واصل عمر البشير هروبه من تقديم الحلول والمخارج المباشرة للازمة التي ادخل فيها – وحزبه – السودان والقي خطاباً جديداً اليوم الاحد ملئياً بالمراوغات واكثر غموضاً من خطاب (الوثبة) الشهير في يناير الماضي. ووفقاً لوكالة الانباء الحكومية (سونا) التي اطلقت علي اليوم وصف : يوم تاريخى مشهود ! فقد قدم البشير خطابا اصلاحيا شاملا لاجهزة الدولة لرسم خريطة لمسارها فى الفترة القادمة حيث اعلن من خلاله عزم الدول الصادق على استشراق مرحلة جديدة من مراحل التطور السياسى والاقتصادى والاجتماعى فى البلاد. ولم يعلق البشير او يقدم حلولا بخطط واضحة للازمات الرئيسية التي تواجه السودان وتهدد وجوده ومن ضمنها الحرب المتصاعدة والانهيار الاقتصادي وتوتر العلاقات الخارجية مع عدد من الدول المهمة للسودان والفساد والتضييق علي الحريات وحملات القتل والاعتقالات التي تقوم بها الاجهزة الامنية وغيرها من القضايا المهمة. واكتفي بخطوط وعناوين رئيسية ظل يرددها طوال خطاباته السابقة امام حزبه والمجلس الوطني وفي الاعياد والمناسبات ..الخ. وبدأت اجهزة الاعلام الحكومية علي الفور في صناعة عناوين جاذبة لتغطية ضعف محتوي الخطاب ولغته المملة. وكان خطابه السابق قد دار حول اربعة نقاط رئيسية وهي : السلام ، حرية الترتيب السياسى، الإقتصاد والخروج بالمجتمع السودانى من دائرة الفقر ، وإنعاش الهوية السودانية. ومثلما فعل في خطاب (الوثبة) الاول لم يقدم البشير في خطابه اليوم أي آليات تنفيذ تجعل من خطابه خطة عمل يمكن المحاسبة عليها، مثل الإعلان عن تشكيل حكومة انتقالية او قومية لتنفيذ هذا البرنامج. ولم يعلن ولو القليل من متطلبات التغيير والتطور، أو التهيئة ومن ضمنها : إطلاق سراح المعتقلين، وقف إطلاق النار، رفع الرقابة عن الصحف، إطلاق الحريات...وغيرها. وكل المؤشرات تؤكد ان البشير يعمل علي كسب الوقت وشغل الساحة ببالونات لحين تجاوز الازمة الداخلية والانهيار الاقتصادي، حيث ان اي مبادرة جادة تتطلب اجراءات واضحة مثل الدعوة لمؤتمر جامع لحل الازمة السودانية بدلاً من الثنائيات الحالية وتشكيل حكومة انتقالية وكلها مطالب يرفض البشير مجرد النقاش حولها. وفيما يلي خبر (الوثبة) الجديدة للبشير كما اوردته وكالة (سونا) نصاً واسفله مايتعلق ايضا بالحلول العظيمة لمشكلة الاقتصاد التي قدمها المشير: فى يوم تاريخى مشهود لمجلس الوزراء السودانى قدم السيد رئيس الجمهورية المشير عمر حسن احمد البشير رئيس الجمهورية صباح اليوم خطابا اصلاحيا شاملا لاجهزة الدولة لرسم خريطة لمسارها فى الفترة القادمة حيث اعلن من خلاله عزم الدول الصادق على استشراق مرحلة جديدة من مراحل التطور السياسى والاقتصادى والاجتماعى فى البلاد. واكد السيد رئيس الجمهورية عن التزام الدولة فى تحقيق تطلعات الشعب الكريم مسلحين بارادة مدركة للتحديات الماثلة وثقة بلا حدود لله رب العالمين ناصر الحق المبين موضحا ان السودان مهيأ لوثبة وطنية جديدة للاصلاح السياسى والبناء الدستورى المؤسس لنظام الحكم يرتضيه كل اهل السودان وسيسلح بالراى السديد الناتج عن الحوار الحر وابتداع الافكار وارتقائه كما يسلح بالمبادرات المبدعة فى شتى المجالات لاصلاح الحال السياسى والاقتصادى وصلاح الخدمة العامة ويسعى دؤوبا لاتفاق على دستور يمتاز بالسمو ويحقق المقاصد العليا للمجتمع ويتسم بالديمومة والشمول والعموم . حتى لا يصبح التاسيس الدستورى عرضة للمتغيرات السياسية والاهواء والعواطف . وابان رئيس بان الدولة تتطلع الى دستور مبرأ من الانفعالات الوقتية وغير محاصر فى الانتماءات الحزبية والايدلوجيات الضيقة حتى لا يضيق عن عن سعة جسم الامة يتقاصر عن رؤاه الاستراتيجية ويعجز عن استيعاب مكواناته الفكرية والسياسية والثقافية ولاستشراق المستقبل وويجب ان يكون دستورا متفق عليه قادرا ان يصنع اطارا من الافق واسعا وجامعا داخله القيم الكريمة والاعراف السودانية الاصيلة واجمع الوزراء فى جلستهم على اهمية المرحلة والمضى قدما نحو الاصلاح وتثبيت اركان الدول على اساس من القيم والمبادئ . وفيما يلي نص الخطاب حول معالجة الازمة الاقتصادية وستلاحظون حديثاً مضحكاً عن الموارد البترولية وتحوله لمحلل للوضع الاقتصادي والحديث غير المفهوم عن حشد الموارد والتطلع لنهضة اقتصادية وغيرها من الخزعبلات التي ملَّ السودانيون من تكرارها : أعلن المشير عمر البشير رئيس الجمهورية عن حزمة من التحولات والتغيرات المهمة فى المجال الاقتصادى تتمثل فى الإنفتاح الاقتصادي وتأسيس اقتصاديات النفط والمعادن والإتصالات والتشييد وأثرها على السياسات المالية والنقدية والانتاجية والخدمية والمؤسسية والإلتزام بالموازنات وما تواجهه من تحديات كثيرة ومن المتغيرات الطارئة التى لايمكن التحكم فيها . واردف رئيس الجمهورية قائلا فى خطابة الذى وجهه للأمة السودانية بمجلس الوزراء اليوم "يضاف الى التحديات الاقتصادية المحلية الأزمات المالية والاقتصادية العالمية وارتباط الاقتصاد السودانى بمنظومة الاقتصاد والتجارة العالمية " . ودعا الرئيس البشير الى حشد الموارد القومية والولائية لتحقيق التنمية المتوازنة ، لافتا الى تطلع الحكومة الى مرحلة جديدة تؤسس لخطط وبرامج وطنية لتحقيق النهضة الاقتصادية والنمو المتوازن فى كافة انحاء البلاد . وأشار الى ان اولويات الدولة خلال المرحلة المقبلة ترتكز على العدالة بين المركز والولايات بمعيار التنمية المستدامة والمتوازنة وبموجبها يتم انتخاب مشروعات قومية وولائية متوسطة وقصيرة المدى لإزالة الفوارق وتحقيق التوازن الاقتصادى المطلوب