سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المحلل السياسي اتيم سايمون : البشير يريد التقليل من المطالب المتصاعدة في إقليم دارفور التي تنادي بتقرير المصير ..بعد تقاربه مع الترابي رأى العودة لتنفيذ مشروعهم بالاستحواذ على موارد الدولة الحديثة
قال المحلل السياسي في جنوب السودان غبريال جوزيف شادر ل«الشرق الأوسط» إن حديث البشير يؤكد أن هناك بعض العناصر من جنوب السودان قد اتصلوا بحزب المؤتمر الوطني الحاكم واقترحوا عليه هذا الأمر، وأضاف: «وربما هم من الجنوبيين الذين كانوا في حزب البشير قبل استقلال جنوب السودان ومن قيادات الميليشيات الموالية له في الساق». وقال إن البشير يسعى للاستثمار سياسيا بهذه الرؤية، لا سيما ما يحدث الآن في هذه الدولة الوليدة بسبب الحرب الدائرة رغم أن السودان أيضا يعاني حروبا في ثلاث مناطق، وتابع: «من رابع المستحيلات إعادة توحيد السودانيين في الوقت الراهن، وقد تؤدي أي محاولة في هذا الاتجاه إلى نشوب صراع أكثر مرارة في جنوب السودان نفسه»، مشيرا إلى أن فكرة إعادة توحيد البلدين ستعد سابقة دولية في الوقت الراهن رغم حدوثها في ألمانيا من قبل، وقال إن قانون الاستفتاء الذي بموجبه قرر الجنوبيون الانفصال عن السودان لم يذكر أي اتجاه لإعادة الوحدة مرة أخرى. وقال الكاتب والمحلل السياسي اتيم سايمون إن المؤتمر الوطني الحاكم في السودان ظل يتدخل في صراعات النخب السياسية في جنوب السودان منذ مطلع تسعينات القرن الماضي، مشيرا إلى انشقاق الفصيل الذي كان يقوده رياك مشار ولام أكول فيما يعرف داخل الحركة الشعبية وقتها ب«انقلاب الناصر»، وبين أن ذلك الانقسام هو الذي عمق الفجوة والخلافات التي ما زال الجنوبيون يعانونها، لا سيما في الحرب التي تدور الآن، وأضاف: «من تلك الخلفية التاريخية يتضح الدور الأمني لحزب البشير في تغذية الصراعات بين الجنوبيين بإيواء الميليشيات وتدريبها ضد الجنوب». وتابع: «البشير يريد التقليل من المطالب المتصاعدة في إقليم دارفور التي تنادي بتقرير المصير أو حكم ذاتي كامل». وقال سايمون إن الإسلاميين في السودان رأوا بعد التقارب بينهم والحوار الجاري مع عراب النظام حسن الترابي العودة مرة أخرى لتنفيذ مشروعهم السابق بالاستحواذ على موارد الدولة الحديثة، وأضاف: «ربما هم يرون أن الفرصة سنحت لهم الآن في ظل الأوضاع في جنوب السودان من حرب وضعف عام في الدولة الحديثة». وكان الرئيس السوداني عمر البشير قال في اجتماع لحزبه، والكلمة نقلتها وكالة السودان للأنباء الرسمية، أول من أمس، إن حكومته تلقت اعتذارات من قوى دولية، لم يسمها، عملت من أجل فصل الجنوب بغية تدمير الشمال، وأضاف أن تلك الجهات الدولية تطالب الآن بإعادة النظر في انفصال الجنوب والعمل على إعادة الوحدة بين السودان ودولة جنوب السودان، وقال إن «الأمر حتى لو تم قبوله يتطلب استفتاء أهل السودان ليقرروا فيه». وأضاف: «أعداء الوطن أصبحوا في حيرة بعد فصلهم الجنوب لدمار الشمال وليس لأي سبب آخر والآن يأتون ويقولون نحن غلطانين (مخطئين) لم نسمع كلامكم ونحن (ندمانين)، ودعونا للتوحد». وقال: «نحن دولة قائمة ولكي ينضم لنا جزء آخر لا بد أن نستفتي الشعب السوداني لأخذ رأيه هذا إذا نحن اقتنعنا». الشرق الاوسط الشرق الاوسط