ألقى الرئيس باراك اوباما خطابه الثاني عن حال الاتحاد أمام الكونغرس مفردا فيه مساحة واسعة للملفات الداخلية، خصوصا التربية والتعليم وإعادة البناء والاستثمار، وفيما يتعلق بالملفات الخارجية شدد على عزم الولاياتالمتحدة على دحر تنظيم القاعدة والتصدي لمساعيه العدوانية. وقال في هذا الشأن:"بالتأكيد ونحن نتحدث الآن، فإن القاعدة وحلفاءها مستمرون في خطتهم بمهاجمتنا. وشكرا لمخابراتنا والمختصين في الأجهزة التنفيذية فنحن عطلنا هذه المخططات ووفرنا الأمن لمدننا وسمائنا. وفيما يحاول المتطرفون تشجيع العنف داخل حدودنا، فنحن نرد بقوة مجتمعاتنا، وباحترام القانون وباقتناعنا بأن الأميركيين المسلمين جزء من الأسرة الأميركية." وأشار أوباما إلى أن الحرب في أفغانستان تحرز مزيدا من النجاح لدحر طالبان والقاعدة على حد سواء، وتابع قائلا:"في أفغانستان، استحوذت قواتنا على معاقل ِ طالبان، وتواصل تدريب قوات الأمن الأفغانية. هدفنا واضح، فبمنع طالبان من العودة إلى إحكام قبضتها على الشعب الأفغاني، نحرم القاعدة من ملاذ استخدمته في السابق منطلقا لهجمات الحادي عشر من سبتمبر." وأكد أوباما أن بلاده تواصل الضغط على قيادة القاعدة في باكستان، موضحا ذلك بالقول:"في باكستان، قيادة القاعدة ترزح تحت ضغط هو أكبر من أي وقت مضى منذ عام 2001. وأزيح قادتها ونشطاؤها من أرض المعركة. وملاذاتهم تهتز. وقد بعثنا رسالة لهم من حدود أفغانستان مرورا بشبه الجزيرة العربية إلى جميع أرجاء المعمورة: نحن لن نلين، نحن لن نتردد، نحن سنهزمكم." وفيما يتعلق بتونس أكد وقوف الولاياتالمتحدة إلى جانب الشعب التونسي ودعمها لتطلعاته الديموقراطية: "رأينا رغبة َ التحرر ذاتَها في تونس، حيث ثبت ان إرادة الشعب أكثر قوة من قبضة ديكتاتور. وهذه الليلة، لنكن واضحين: إن الولاياتالمتحدة الأميركية تقف مع شعب تونس، وتدعم تطلعات جميع الشعوب إلى الديموقراطية." وتطرق الرئيس في خطابه إلى قضية الاستفتاء حول مصير جنوب السودان فقال:"في جنوب السودان، تمكن الناس أخيرا من التصويت من أجل الاستقلال بعد سنوات من الحرب. واصطف الآلاف في طوابير للتصويت قبل الفجر. ورقص الناس في الشوارع. " تجديد الوفاء بالانسحاب من العراق وجدد أوباما التأكيد على أنه سيفي بالتزامه بالانسحاب من العراق هذا العام:"انظروا إلى العراق حيث غادره نحو 100 الف من رجالنا ونسائنا الشجعان ورؤوسهم مرفوعة، وحيث انتهت المهام القتالية الأميركية، فإن العنف لا زال يتضاءل. وقد جرى تشكيل حكومة جديدة. وهذا العام المدنيون الأميركيون يصوغون شراكة دائمة مع الشعب العراقي بينما ننهي عملنا بسحب قواتنا من العراق. إن التزام أميركا قد جرى الوفاء به وحرب العراق تقترب من نهايتها." وأشاد الرئيس اوباما بمصادقة مجلس الشيوخ على معاهدة ستارت الثانية مع روسيا للحد من الأسلحة الإستراتيجية قائلا إن من شأن المصادقة أن تساعد على الحد من الانتشار النووي. وتناول ملف إيران النووي قائلا:"بفضل جهد ديبلوماسي يؤكد على ضرورة أن تلبي إيران التزاماتها الدولية، تواجه الحكومة الإيرانية الآن عقوبات أقسى وأشدّ من أي وقت مضى." وأشار إلى اتفاق موقف الولاياتالمتحدة وموقف كوريا الجنوبية على ضرورة تخلي كوريا الشمالية عن أسلحتها النووية. خطة لإحياء الاقتصاد الأميركي وركز الرئيس باراك اوباما في خطابه عن حال الاتحاد على الوضع الضريبي وزيادة القدرة على التنافس وتحسين التصدير وتوفير فرص العمل، وذلك من ضمن خطة لإحياء الاقتصاد الأميركي ومكافحة البطالة وأشار إلى الوسائل التي تعيد الولاياتالمتحدة إلى واجهة التنافس في العالم. وقال: "نعم، لقد تغير العالم، والمنافسة من أجل الوظائف حقيقية. لكن ينبغي ألا يقوض ذلك عزيمتنا، بل ينبغي أن يبث فينا روح التحدي". وشدد أوباما على أن الولاياتالمتحدة ينبغي أن تكون الأولى في مجالات الاختراع والتعليم:"لقد حان دورُنا الآن. لندرك ما يجب توفره للمنافسة من أجل الوظائف والصناعات في وقتنا الحاضر. وما نحتاجه لنَسبٍق سائر العالم في الابتكار، والتعليم، والبناء. يجب أن نجعل من أميركا أفضل مكان للأعمال على وجه المعمورة. يجب أن نتحمل مسؤوليتنا بخصوص عجز ميزانيتنا وإصلاح حكومتنا. بهذه الطريقة سيعرف شعبُنا الرفاهية. وسنفوز بالمستقبل". وأضاف أوباما في نفس السياق قائلا: "إن الخطوة الأولى للفوز بالمستقبل هي تشجيع الابتكار والتجدد الأميركي". الاستثمار في مجال الطاقة النظيفة وفي مجال الطاقة حث أوباما على وضع حد لتبعية أميركا في مجال الطاقة:"بمزيد من الأبحاث والحوافز، يمكننا أن نضع حدا لتبعيتنا في مجال النفط بالوقود الحيوي، ونصبح أول بلد يمتلك مليون سيارة تعمل بالكهرباء تسير في الطرقات في حدود 2015". وبشأن المخصصات المالية للأجندة الطموحة للرئيس أوباما في هذا الشأن قال:"يجب أن نساند هذا الابتكار. وللمساعدة على تمويله، أطلب من الكونغرس إلغاء مليارات الدولارات من ضرائب المواطنين التي نمنحها في الوقت الراهن للشركات النفطية. وعليه، وبدلا من دعم طاقة الأمس دعونا نستثمر في طاقة الغد". وشدد أوباما على أهمية الاستثمار في مجال الطاقة النظيفة وقال إنها ستوفر وظائف جديدة. وقال مخاطبا المشرعين: "أدعوكم هذه الليلة لمرافقتي من أجل تحديد هدف جديد: في حدود عام 2035، ستكون الطاقة النظيفة مصدر 80 بالمائة من الكهرباء في أميركا. البعض يريد طاقة الرياح والطاقة الشمسية، آخرون يريدون الطاقة النووية والفحم النظيف والغاز الطبيعي. لتحقيق هذا الهدف، فإننا نحتاجهم جميعا، وإنني أناشد الديموقراطيين والجمهوريين للعمل سويا لتحقيق ذلك".