الفنان أحمد الجابري من الفنانين المميزين في تاريخ فن الغناء، واحد اساطين الفن الراقي المعبر لمعاني الجمال والإنسانية، لقد غنى الراحل لعمالقة الشعراء ومن أغانيه الجميلة (سيد الاسم والجريف واللوبيا وباقي ذكرى حبيبة وملك الطيور) لقد غنى لسيف الدسوقي وعبدالرحمن الريح والكثير من الشعراء، والراحل عازف بارع لآلة العود أمتزجت أغانيه بالعاطفة والحنين وينقلك بألحانه الشجية ويجسد فيها معاني الحب والعشق والوجد والحنين، لقد عاش الراحل في بيئة متواضعة وكان يسكن مدينة المهدية بأم درمان الحارة الخامسة، والحارة الخامسة بها الكثير من المشاهير لأنهم أم درمان بكل ألقها وجمالها الآخاذ، أم درمان التي انجبت عبدالرحمن الريح وصلاح أحمد إبراهيم وعتيق والبنا وابوالروس والدسوقي وهم من أعظم ما انجبتهم أم درمان، وسيظل ذكراهم خالداً خلود النيل، إن أمثال الجابري لن يتكرروا في تاريخ الغناء المشبع بأرقى معاني الكلمات واشجى الألحان الخالدة، لقد عاش الجابري محب للجميع عطوف شفوف عشق الفن ويغني أغنياته وينسجم معها ويبدع فيها أجمل الإبداع ويسوقك بإحساسه الرفيع ويخرج الآهات من أعماق الفؤاد الفنان الراحل أحمد الجابري، مشارك ومجامل لأبعد الحدود برغم كبر حجمه في الفن الذي لا تخطئه العين وخاصة في اواسط المثقفين كان يمكن أن تجده يشارك لاحياء حفل بغير ثمن لذا كان يغني من أجل الغناء والفن ليس مصدر رزق بل من أجل الفن ، لقد عاش الجابري متواضعاً في مدينة المهدية الحارة الخامسة، والحارة الخامسة بها الكثير من المبدعين من امثال الفنان الراحل محمد أحمد عوض، ومقريء راتب الإمام محمد احمد المهدي عمنا الراحل الشيخ عبدالله اسحق والكثير من المبدعين في شتى ضروب الحياة أن الحديث عن الراحل المقيم الفنان أحمد الجابري كثير لا يسع هذه الورقة ان يكتسب فيها بجليل ما قدّمه للفن الراقي المعتق الفن الكلاسيكي الذي يقودك للاستماع لتتمعن عمق الكلمة بحلاوة التطريب ودفء الصوت لتحلق في فضاءات خلق البديع الذي فطره كل إنسان بموهبة تميزه عن الآخر، وفي نهاية المطاف الإجماع عليه بأنه مبدع من كثرة المعجبين به، الا رحم الله احمد الجابري بقدر ما أعطى للأغنية السودانية وسيظل في الذكرى على الدوام لعظمة ما قدمه للفن ومدرسة نهل منه الكثير وعلم الكثير معاني الإنسانية نم هانئاً لأنك علم من أعلام الفن، لك المغفرة أستاذنا الفنان الراقي الحنون العطوف أحمد الجابري حيث لقيت باب الغرام فاتح دخلته من شراب الريد يا مسكين نهلت وابتديت تعشق يا قلبي وانشغلت، هكذا تغنى الجابري بأرقى وأعمق الكلمات من شعراء كانوا وما زال شعرهم وكلماتهم من دهب لن يجود الزمان بأمثالهم وللحديث بقية يا جابري يارائع وما أروع أن يذكر الإنسان بالخير لما قدم وأصبح ذكرى لا تزول عبر السنين فأنت باقٍ بما قدمت.. لك الرحمة ثانياً والى أبعد ما يكون.. الوطن