سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد إنجازها الاستفتاء وتأكيدها قبول نتائجه..وعود واشنطن لحزب البشير على المحك..خبير دبلوماسي :إدارة أوباما ترى أن هناك شوائب داخل نظام الخرطوم يستحسن إخراجها وإبقاء النظام
ما أن تأكد خروج الجنوب عن عباءة السودان الواحد في ظل الترجيح الكبير لخيار الانفصال حتى اتجهت الخرطوم في محاولة تبدو جادة لنيل محفزات أميركية وعدت بها لأجل تسهيل استفتاء تقرير المصير والقبول بنتائجه. ورغم عدم ثقتها في وفاء الجانب الأميركي لتعهداته كما حدث في مرات سابقة كما يقول مسؤولون فإن الحكومة السودانية ربما قصدت معاجلة إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما قبل تفرق المراقبين الدوليين من جوبا وقبل تسلم أوراق اعتماد الدولة الوليدة. ومع إدراك الخرطوموواشنطن بقدرات كليهما على التنازل والمناورة، تبدو زيارة وزير الخارجية السوداني علي كرتي للعاصمة الأميركية واشنطن محل جدل بين فريقين، أحدهما يرى إمكانية النجاح وآخر لا يرى بصيص أمل على الأقل في الوقت الراهن. نقاط إيجابية لكن محللين سياسيين ورغم استحسانهم خطوة الخرطوم، استبعدوا كسبها لنقاط إيجابية تمكنها من الاستناد عليها في حوارها المقبل مع قادة البيت الأبيض، ومن ثم المطالبة بمعالجة كل الملفات العالقة بين الطرفين. فأستاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين حسن الساعوري يرى أن أميركا بالنسبة للحكومة السودانية أصبحت بلا مصداقية، "فكلما وعدت أخلفت كحالها في أكثر من 12 مرة سابقة"، مشيرا إلى ما أسماه رغبة الحكومة السودانية في حسم أمر مصداقية الإدارة الأميركية. وتوقع أن تشمل أجندة الوزير السوداني طلبات برفع الحصار الاقتصادي والمساهمة في إعفاء ديون السودان الخارجية ورفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب. لكنه ربط في تعليقه للجزيرة نت نجاح مهمة الوزير السوداني بالزيارة نفسها، وهل جاءت بدعوة من الحكومة الأميركية أم بطلب من الخرطوم. رضوخ أميركي أما أستاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم محمد نوري الأمين فاعتبر أن السودان يسعى لاستغلال رضوخ الإدارة الأميركية للجنوبيين إزاء مطلبهم حق تقرير المصير -رغم ضرر انفصال الجنوب على المدى البعيد- لتحقيق بعض المكاسب التي وعدت بها واشنطن من قبل. واستبعد في حديثه للجزيرة نت تحقيق مكاسب حقيقية خاصة فيما يتعلق برفع اسم السودان عن قائمة الدول الراعية للإرهاب، "بعدما دلل أحد المسؤولين الأميركيين بما حدث للعراق بعد رفع اسمه"، مشيرا إلى أن أميركا ربما تلعب دورا محوريا في كافة قضايا الخلاف بين شمال السودان وجنوبه، "وبالتالي ستكسب الخرطوم وعودا جديدة كما درجت العادة". وربط بين تشكيل حكومة مقبولة لدى الغرب بما فيه أميركا وتجاوز السودان محطة انتظار تحقق الوعود الأميركية المتكررة. اختراق جديد من جهته اعتبر الخبير الدبلوماسي الأمين عبد اللطيف أن زيارة رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي جون كيري للسودان طمأنت الخرطوم على إمكانية حدوث اختراق في العلاقات وتحقيق المطلوبات السودانية الملحة بعد وعود كثيرة سابقة. ولم يستبعد أن تتجه أعين واشنطن للحديث عن دارفور غربي السودان والمشورة الشعبية لجبال النوبة والنيل الأزرق (المتاخمتين لجنوب السودان) بعد ضمان فصل الجنوب "لتكون تلك هي بداية مرحلة جديدة من الضغوط الكبيرة على الخرطوم". وقال إن مسؤولي البيت الأبيض يأخذون في اعتبارهم ضعف الحكومة الحالية في الخرطوم وإمكانية الحصول منها على أكبر قدر من التنازلات والمعلومات، "وبنفس حجم الضغط الذي يمارس عليها"، مشيرا إلى أن لأميركا حساباتها للتطبيع مع الخرطوم. وأكد للجزيرة نت أن إدارة أوباما ترى أن هناك شوائب داخل نظام الخرطوم يستحسن إخراجها وإبقاء النظام، لأنه نفذ بعض مطلوبات واشنطن خاصة فيما يتعلق بما يسمى بمكافحة الإرهاب. المصدر: الجزيرة