السياسية التي ازدهرت قليلا في اطار الاستعداد لانتخابات أبريل نيسان التي قاطعتها المعارضة مشيرة الى تزوير والتي اعادت الرئيس السوداني عمر حسن البشير للسلطة. وقال محامون الشهر الماضي ان السودان وجه لصحفي معارض معتقل اتهامات بالارهاب والتجسس وتقويض النظام الدستوري وهي اتهامات قد تصل عقوبتها الى الاعدام. وقال محامون ان أبوذر علي الامين نائب رئيس تحرير صحيفة رأي الشعب اعتقل هو وثلاثة من العاملين معه عند مداهمة مكاتبهم عند الفجر. ويواجه الصحفيون الثلاثة اتهامات أيضا ولكن القاضي حظر النشر في القضية. وقال ساتي محمد الحاج أحد أفراد فريق الدفاع عن الامين يوم الاربعاء ان المحامين انسحبوا من القضية احتجاجا على رفض القضاة ثلاثة من بين أربعة شهود للدفاع. وقال الحاج للصحفيين في الخرطوم انه من المستحيل الحكم على أحد بالاعدام بسبب ارائه. وأغلقت السلطات السودانية رأي الشعب في الليلة نفسها التي اعتقلت فيها قوات الامن حسن الترابي زعيم حزب المؤتمر الشعبي الاسلامي المعارض الذي يصدر الصحيفة. وفي وقت سابق من الشهر الحالي قالت صحيفة أجراس الحرية المرتبطة بالحركة الشعبية لتحرير السودان حركة التمرد السابقة في جنوب السودان انها ستحتجب عن الصدور لمدة أسبوع احتجاجا على عودة رقابة الدولة. وقال مختار ان ضباط أمن منعوه من الصعود على الطائرة المتجهة الى أسبانيا في مطار الخرطوم في الساعات الاولى من صباح الثلاثاء. وقال مختار (55 عاما) لرويترز "ضباط الامن أبلغوني بأنني ممنوع من السفر وعندما سألتهم عن السبب أبلغوني بأنني ساتلقى الرد عندما أقابلهم يوم الخميس." وجاء في بيان للمركز الافريقي لدراسات العدالة والسلام "اتخذت اجراءات صارمة وخطيرة ضد المدافعين عن حقوق الانسان ونشطاء المجتمع المدني في أعقاب أنتخابات السودان." وأضاف مختار الذي قال انه يحمل الجنسيتين السودانية والبريطانية انه كان من المقرر أن يعرض ورقة عن دارفور في مؤتمر في مدريد وأن يسافر بعد ذلك الى لندن. ولم يتسن الاتصال على الفور بأحد من الامن السوداني للتعليق