جددت الخرطوم اتهاماتها لحكومة جوبا بدعم الحركات المسلحة والمتمردة التي تحارب السودان في دارفور والمنطقتين (جنوب كردفان والنيل الأزرق)، وقال سفير السودان في جوبا مطرف صديق لصحيفة «اليوم التالي» الصادرة بالخرطوم أمس، إن جوبا ما تزال تواصل دعمها للحركات المسلحة رغم الاتفاقيات الثنائية بين البلدين، التي تمنع دعم الحركات المتمردة في البلدين. ونفى مطرف، اتهامات جوبا الصادرة من الجيش الشعبي، مؤكدا أن السودان لم يتدخل مطلقا في الصراع الداخلي الدائر في دولة جنوب السودان. وطالب بضرورة تفعيل الآلية الثلاثية للتحقق التي تضم الدولتين والأممالمتحدة. وقال السفير السوداني: «إذا كانت جوبا جادة في اتهاماتها التي نرفضها تماما فعليها أن تلجأ رسميا لهذه الآلية حتى يمكنها التحقق من هذه المزاعم»، رافضا إطلاق الاتهامات في الهواء. إلى ذلك أدانت الولاياتالمتحدة هجوما استهدف قاعدة للأمم المتحدة في مدينة بور عاصمة ولاية جونقلي في الجانب الشرقي من جنوب السودان ويؤوي معسكر الأممالمتحدة نحو خمسة آلاف مدني نازح، وأدت الاشتباكات إلى مقتل وجرح أكثر من 60 شخصا. وقالت المندوبة الأميركية لدى الأممالمتحدة سامانثا باور في بيان لها مساء أول من أمس إن بلادها ستحدد المسؤوليات مع شركائها مهددة بملاحقة المذنبين، وأدانت استهداف المجموعات المسلحة المدنيين وبعثات الأممالمتحدة، وأضافت أن المسلحين استخدموا قاذفات الصواريخ لاقتحام المعسكر وأطلقوا النار على النازحين، وقالت إن واشنطن ستتعاون مع شركائها لتحديد المسؤوليات، ووصفت الهجوم بالشائن. كما أعرب توبي لانزر، مسؤول برنامج المساعدة الإنسانية في بعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان عن «استنكاره للهجوم الذي شنه شبان مسلحون على مدنيين لاجئين» في قاعدة البعثة في بور عاصمة ولاية جونقلي النفطية. وكانت الأممالمتحدة قد نددت في بيان ملتبس ب«عمليات القتل الشائنة» من دون أن تؤكد سقوط قتلى جراء الهجوم. غير أن وزير الإعلام في حكومة جنوب السودان مايكل مكواي قال ل«الشرق الأوسط» إن خلفية ما حدث في مدينة بور أن النازحين في معسكر بعثة الأممالمتحدة في المدينة احتفلوا بسقوط مدينة بانتيو عاصمة ولاية الوحدة في أيدي المتمردين، وأضاف أن هذه الاحتفالات أغضبت شباب المدينة وأعادت إلى أذهانهم المذابح التي ارتكبها التمرد عندما دخل بور في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، مشيرا إلى أن مجموعات كبيرة من الشباب قرروا تسليم مذكرة احتجاج إلى بعثة الأممالمتحدة بمسيرة سلمية، وتابع: «وعند وصولهم بوابة البعثة أطلق جنود الأممالمتحدة أعيرة نارية في الهواء، وهذا ما أدى إلى حدوث ارتباك وأثار الشباب وقتل العشرات من الطرفين». وقال إن قوات البعثة تدخلوا لحماية النازحين في داخل المعسكر. وأكد مكواي أن حكومته أدانت الحادثة وعبرت عن حزنها لوقوع قتلى وسط المدنيين، وقال إن جوبا اتفقت مع بعثة الأممالمتحدة (يونميس) على تشكيل لجنة مشتركة للتحقيق في الحادث للتوصل إلى الحقائق ومعرفة الجناة. شرق الاوسط