رسالة من أبناء دارفور بالخليج إلى مجلس الأمن الدولي التاريخ: 4/12 / 2014 م السيد/ الأمين العام للأمم المتحدة الموقر السادة/ أعضاء مجلس الأمن الدولي الموقرون نحن أبناء دارفور بدول مجلس تعاون الخليج العربي أصالة عن أنفسنا ونيابة عن شعب دارفور المظلوم نرفع إلي مجلسكم الموقر صرخة داوية ورسالة احتجاج علها توقظ فيكم ضمير الإنسانية المتمثل في الأممالمتحدة . بالأمس القريب خرجت لنا الدكتورة عائشة البصري المتحدثة السابقة باسم بعثة اليوناميد في دارفور باعترافات يندي لها جبين الإنسانية وكفيلة بان تزلزل أركان الأممالمتحدة وتلقي بها في مزبلة التاريخ غير مأسوفا عليها ومفادها كما يلي : سبب استقالتها من منصبها كمتحدثة رسمية باسم بعثة اليوناميد هو أن البعثة لا تريد أن تقول الحقيقة وتتستر علي الجرائم التي ترتكبها القوات الحكومية ومليشيات الجنجويد التابعين رسميا للحكومة والمتمردين وآخرين في الإقليم . أن مجلس الأمن علي علم مسبق بان البعثة فاشلة قبل أن ترسل إلي دارفور. رضوخ مجلس الأمن والاتحاد الإفريقي منذ البداية لشروط الحكومة السودانية وهم يعلمون أنها وجنجويدها من يعرقل ويحرق ويقصف ويقتل ويشرد المدنيين في دارفور .. أن الاتفاقية الدولية الموقعة بين حكومة السودان وبعثة اليوناميد تنص علي أن حكومة السودان هي المسؤولة عن حماية البعثة نفسها !!، يا للعجب هل يستقيم ذلك عقلا؟ المتسترون علي الجرائم هم الأممالمتحدة وأمينها العام وإدارة حفظ السلام وبعض وكالات الأممالمتحدة العاملة في السودان ورؤساء بعثة اليوناميد منذ بدء المهمة في دارفور.. أن الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون ومنذ توليه المنصب لم يذكر كلمة جنجويد (تلك العصابة المجرمة التي أبادت ولم تزل تبيد سكان دارفور من المجموعات الإفريقية) إلا مرة واحدة في عام 2008 م من خلال ثلاثين تقريرا قدمها لمجلس الأمن بشان الوضع في دارفور .. لم يتم نزع سلاح الجنجويد وإنما تم تغيير اسمها إلي قوات حرس الحدود وأبو طيرة والدفاع الشعبي وأخيرا قوات الدعم السريع وإدماجها في القوات الحكومية ولكن بنفس مهامها السابقة من قتل وتشريد رغم صدور قرار أممي بنزع سلاح الجنجويد .. زيف التقارير المرفوعة من قبل بعثة اليوناميد حيث لم يتم توثيق عدد 191 غارة جوية علي المدنيين في دارفور خلال عامي 2012-2013 م رغم صدور قرار أممي بحظر الطيران فوق دارفور ومازال القصف الجوي يجري بشكل يومي لتدمير البشر والفري والحيوانات وموارد المياه .. بعثة اليوناميد ليس لديها طائرة واحدة لرصد ما يجري في دارفور. السادة أعضاء مجلس الأمن الدولي: لقد صعقنا مما سمعنا ولما بلغه الضمير الإنساني من حضيض بعد إن كنا كضحايا نظن أننا في أيد أممية أمينة ألا وهي أيدي مجلس الأمن الدولي ولكن يا خيبتاه ! فقد بدا لنا أن كل هذه المؤسسات الأممية ما هي إلا هيئات من اجل الكسب المادي الرخيص وذر الرماد علي العيون وليس لها أي علاقة بالمبادئ الإنسانية النبيلة المدعي عليها، وشعرنا بالخذلان والخزي والعار والخيانة للضحايا من الأطفال والنساء والعجزة والمرضي والمعوقين والحيوانات .. وتمنينا لو أن لنا عصا موسي لأحلنا يابس دارفور اخضرا. إننا لا نجد مبررا منطقيا واحدا لهذا التستر الشنيع في حق البشرية إلا المحافظة علي الوظائف واستمرار تدفق المخصصات لأطول فترة ممكنة. السادة أعضاء المجلس: نحن اليوم وتأسيسا علي ما تقدم وباسم شعبنا المكلوم المنسي المباد في أصقاع دارفور النائية نتوجه بالتهمة مباشرة إلي الآتية أسماءهم : 1/ مجلس الأمن الدولي والذي تقع عليه المسؤولية المباشرة في حماية المدنيين وفي متابعة تنفيذ قراراته ال 16 الصادرة من ذات المجلس بشان دارفور علي ما ظهر من تقصير متعمد وغض الطرف عن الجرائم المرتكبة بحق المدنيين لحاجة في نفس يعقوب وعن الإخفاق واستمرار حملات الإبادة كما بدأت في عام 2003 م بحق شعب دارفور دون أن يحرك ساكنا.. 2/ الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون لتستره علي الجرائم المستمرة بشكل يومي طوال 11 عام في دارفور وتهميشه للقضية وعدم الاهتمام بها ولم يقم بزيارة واحدة للوقوف ميدانيا علي اكبر كارثة إنسانية في التاريخ وساهم بذلك في وقوع آلاف الضحايا الجدد وعدد الضحايا اليوم وبحسب المنظمات الإنسانية قد بلغ 700 ألف شهيد ولا فرق اليوم بين دارفور و رواندة، كما انه يكيل بمكيالين حيث قام في 7 / ابريل 2014 بتوجيه خطاب في الذكري العشرين لمذبحة رواندة في الوقت الذي يعلم فيه يقينا أن دارفور الآن هي رواندة 2. 3/ رؤساء بعثة اليوناميد الذين تولوا أمرة هذه القوات منذ مجيئها إلي دارفور وهم : السيد رودلف ادادا* * السيد إبراهيم قمباري السيد محمد بن شمباس * لأنهم رفعوا تقارير زائفة لانعكس الواقع علي الأرض حتى علي أفراد القوات الدولية نفسها متسببين بهكذا تصرف في استمرار سقوط الضحايا حتى بلغ العدد 700 ألف شهيد .. كل من يثبت علاقته بهذه الفضيحة الداوية . كما نوجه نداءا عاجلا للأمم المتحدة بإرسال السيد الأمين العام بنفسه للطواف جوا وبرا علي جميع أنحاء دارفور لرؤية حجم الدمار المسكوت عنه ولا نريد أن يقال لنا أن الأمن غير مستتب فحكومة السودان مسؤولة عن حمايته وإذا تعرض لشيء ومات كما يموت الضحايا فان التاريخ لن يظلمه وسيذكر انه فقد حياته من اجل إنقاذ المدنيين في دارفور كما مات سلفه السيد جورج بومبي دو.. كما نطالب أيضا بسحب قوات اليوناميد التي أصبحت جزء من الكارثة ولم تتمكن من توفير الأمن لسكان دارفور وإحلال قوات أوربية مكانها بحيث تأتي من خلفية تؤمن بحقوق الإنسان وتقدسه وتحترم القانون فتكون خير حافظ لها بدلا عن هذه القوات القادمة من دول ليست حالها بأفضل من دارفور ولا تؤمن بحقوق الإنسان . كما نرجو من مجلس الأمن إجبار كل من قصّر وساهم وضلل وتستر وكذب في حق شعب دارفور علي الاستقالة من منصبه وتقديمه لمحاكمة عادلة حني ننصف الضحايا ويكون عبرة للباقين وتعاد للأمم المتحدة مصداقيتها. وأخيرا نطالب مجلس الأمن بعقد جلسة عاجلة استثنائية لتلاوة هذه الرسالة علي الأعضاء والتداول حولها وحتى يعلم البشرية جمعاء إن هذا هو مجلس الأمن الذي فوضوه علي حراسة الأمن والسلم الدوليين والمبادئ الإنسانية النبيلة! كما لا يفوتنا أن نشيد بشجاعة وأمانة الدكتورة عائشة البصري، ولكم الشكر أبناء دارفور بدول مجلس تعاون الخليج العربي