نجا جيراردو مارتينو"تاتا" المدير الفني لبرشلونة ، من السقوط في فخ الهزيمة من منافسه و مواطنه دييجو سيميوني نظيره في أتلتيكو مدريد ، بعد أن نجح في قيادة فريقه إلى التعادل بهدف لمثله قبل النهاية بأقل من ثلث ساعة في اللقاء الذي جرى بذهاب دور الثمانية لبطولة دوري أبطال أوروبا بملعب كامب نو، ليظل الصراع بين المدربين متواصل في لقاء العودة الأسبوع القادم. دفع تاتا مارتينو اللقاء بتشكيلته التقليدية المتمثلة في الثلاثي الهجومي ميسي ونيمار وانييستا وخلفهم فابريجاس و بوسكيتس وتشافي هيرنانديز في طريقة مشابهة لما حدث في مباراة الكلاسيكو، في حين بدأ سيميوني المباراة بدييجو كوستا وبجواره ديفيد فيا في الهجوم وعلى جانبي الملعب كوكي وتوران مع وضع جابي كمحور ارتكاز دفاعي ثابت وبجواره تياجو كمحور متحرك. سيميوني لم يكن واقعيا في الدفع بدييجو كوستا المصاب وهو ما دفع ثمنه بتغيير مبكر ليحل محله دييجو ريباس الذي يميل إلى اللعب كوسط مهاجم أكثر منه كرأس حربه صريح ، الأمر الذي حرم أتلتيكو من فرصة استغلال الأزمة الدفاعية التي ضربت البلوجرانا في المباراة بإصابة بيكيه والذي حل محله بارترا اللاعب الشاب الذي تواجد مع ماسكيرانو قصير القامة و الذي لا يجيد التعامل مع الكرات الهوائية ، كذلك أخطأ في المبالغة الدفاعية بعدما سجل هدف التقدم وسحب عناصره الفعالة هجوميا مثل فيا و توران ودفع برودريجيز وسوزا لتأمين منطقة الوسط ومحاولة إيقاف انييستا. أما تاتا فقد بدأ اللقاء مكررا خطائه في الكلاسيكو بعدم وجود رأس حربه صريح يمكنه العمل كمحطة و تنفيذ ضغط على قلبي دفاع أتلتيكو مدريد ، و تغيير مركز انييستا بدون داع في ظل عدم الاندفاع الهجومي لدفاع الضيوف ، وكذلك فشل في مواجهة خطة سيميوني بالضغط على حامل الكرة بأكثر من لاعب و التحرك لوسط ملعبه وهجومه ككتلة واحدة. سيميوني يحسب له النجاح في الخروج من المباراة بنتيجة تمنحه أسبقية في مباراة العودة ، كما أنه برهن عمليا على أنه قادر فعليا على إيقاف برشلونة وأكد على نجاح طريقته في ذلك من خلال تضييق المساحات و الضغط على حامل الكرة بأكثر من لاعب ، في المقابل فأن تاتا أجاد في الدقائق الأخيرة وأنقذ نفسه من السقوط في فخ الهزيمة ، بدفعه باليكسيس سانشيز بدلا من فابريجاس وهو ما كان نقطة تحول هجومية كبيرة لصالح فريقه ، بعد أن أجرى تعديلات ترتبت على هذا التغيير حيث انتقل نيمار إلي جهة اليسار وهو ما منحه مزيد من المساحة و الحرية ونجح في التسجيل ، و استفاد من دعم انييستا له في هذه الجبهة بعد عودته لمركزه الأصلي ، في ظل وجود سانشيز في العمق الهجومي ومع انتقال ميسي إلى الجهة اليمني و هو ما تسبب في إرباك دفاع أتلتيكو خاصة مع الضغط الكبير الذي نفذه برشلونة عليه ، ولولا تألق الحارس كورتوا لسجل الفريق الكتالوني في أكثر من مناسبة.