كما هي الحرب خدعة ، حاول كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد وتاتا مارتينو نظيره في برشلونة أن يخدع كلاهما الأخر في حرب كرة القدم بكلاسيكو الأرض بين الغريمين الكبيرين في اللقاء الذي جاء بالجولة (29) من بطولة الدوري الأسباني ، والذي حسمه برشلونة لصالحه بأربعة أهداف مقابل ثلاثة لريال مدريد. طريقة اللعب للفريقين تشابهت ، حيث أعتمد كلا المدربين على طريقة لعب (4-3-3) ، وخدع تاتا برشلونة بالاعتماد على الجناح الأيسر الذي تواجد فيه انييستا مستغلا بطء كارفاخال الظهير الأيمن لريال مدريد ، وانشغال لاعبي الوسط و الدفاع بمراقبة ميسي ونيمار ومن يساندهم من لاعبي وسط برشلونة ، وهو ما كان سببا في الهدف الأول لبرشلونة الذي سجله انييستا بنفسه و ركلة الجزاء التي حسمت المباراة و تحصل عليها اللاعب بعد عرقلته من كارفاخال وتشابي ألونسو. أنشيلوتي هو الآخر حاول أن يضع بصمته وعلى نفس الطريقة من خلال الجناح الأيسر حيث استغل انشغال الدفاع بمراقبة رونالدو ورفاقه في الوسط ومنح دي ماريا حرية الانطلاق مستغلا سرعته ومهاراته أمام داني الفيش ، وهو ما تفوق فيه اللاعب الأرجنتيني بشكل كاسح في الشوط الأول وصنع الهدفين الأول والثاني لكريم بنزيمة ، بالإضافة لعدة فرص أخري فشل المهاجم الفرنسي في ترجمتها إلي أهداف. نقطة التحول في المباراة والتي ساعدت تاتا في تحقيق الفوز على أنشيلوتي ، كانت طرد راموس ، حيث أصبح الزيادة العددية لصالح برشلونة ، وأضطر مدرب الريال لإخراج عمقه الهجومي المتمثل في بنزيمة ودفع بفاران من أجل سد الفراغ الذي تركه طرد راموس ، في الوقت الذي كان فيه دي ماريا قد أنهي مخزونه البدني وهو ما جعل ريال مدريد بلا أنياب هجومية وتفرغ للدفاع حتى حصل برشلونة الذي عزز مدربه قواه الهجومية بالدفع ببيدرو بدلا من نيمار ، و اليكسيس سانشيز بدلا من فابريجاس على الفوز. بالرغم من محاولات كلا المدربين في إظهار بصمته إلا أن تفوق المهاجمين على المدافعين كان هو كلمة السر في الأهداف السبعة التي اهتزت بها الشباك في المباراة ، وإن كان بطء قلبي دفاع الريال بيبي و راموس كان نقطة ضعف واضحة عنها عند ماسكيرانو وبيبي في برشلونة. رغم فوز برشلونة ، إلا أن تانا مارتينو أخطأ بترك دي ماريا وحيدا يصول ويجول في الجبهة اليمني لفريقه وخاصة في الشوط الأول وكان بمقدوره تكليف أحد لاعبي الوسط بمراقبته أو غلق المساحات أمامه ، كما أن اعتماده على نيمار الذي طغت الفردية على أدائه في الهجوم كلفه الكثير من الكرات الضائعة و السهلة . في المقابل فشل أنشيلوتي في ايقاف خطورة انييستا بالرغم من محاولته تدارك الأمر بمساعدة تشابي ألونسو لكارفاخال لكن الثنائي كلف الفريق الكثير بتسببهما في ركلة الجزاء ، كما أنه لم يفطن مبكرا لتعرض دي ماريا لانتهاء المخزون البدني لدي ماريا الذي تعرض لحالة "دوار" في الشوط الأول وقام بإخراجه بعد فوات الآوان.