أكدت هيئة مكتب الحزب الحاكم بمصر، الذي يرأسه الرئيس حسني مبارك، أمس، على الانحياز لمطالب الجماهير التي خرجت في مظاهرات صاخبة منذ يوم الثلاثاء الماضي، محذرة من استغلال البعض لها لإثارة الفوضى، وذلك عقب اجتماع لهيئة مكتب الحزب، التي تضم ستة قيادات، بينهم جمال مبارك أمين السياسات (نجل الرئيس مبارك) وأحمد عز أمين التنظيم (رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس الشعب)، واللذان تناقلت تقارير إعلامية محلية أنباء عن خروجهما خارج البلاد. وقال صفوت الشريف، الأمين العام للحزب الحاكم (رئيس مجلس الشورى)، أمس، إن أيا من قيادات الحزب لم يهرب إلى خارج البلاد، كما نفى مثل «هذه الإشاعات»، ل«الشرق الأوسط»، أمين العلاقات الخارجية بالحزب، الدكتور محمد عبد اللاه، قائلا إنه لا يوجد ما يستدعي هروب أي أحد للخارج. يأتي هذا في وقت تقرر فيه أمس تأجيل مباريات دوري كرة القدم الأكثر شعبية في البلاد، والتي كان مقررا لها اليوم (الجمعة) ويوم غد (السبت)، لأجل غير مسمى «لأسباب أمنية». وبينما تواصلت الاحتجاجات المطالبة بحل البرلمان والحكومة، بصورة أقل حدة مما كانت عليه في اليومين السابقين، قال الحزب الحاكم في بيان أمس، عقب اجتماع هيئة مكتبه برئاسة الشريف، إن هيئة المكتب «استعرضت وتابعت القضايا التي أثيرت والمظاهرات التي وقعت يوم الثلاثاء الماضي في ضوء متابعة أمانات المحافظات، وقد أكدت هيئة المكتب أن الحزب يقدر حرية الرأي والتعبير، ويؤمن بحق شباب مصر أن يعبر بكل الوسائل عن وجهة نظره ومطالبه واحتياجاته، ويقدر التزام الشباب بالتعبير بالطرق السلمية». وكان من بين حضور اجتماع هيئة المكتب أيضا كل من الدكتور زكريا عزمي، الأمين العام المساعد لشؤون التنظيم والعضوية والمالية والإدارية (رئيس ديوان رئيس الجمهورية)، وأمين الإعلام الدكتور علي الدين هلال. ونفى الشريف، في مؤتمر صحافي عقب الاجتماع، هروب أي من قيادات الحزب إلى الخارج، وقال إن أيا من قيادات الحزب لم يهرب إلى خارج البلاد. ومن جانبه، قال الدكتور محمد عبد اللاه إن ما حدث من مظاهرات هو حراك شعبي موجود في مصر منذ فترة.. «لا المظاهرات جديدة ولا الإضرابات شيء جديد، وهذا حق الشباب وشيء طبيعي، وأعتقد أنه علامة صحة، وعلينا أن نأخذ هذه المطالب في الاعتبار». وتابع قائلا إن «هناك من يحاول أن يستغل هذا المناخ للانحراف بمسيرة مطالب المحتجين، ومع ذلك الدولة سمحت بالمسيرات باعتبار أن هذا جزء من (مميزات) المجتمع المفتوح». وعما يثار من مخاوف في الخارج من تأثير الاحتجاجات على الأوضاع في مصر كالبورصة وغيرها، قال عبد اللاه «للأسف بعض الأجانب يتصورون أنه ليس من الطبيعي أن تقع مظاهرات في العالم العربي، رغم أن المظاهرات من وسائل التعبير في الغرب». وأضاف «ربما لم يكن هناك اعتياد على المظاهرات في العالم العربي بصفة منتظمة»، مشيرا إلى وجود «تهويل في الخارج بشأن ما يحدث في مصر»، داعيا حكومة بلاده إلى النظر في مطالب الشباب (المحتجين). وقال عبد اللاه إن هؤلاء المحتجين «جزء من البلد، ومن المنطقي أن تكون الحكومة مستجيبة في حدود ما هو منطقي وما هو مطلب عادل»، مشيرا إلى برامج الحزب التي أكد عليها الرئيس مبارك مرارا كالعدالة الاجتماعية «التي نعتبرها إحدى الركائز الأساسية للحكم»، والارتقاء بمستوى الخدمات العامة، والقضاء على المعوقات البيروقراطية. وفي ما يتعلق بعلاقة المظاهرات الحالية بالانتخابات الرئاسية المقرر لها خريف هذا العام، قال عبد اللاه «إن لكل توقيت مقاله، ونحن الآن بصدد ظاهرة يجب أن يكون التعامل معها بالأخذ والعطاء». كما انتشرت العديد من الإشاعات المماثلة، منها إجراء تعديل بمجلس الوزراء (الحكومة)، وتأجيل انعقاد معرض القاهرة الدولي للكتاب المقرر أن يفتتحه الرئيس مبارك يوم غد السبت. ونفت مصادر الحزب الحاكم والحكومة هذه الإشاعات، قائلة إن الدكتور أحمد نظيف، رئيس مجلس الوزراء، سوف يلقي بيانا أمام البرلمان بعد غد الأحد، والرئيس مبارك سيفتتح صباح غد الدورة 43 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب بمركز المؤتمرات، على أن يفتح المعرض للجمهور في الثانية من ظهر نفس اليوم. على صعيد ذي صلة، قرر الاتحاد المصري لكرة القدم برئاسة سمير زاهر تأجيل مباريات الأسبوع ال16 من بطولة الدوري الممتاز لكرة القدم في مصر والتي كان مقررا لها اليوم (الجمعة) ويوم غد (السبت) لأجل غير مسمى. وصرح عامر حسين، رئيس لجنة المسابقات باتحاد الكرة، بأن لجنة المسابقات ستجتمع يوم الأحد القادم من أجل الاستقرار على المواعيد الجديدة للمباريات التي تم تأجيلها. وقال أيمن يونس، عضو الاتحاد المصري لكرة القدم، إن التأجيل يرجع «لأسباب أمنية». الشرق الاوسط